هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلط تقرير نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، الضوء على ما يعتبره الاحتلال مكاسب خاصة من التطبيع مع المغرب.
وأعد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، كل من "أفرايم عنبر" و"عيران ليرمان"، وهما على الترتيب رئيس "معهد القدس للأمن والاستراتيجية" ونائبه.
وأوضح الكاتبان أن المغرب يتمتع بموقع استراتيجي يدمج بين أفريقيا والبحر المتوسط والمحيط الأطلسي، وبحضور مهم في النطاقات الثلاثة.
واعتبر الكاتبان أن الإعلان عن تطبيع المغرب مع الاحتلال "خطوة هامة في خلق أجواء سياسية جديدة في منظومة العلاقات الممتدة لسنوات بين إسرائيل ودول عربية".
وأوضح التقرير خصوصية المغرب في هذا السياق، "علما بأن الجانبين حافظا دوما من تحت السطح على قنوات مفتوحة بينهما".
وتحت حكم الملك الراحل، الحسن الثاني، الذي قاد المغرب حتى نهاية القرن الماضي، "تعاظم التعاون واحتلت مسألة العلاقة مع إسرائيل مكانا مركزيا في جدول الأعمال الاستراتيجي في الرباط".
وأوضح التقرير أن "التعاون الأمني تناول مواضيع كثيرة، مثل شؤون الاستخبارات، ومساعدة إسرائيل المغرب في جهود إعادة تنظيم الجيش وبناء السور الواقي في الصحراء، ودرج المغرب على استضافة زعماء إسرائيليين مثل موشيه دايان وإسحاق رابين، وحرص على أن يلتقي زعماء عرب وإسرائيليون بعيدا عن عيون الكاميرات في إطار جهود التطبيع".
وتابع التقرير بأن "محمد الخامس مثل أبيه حسن الثاني، حافظ على العلاقات الخاصة.. رغم تخفيض مستواها الرسمي عام 2000، بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وتواصلت العلاقات في التجارة والاقتصاد".
وزعم التقرير أن الاحتلال ساعد المغرب "في الكشف عن المؤامرات الإيرانية"، وصولا إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وطهران عام 2018.
و "شارك الجانبان في مؤتمر وارسو 2019، الذي نظمته الولايات المتحدة لبلورة ائتلاف ضد التطلعات الإيرانية في المنطقة".
ورغم تلك "العلاقة الخاصة"، إلا أن الإعلان عن التطبيع تطلب تدخلا أمريكيا، تمثل بتحريك ملف "الصحراء"، ما دفع التقرير إلى التأكيد على ضرورة تفعيل "دبلوماسية" الاحتلال، سواء لـ"استثمار الفرص الناشئة" أو لتوسيع دائرة التطبيع.
وكشف التقرير أن "المغرب سيحصل على ثلاث طائرات إسرائيلية بدون طيار، في إطار صفقة سلاح بمبلغ 48 مليون دولار".
وأكد مديرا "معهد القدس للاستراتيجية والأمن"، أن "إسرائيل ملزمة بأن تستغل نافذة الفرص الناشئة في المنطقة، كفرصة لتجسيد ملموس لاستعدادها تحريك المسيرة السلمية مع الفلسطينيين، على أساس المبادئ التي وردت في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تسمى إعلاميا صفقة القرن".
وأشارت إلى أن محمد الخامس سبق أن أعلن عن التزامه بالإبقاء على الوضع الراهن في كل ما يتعلق بالأماكن المقدسة في مدينة القدس المحتلة.
ولكن، بزعم الصحيفة، فإن هنالك حديثا يدور حاليا عن "مصلحة مشتركة للمملكة الأردنية وإسرائيل في إحداث تغيير في الوضع الحالي".
ورأى التقرير أن "التأييد السريع من جانب مصر للتطبيع، يشكل مساهمة هامة لخلق وحدة في المنظومة المتشكلة للقوى المعتدلة في المنطقة".
وفي الماضي، بحسب الكاتبين، "كان شعار القوميين العرب من المحيط وحتى الخليج، أما الآن ولشدة المفارقة، فمن الرباط وحتى أبوظبي والمنامة في الخليج عبر القاهرة، والخرطوم، والقدس وعمان، نشأت شراكة قوى، ترى في النشاط الإسلامي المتطرف التهديد الأكبر على استقرار المنطقة".