هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على لعب منظمة يهودية تدعى "معهد ألِف" دورا في قرارات العفو المثيرة للجدل، التي أصدرها الرئيس دونالد ترامب مؤخرا، بحق أشخاص أدينوا بارتكاب جرائم.
وتؤكد الصحيفة أن "معهد ألف" ضغط لصالح 24 عفوا رئاسيا على الأقل أصدرها ترامب خلال الأيام القليلة الماضية، من بينها لأشخاص أدينوا بالاحتيال والسرقة، لكنهم تبرعوا بعد ذلك للمنظمة اليهودية.
ويشير التقرير إلى أن المنظمة ضغطت، على سبيل المثال، من أجل العفو الرئاسي عن "فيليب إسفورمس"، الذي كان يلقب بـ"ملك تزوير المساعدات الطبية"، وأُدين في قضية احتيال بقيمة 1.4 مليار دولار.
وعقب صدور لائحة اتهام رسمية بحقه في 2016، تبرعت عائلة إسفورمس بمبلغ 65 ألف دولار للمنظمة اليهودية على مدار السنوات اللاحقة.
وأكدت "نيويورك تايمز" أن المنظمة "كان لها دور بارز" في صدور العفو الرئاسي عن إسفورمس.
ولم يخف ذلك أيضا "آلان ديرشوفتز"، المحامي المقرب من إدارة دونالد ترامب والمتطوع في "معهد ألِف".
وصرح "ديرشوفتز" للصحيفة بأن "مكتب مستشار البيت الأبيض يعتمد بقوة على مصداقية ألف، وهو ما أثبتت مرارا أنها تتمتع به.. هي قوة كبيرة جدا في تحريك تخفيف الأحكام القضائية".
اقرأ أيضا: والد كوشنر بعد العفو عنه.. تاريخ من التهرب الضريبي والجنس
وفي هذا الإطار، استعانت المنظمة بخدمات "بريت تولمان"، المحامي الأمريكي السابق الذي ساعد كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر في تحركات إدارة دونالد ترامب لإصلاح العدالة الجنائية.
واستشهد البيت الأبيض بتولمان تحديدا، في الإشارة إلى العفو عن تشارلز كوشنر، والد جاريد، وهو مطور عقاري أقر بارتكاب تهرب ضريبي وتقديم تبرعات غير قانونية للحملة الانتخابية.
وعمل ديرشوفيتز أيضا مع غاري أبفيل، المحامي الذي يعمل على أساس تطوعي مع المنظمة اليهودية، في حملة العفو الخاصة بإسفورمس.
لكن المحاميين هما أيضا من أعضاء جماعات الضغط المسجلين لصالح الملياردير الإسرائيلي "دان غيرتلر"، الذي عوقب في عام 2017 بسبب صفقات تعدين فاسدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
من جانبه، قال الحاخام "شولوم ليبسكار"، مؤسس "معهد ألف"، إن المنظمة عملت مع أكثر من 35 ألف سجين بهدف الإفراج عنهم أو التخفيف من الأحكام بحقهم.
وأضاف في بيان: "كل الأشخاص الذين تعمل معهم ألف تقريبا مُعدَمون، وينطبق الشيء نفسه على جميع حالات العفو تقريبا"، رغم أن الحديث هنا يدور حول أثرياء وأصحاب نفوذ.
وتزعم المنظمة التي أسسها ليبسكار عام 1981 أنها خيرية وغير ربحية ويتركز عملها على دعم اليهود القابعين في السجون الأمريكية، والذين يخدمون منهم في الجيش.