هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلّطت صحيفة إسرائيلية الأربعاء، الضوء على ما قدمه الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، إلى تل أبيب خلال فترة رئاسته للولايات المتحدة.
وقالت صحيفة
"معاريف" العبرية، إنه "في المنظور الإسرائيلي لم يكن رئيس مثل
ترامب، محبا لها ودعم إنجازات غطت على 70 سنة من السياسة الأمريكية، التي رفضت
الاعتراف بشكل تقليدي بسيادة إسرائيل" على أراضٍ فلسطينية بالضفة الغربية
والقدس المحتلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن
ترامب اعترف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واعترف
أيضا بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية والجولان المحتل، إلى جانب تجفيفه ميزانية
وكالة الغوث، ودفاعه عن إسرائيل في الأمم المتحدة، "التي تنمرت عليها بشكل
دائم"، بحسب تعبيرها.
واستكملت الصحيفة ما قدمه
ترامب لإسرائيل، بالقول: "خرج من الاتفاق النووي مع إيران، الذي وقعت عليه
دول أوروبا بقيادة الولايات المتحدة خلال فترة رئاسة باراك أوباما"، إضافة
إلى تشديده العقوبات على الإيرانيين، وتحريك مسيرة التطبيع الرسمي مع العالم
العربي، والتي تعطي إنجازات اقتصادية وأمنية.
وقالت إنه "يجب أن
نشكر الرئيس ترامب، وهذا هو القليل الذي يمكن لإسرائيل أن تفعله، لترد الجميل
للرجل الذي عمل لها بحب وبتصميم"، معتبرة أن انتهاء ولايته بهذا الشكل يمثل
خسارة لتل أبيب.
اقرأ أيضا: ترقب لمصادقة النواب الأمريكي على محاكمة ترامب (مباشر)
وتابعت: "إسرائيل تخسر
الكثير مع رحيل ترامب، وبانتظارها حياة قاسية مع بايدن والديمقراطيين، وسيكون رئيس
الوزراء ملزما بقدرة مناورة حكيمة واستخدام الروافع في الكونغرس ومجلس الشيوخ،
للحفاظ على علاقات سليمة مع هذه القوة العظمى الرائدة، دون أن يتنازل عن مصالح
إسرائيل الأساسية".
ورأت الصحيفة أن ترامب
تجاوز كل ما كان يمكن توقعه، ممن يقف على رأس هذه القوة العظمى، منوهة إلى أن
الاستقطاب الاجتماعي في الولايات المتحدة آخذ في التعاظم، والإجماع الذي تبلور بعد
الحرب الأهلية آخذ في التحطم.
وأردفت قائلة: "ويتعاظم
إحساس الاغتراب بين النخب المتعلمة وبين "البروليتارية" والمزارعين
والفلاحين في الولايات الجنوبية، وتؤدي هذه كلها ظاهرا إلى صدام عنيف محتم"،
بحسب تقدير صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
وذكرت الصحيفة أن
"رئاسة ترامب انتهت بسجل لاذع، وتميزت بقرارات وأعمال موضع خلاف، غايتها خلق
واقع معاكس لواقع سلفه أوباما"، معتبرة أن التاريخ سيحكم على ترامب من ثلاث زوايا، منها المرتبط داخليا وأيضا إسرائيليا.
وأوضحت أنه في المنظور
الداخلي استجاب ترامب لإرادة ناخبيه، الذين ملّوا الليبرالية المتطرفة، والتي شككت
بالقيم الأمريكية الأساسية، لكنه ارتكب خطأين، الأول كلّفه خسارة الانتخابات،
والمتمثل في سلوكه وتعامله مع أزمة كورونا، والثاني وصم كل عمله بـ"العار"،
بعد اقتحام أنصاره للكونغرس بالعاصمة واشنطن.