شمل أحد قرارات العفو
التي أصدرها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد
ترامب، عن عدد من حلفائه
الملاحقين قضائيا، تشارلز
كوشنر، وهو والد صهر جاريد، قطب العقارات في الولايات
المتحدة.
ويمنح العفو امتيازات مثل استعادة حق الشخص
المدان لحق التصويت أو المشاركة في هيئة المحلفين.
وولد تشارلز كوشنر في 16 أيار/مايو عام 1954
لكل من جوزيف وراي كوشنر اللذين هاجرا إلى الولايات المتحدة من الاتحاد السوفييتي
السابق عام 1949.
وترعرع تشارلز كوشنر في نيوجيرسي مع شقيقه
الأكبر موراي وشقيقته إستر، حيث عمل والده جوزيف كعامل بناء ثم صار مطورا عقاريا
ومستثمرا.
وفي عام 1985 بدأ في إدارة أعمال والده وأسس
شركات كوشنر العقارية.
وفي 30 حزيران/يونيو من عام 2004 تم تغريم
كوشنر، الذي تمتلك عائلته مجموعة من 20 ألف عقار، 40 ألف دولار من قبل لجنة
الانتخابات الفيدرالية لمساهمته في الحملات السياسية للحزب الديمقراطي باسم شركاته، بينما لم يكن بحوزته تفويض للقيام بذلك.
كما حُكم على تشارلز كوشنر بالسجن لمدة عامين لـ
18 تهمة، تشمل التهرب الضريبي وجرائم مرتبطة بتمويل الحملات والتلاعب بالشهود.
وكان كوشنر قد توصل إلى اتفاق مع الادعاء على
أن يقر بالذنب في 16 تهمة، وحكم عليه بالسجن في سجن فيدرالي في قاعدة عسكرية في
مونتغمري بولاية ألاباما لمدة عامين، و10 أشهر إضافية في أحد منازله.
وتتعلق تهمة التلاعب بالشهود بانتقام كوشنر
الأب من صهره، وليام شولدرز زوج شقيقته إستر، الذي كان يتعاون مع السلطات ضده.
واستعمل كوشنر الأب عاملة جنس لإغواء صهره، وسجل لقاءهما وأرسله إلى أخته.
وفي النهاية فشلت عملية الترهيب التي مارسها
كوشنر الأب ضد صهره وأخته، حيث قدم شولدرز الفيديو إلى النيابة العامة التي تعقبت
الفتاة وهددوها بالاعتقال، فانقلبت على كوشنر.
وقال كريس كريستي، مستشار ترامب السابق، الذي
سجن كوشنر الأب بصفته مدعيا عاما في نيو جيرسي، لشبكة "سي إن إن":
"هذه واحدة من أكثر الجرائم البغيضة والمثيرة للاشمئزاز" التي تعاملت
معها.
وتحدث كريستي في كتابه "دع الأمر
ينتهي" عن ذلك، ووفقا لمقتطفات من الكتاب التي نشرها موقعا أكسيوس وصحيفة
الغارديان، زعم كريستي أن كوشنر الابن كان وراء رحيله عن الدائرة المقربة من ترامب
بعد انتخابات عام 2016، حيث كتب قائلا؛ "إنه لا يزال على ما يبدو غاضبا من
الأحداث التي وقعت قبل عقد من الزمن".
وعندما سألته شبكة سي إن إن: "هل ستفصل
تجربتك، إذا كان والدك قد سُجن، عن المدعي العام الذي وضعه في السجن؟" بحسب "بي بي سي".
أجاب كريستي: "إذا كان والدي مذنبا،
فسأفعل، وقد أقر كوشنر الأب بالذنب، واعترف بالجرائم، فماذا علي أن أفعل كمدعٍ عام؟ أعني إذا استأجر رجل عاهرة لإغواء صهره، وقام بتصويرها بالفيديو، ثم أرسل شريط
الفيديو إلى أخته لمحاولة تخويفه من الشهادة من قبل هيئة محلفين كبرى، هل أحتاج
حقا إلى أي مبرر أكثر من ذلك؟".
وبعد إطلاق سراح تشارلز كوشنر من السجن، نقل
أنشطته التجارية من نيو جيرسي إلى مدينة نيويورك.
وتشارلز كوشنر متزوج من سيريل كوشنر، وقد أنجبا
ابنين هما جاريد الابن الأكبر وزوج إيفانكا ترامب وجوشوا، وابنتين هما نيكول
ودارا.
وقد نشأ الأبناء في منزل يهودي ملتزم في
ليفينغستون، إحدى ضواحي نيوارك. وقد ظل جاريد قريبا من والده بعد
إدانته، ويسافر في عطلة نهاية الأسبوع بالطائرة لزيارته.
واعتبارا من نهاية عام 2016 قدرت ثروة كوشنر
وعائلته بنحو 1.8 مليار دولار. وفي مقابلة عام 2007 قال تشارلز كوشنر؛ إن فترة سجنه كانت أكبر عقبة واجهها على الإطلاق، لكنها "أعطتني فرصة لتعلم
الكثير عن نفسي".
ويذكر أن قرار العفو عن كوشنر جاء ضمن الموجة
الثانية من قرارات العفو التي أصدرها ترامب في غضون أيام قليلة، حيث أصدر الرئيس
الأمريكي الثلاثاء الماضي عفوا عن 15 شخصا، وخفف الأحكام الصادرة بحق خمسة آخرين.