هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت صحيفة الغارديان، في تقرير للكاتب كريستوفر ناوس، أن السلطات القطرية، اعتقلت بروفيسورا أستراليا ونجله لما يقارب خمسة أشهر دون توجيه أي تهم لهم.
وأشارت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن توقيف خبير الصحة الأسترالي لقمان طالب، جاء قبل ثلاثة أشهر من اتهام الولايات المتحدة لنجله المقيم في أستراليا أحمد بالارتباط بالقاعدة.
ولفتت إلى أن الخبير في الصحة العامة والإحصاء البيولوجي المقيم في قطر منذ عام 2015، تم اعتقاله ونجله إسماعيل في 27 تموز/ يوليو الماضي، واحتجازهما في مكان غير معلوم.
وذكرت أن الحكومة الأسترالية قدمت مساعدة قنصلية للرجلين، مشيرة إلى أنه تم زيارتهما خلال الأشهر الأخيرة من السلطات الأسترالية التي أبلغت العائلة أنها تحاول استيضاح طبيعة التهم الموجهة لهما.
وهذا نص التقرير كاملا:
يعتقل بروفيسور الصحة العامة الأسترالي ونجله في قطر لما يقرب من خمسة شهور بدون تهم، ويتلقيان المساعدة القنصلية من السفارة الأسترالية.
وكان المواطن الأسترالي البروفيسور لقمان طالب، البالغ من العمر 58 عاماً، وابنه إسماعيل طالب، البالغ من العمر 24 عاماً، قد ألقي القبض عليهما في منزلهما بالدوحة من قبل السلطات المحلية يوم السابع والعشرين من يوليو / تموز، ويتم احتجازهما في مكان غير معلوم.
وجاء توقيفهما قبل ثلاثة شهور تقريباً من إعلان الولايات المتحدة أن نجلاً آخر للبروفيسور طالب، يعيش في أستراليا، يقدم تسهيلات مالية للقاعدة.
والبروفيسور طالب خبير في الصحة العامة والإحصاء البيولوجي يقيم في قطر منذ عام 2015.
وما زال مصنفاً على أنه القائم بأعمال رئيس قسم الصحة العامة في جامعة قطر وساعد البلد مؤخراً في التصدي لجائحة كوفيد-19.
قدمت الحكومة الأسترالية مساعدة قنصلية للرجلين وقد فهم أنها زارتهما خلال الشهور الأخيرة. وقالت الحكومة لعائلتهما إنها ما تزال تحاول استيضاح طبيعة التحقيق والتهم التي قد توجه لهما.
في منتصف أكتوبر / تشرين الأول أعلن في الولايات المتحدة أن ابناً آخر من أبناء البروفيسور طالب، واسمه أحمد لقمان طالب، يقدم تسهيلات مالية ودعماً لوجستياً للقاعدة واستخدم تجارته في الجواهر لنقل الأموال عبر المعمورة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية: "لدى طالب تعاملات مالية في عدد من البلدان، ولقد وفر له عمله في تجارة المجوهرات القدرة على نقل الأموال دولياً لصالح القاعدة."
بعد ذلك بفترة قصيرة قامت عناصر من الشرطة الفكتورية وجهاز المخابرات الأمنية الأسترالية والشرطة الفيدرالية الأسترالية بمداهمة منزل أحمد طالب.
لم توجه له تهم ولعله يتأهب لتحدي الاتهام الذي وجهته له الولايات المتحدة.
ظلت العائلة لا تدري شيئاً عما حصل مع البروفيسور طالب ونجله طوال الأربعين يوماً الأولى من توقيفهما.
ثم اتصل الأقارب بالحكومة الأسترالية في شهر أكتوبر / تشرين الأول طالبين منها المساعدة.
سُمح للبروفيسور طالب بإجراء مكالمات هاتفية مع أفراد عائلته. أما إسماعيل طالب فلم يُسمع منه شيء طوال الشهور الخمسة.
وفي تصريح لصحيفة الغارديان، قالت ابنة البروفيسور طالب، مريم لقمان طالب، إن العائلة "مرت بما يمكن وصفه تقريباً بالجحيم" خلال الشهور الخمسة الماضية.
وقالت: "لن أكذب، لن أكذب، لقد كان مؤلماً ومدمراً. أمي أكبر سناً، والداي كلاهما مسنان... وبالطبع كانت فترة عسيرة جداً، جداً. لقد كان مدمراً تماماً بالنسبة لنا أن نبقى بلا معلومات طوال ذلك الوقت."
وقالت مريم طالب إن والدها، يتعافى من سرطان الدم وفقد الكثير من وزنه وعاني من الحرمان من النوم بسبب ما يذاع من أصوات مرتفعة طوال الليل.
وأكدت وزارة الخارجية والتجارة أنها تقدم مساعدة قنصلية للأستراليين في قطر ولكنها أحجمت عن إعطاء أي تفاصيل أخرى.
كما تحصل العائلة على مساعدة من "كيج" المنظمة التي تتخذ من لندن مقراً لها والتي تعتقد بأن الاعتقالات في قطر واستجواب أفراد آخرين من العائلة في سريلانكا هو نوع من الإدانة بسبب القرابة وعقاب جماعي.
وقالت العائلة في بيان صادر عنها: "تعتقد العائلة اعتقاداً راسخاً بأن الاعتقالات في قطر والاستجوابات في سريلانكا والمداهمة في أستراليا كلها مرتبطة ببعضها وتشكل عقوبة جماعية بحق العائلة."
وقالت نائلة أحمد المسؤولة عن متابعة الحالات في "كيج" إن المنظمة قلقة على وضع الرجلين.
وقالت نائلة أحمد: "لقد انقلبت حياة البروفيسور لقمان وابنه إسماعيل رأساً على عقب خلال أسابيع قليلة."
كانت العائلة تعيش في بريزبين قبل الانتقال إلى قطر، ولدى البروفيسور طالب ارتباطات بحثية مع جامعة غريفيث.
وفي عام 2018 كان البروفيسور طالب جزءاً من فريق بحث منح جائزة أفضل تمريض في العناية المركزة خلال الاجتماع العلمي السنوي الثالث والأربعين لأستراليا ونيوزيلندا، بحسب ما ورد في التقرير السنوي لجامعة غريفيث.
يذكر أن أحمد لقمان طالب، نجل البروفيسور الذي أذاعت وزارة الخارجية الأمريكية اسمه، كان قد أصيب بطلق ناري على يد الجنود الإسرائيليين عندما هاجموا في عام 2010 الأسطول الذي كان يحاول كسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة.
وكانت شقيقته مريم طالب أيضاً موجودة على متن الأسطول.