هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلّطت صحيفة إسرائيلية الجمعة، الضوء على الدوافع والأسباب التي قادت إلى أحداث العنف واقتحام الكونغرس بالعاصمة واشنطن قبل يومين، وذلك تزامنا مع مصادقة مجلسي النواب والشيوخ على فوز الديمقراطي جو بايدن برئاسة البيت الأبيض.
وطرحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في
مقال للصحفي رون بن يشاي، وترجمته "عربي21"، إمكانية تكرار هذا
السيناريو وانتقاله إلى تل أبيب، نظرا للأفعال المشتركة التي يرتكبها السياسيون
الإسرائيليون والأمريكيون على حد سواء، والمتسببة بهذه الفوضى.
وأكدت الصحيفة أن "الهجوم على الكونغرس الأمريكي،
كان نتيجة مباشرة للتحريض المتواصل من الرئيس الشعبوي دونالد ترامب"، مضيفة
أن "ما جعل هذا العنف متفجرا للغاية، هو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي،
ونشر التحريض والأخبار الكاذبة ونظريات المؤامرة، بسرعة الضوء".
ورأت الصحيفة أن "هذه المنصات سمحت للمحرض
العام بتعبئة الحشود، ودعوتهم إلى النزول إلى واشنطن، ثم إثارة غضبهم وتوجيههم،
نحو الكابيتول، حتى يوقفوا التصديق على فوز بايدن"، معتبرة أن "هذا
الوحش الرقمي، لا يفرق بين الحقيقة والأكاذيب".
ولفتت الصحيفة إلى ضرورة توجيه اللوم إلى جانب ترامب
والبلطجية الذين قاموا بأعمال الشغب، إلى قادة الحزب الجمهوري، لأنهم علموا بما
دعا إليه ترامب، وكانوا يقدرون مدى الخطورة، لكنهم لم يفعلوا شيئا لمنعه، منوهة
إلى أن الكثير منهم بمن فيهم زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ المنتهية ولايته ميتش
ماكونيل، أيدوا علنا مزاعمه الكاذبة، ومنحوه الشرعية على تصريحاته التي ادعى فيها
أن الانتخابات سُرقت منه.
اقرأ أيضا: خدمت سنوات بالجيش وقُتلت بالكونغرس.. ضحايا "نصرة ترامب"
وتابعت: "هؤلاء القادة الجمهوريون لم يشجعوا
الرئيس فحسب، بل قاموا أيضا بتشجيع أكثر مناصريه تطرفا"، مؤكدة أنهم سمعوه
يحرض على العنف في كل تجمع، لكنهم أيدوه أو التزموا الصمت، خوفا من أن يعاقبهم
المتعصبون اليمينيون والمتطرفون الإنجيليون في صناديق الاقتراع.
وأشارت الصحيفة إلى أن التعديل الخامس والعشرين من
دستور الولايات المتحدة، يسمح بإقالة الرئيس، عندما يعتبر غير لائق لشغل المنصب،
لكن زعماء الحزب الجمهوري رفضوا ذلك.
ونوهت إلى أن ترامب بدأ في إضفاء الشرعية على عنف
اليمين في وقت مبكر من إدارته، مشيرة إلى أن اقتحام الكونغرس كان أمرا متوقعا فقط،
لكن من المهم التحقيق في السهولة غير المقبولة، التي مكّنت "الغوغاء" من
اختراق مبنى الكابيتول.
وأكدت الصحيفة أن الشعبوية
والجماهيرية الجامحة، موجودة في أماكن أخرى غير الولايات المتحدة، ويقوم زعماؤها
بالتغريد ونشر المقاطع التحريضية كحال ترامب تماما، مضيفة أن "العالم على
دراسة تامة بالسياسيين الذين يرضخون من أجل مصلحتهم، للقادة الشعبويين، ويسهلون
هجومهم على الديمقراطية وأوصالها".
وختمت "يديعوت
أحرونوت" بقولها: "يجب على الساسة الإسرائيليين أن ينتبهوا لذلك، ويجب أن
يفهموا كيف يمكن أن يكون المنحدر زلقا، ويمكن أن يحدث ما جرى بواشنطن هنا في
إسرائيل"، بحسب تعبيرها.