هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة تركية، إن التوتر المحتمل بين إدارة جو بايدن، وأنقرة قد يتركز في القارة الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى التحركات التركية في البحر الأحمر والمحيط الهندي والخليج عبر الصومال والسودان وقطر.
وأوضحت صحيفة "خبر ترك" في تقرير ترجمته "عربي21"، أن منطقة شمال سوريا، لن تكون على بؤرة الصراع الدبلوماسي بين تركيا والولايات المتحدة في عهد الديمقراطي جو بايدن، لافتة إلى أن السؤال الأساسي يكمن في "هل تتعارض مصالح أمريكا مع تركيا في القارة الأفريقية؟" لا سيما في الصومال البلد الذي وسعت فيه تركيا أنشطتها مؤخرا.
وأضافت أن العلاقات الأمريكية بـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" شمال شرق سوريا، ستبقى المشكلة الرئيسية بالنسبة للأمن القومي لتركيا، ولكن الإدارة الأمريكية الجديدة ترى أن العلاقات مع أنقرة ينظر إليها من منظور أوسع وعالمي.
وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي الجديد بايدن، سيعمل على إعادة مكانة وهيمنة الولايات المتحدة عالميا، بعدما فقدتها في عهد دونالد ترامب، مضيفة أن القارة الأفريقية تتمتع بأهمية بالغة لواشنطن في صراع القوى عالميا.
ولفتت إلى أن صناع القرار في واشنطن، يبحثون قوة الصين المتنامية في أفريقيا، وتأثيرها على المدى المتوسط وطويل الأجل، بالإضافة لدور تركيا في "حرب الهيمنة" بهذه المنطقة.
اقرأ أيضا: مجلة أمريكية: هل يرمم بايدن العلاقات المتوترة مع تركيا؟
وانتقلت الصحيفة، إلى أن دوائر المعارضة في تركيا، تتساءل دوما عن قيمة الاستثمارات الاقتصادية والعسكرية لأنقرة، في بعض البلدان، لا سيما في بلدان مثل قطر والصومال.
وذكرت أن لتركيا استثمارات اقتصادية وعسكرية في الصومال منذ فترة طويلة، والخطوط الجوية التركية تنظم رحلات منتظمة إلى هذا البلد الأفريقي، وتم افتتاح واحدة من أكبر سفارات تركيا في العالم في هذا البلد.
وتابعت بأن الجنود الأتراك يقدمون تدريبات في القاعدة العسكرية التي أقيمت هناك، كما تم تشكيل وحدة ناطقة باللغة التركية في الجيش الصومالي، وعليه بسبب عدم الاستماع وتغليب لغة الحوار من المعارضة التركية مع الحكومة، لن تفهم (المعارضة) أهمية الاستثمارات التركية هناك.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها، بأن الإدارة الأمريكية الجديدة تدرك جيدا ما لم تستطع المعارضة فهمه من خطوات الحكومة التركية في أفريقيا.
وأشارت إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة ترى بأن تركيا قد تلعب دورا هاما في مسار القوة العالمية التي يعاد تشكيلها، لافتة إلى أن الحديث في البيت الأبيض يتركز على استراتيجية تركيا التي أنشأت "مثلثا استراتيجيا" في البحر الأحمر والخليج والمحيط الهندي مع تحركاتها في أفريقيا والشرق الأوسط.
وأضافت أن المطلوب من المشككين بأهمية العلاقة بين أنقرة والدوحة، فهم طبيعة التحركات التركية في المثلث الاستراتيجي الذي يرتكز على السودان وقطر والصومال.
ولفتت إلى أن التهديد للأمن القومي التركي من شمال سوريا لن يتغير، لأن الإدارة الأمريكية الجديدة لن تتخلى عن مشروع إنشاء دولة كردية في هذه المنطقة، وستتخذ أيضا خطوات جديدة في هذا الاتجاه.
اقرأ أيضا: صحيفة: صعوبات تواجه بايدن مع الصين وتحالف روسيا وتركيا
وأشارت إلى أن المسؤولين الأمريكيين يرجحون بأن تركيا قد تكون قادرة على استخدام الخطوات الدبلوماسية والعسكرية التي اتخذتها في بعض البلدان الأفريقية والشرق الأوسط، كنفوذ استراتيجي لها في المستقبل، واستخدامها كورقة ضغط.
وأوضحت أن الإدارة الأمريكية الجديدة تعتقد بأن تحقيق أهدافها الاستراتيجية بسهولة في الصومال ودول أخرى، مرتبط بتعاونها مع تركيا، وفي حال تم التوصل إلى هذه النقطة، فمن الممكن أن تطرح ورقة السيطرة الفعالة على البحر الأحمر والخليج ضد الولايات المتحدة في حال اتخاذها لأي خطوات شمالي سوريا يهدد أمنها القومي.
وأكدت أن الإدارة الأمريكية الجديدة تنظر لتركيا في إطار استراتيجي لا يتعلق ببعد واحد يكمن في سوريا، بل نظرة متعددة الأوجه على المستوى العالمي.
وختمت بأن المطلوب من تركيا، قراءة ذلك جيدا، والسير باستراتيجية وفقا لمصالحها، على صعيد "حرب الهيمنة" عالميا.