قالت صحيفة الغارديان
إن الدور العالمي لبريطانيا، تقلص في ضوء خروجها من
الاتحاد الأوروبي، ورغم أن
جونسون يتمتع بمهارات سياسية، إلا أن الدبلوماسية الدولية ليست من بينها.
وأشارت الصحيفة إلى أن
مظهره الأشعث واللافت، أمر يستهدف الجمهور المحلي، لكنه يترجم بشكل سيئ في الخارج،
وعالميا فإن الإحجام عن الظهور بصورة جدية يفقد الشخص الاحترام بصورة أسرع من كسب
المودة.
ولفتت إلى أن هذا
واحد مما جرى إبانه تسلمه للخارجية في حكومة تيريزا ماي، والأمر الآخر أنه يكره
خدمة أي شخص آخر سوى نفسه، ولم يتغير بعد تسلمه رئاسة الوزراء.
وقالت الصحيفة إن هذه
مسألة تعكس ضيق الأفق في سياسة المملكة المتحدة. فقد افتقر النقاش الداخلي
باستمرار إلى منظور عالمي. وفشل في فهم تكلفة التنازل عن مقعد في القمم الأوروبية.
والرأي القائل بأن عضوية الاتحاد الأوروبي ضخمت القوة البريطانية، طغى عليه خطاب
استعادة السيادة الأسطورية.
وأوضحت أن الخطاب
الوطني الضيق يناسب المصطلح السياسي لجونسون. فهو يتحدث عن لعبة جيدة عن
"
بريطانيا العالمية" والصناعات "المتفوقة على العالم"، لكن
العالم الذي يشير إليه هو أداة بلاغية.
وقالت الصحيفة إن
العام المقبل، سيجبر جونسون على مواجهة عواقب الألعاب التي كان يلعبها منذ عام
2016. حيث ستتولى المملكة المتحدة الرئاسة السنوية لمجموعة الدول الصناعية السبع
الكبرى. ومن المقرر أيضا أن تستضيف مؤتمر المناخ الدولي في الخريف.
وبحسب الصحيفة، توفر
رئاسة مؤتمرات القمة العالمية، فرصة للمملكة المتحدة لإعادة تأهيل سمعتها كلاعب
مسؤول على الساحة العالمية، على الرغم من أن ذلك يتطلب أولا الاعتراف بأن السمعة
تضررت في المقام الأول. وفقط في بريطانيا يُنظر إلى خروج بريطانيا من الاتحاد
الأوروبي من منظور بطولي. لكن من الخارج، بدا الأمر دائما وكأنه حماقة هائلة وعمل
من أفعال إيذاء الذات الجيوسياسي.
وقالت إنه أمر رحب به
المستبدون مثل فلاديمير بوتين الذي أثار انقساما في صفوف نادي الديمقراطيات
الليبرالية. وقد أعجب دونالد ترامب، الذي ينظر للمشروع الأوروبي بازدراء ويرحب بأي
شيء يخرب بنية التعاون متعدد الأطراف.