هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن مصير ثورات الربيع العربي التي اندلعت سنة 2011 في أغلب أقطار العالم العربي، منتقدة الإهمال الغربي لها، ولذكرى ثورة يناير في مصر.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الشعوب العربية انتقلت من الشعور بنشوة النصر ووهم التغيير عند اندلاع الثورات العربية سنة 2011 إلى الاكتئاب وخيبة الأمل.
احتفل العالم بهذه الثورات وسارعت الحكومات الغربية بتهنئة نفسها والوقوف إلى جانب الفائز والاجتماع مع الشباب الذين يريدون أن يباركوا الثورات التي قاموا بها واصطحابهم إلى الجلسات العامة في أفضل الجامعات في بلدانهم، وإلى المؤتمرات الدولية إلى معاهد الدراسات الاستراتيجية في باريس أو واشنطن.
وأوردت الصحيفة أن مصر شهدت أول انتخابات حرة أثمرت صعودا سياسيا ينتمي إلى التيار الإسلامي إلى منصب الرئاسة. والتقى السفراء بممثلي الإخوان المسلمين، كما تحدث محمد مرسي في الجلسة العامة للأمم المتحدة ووقع توقيع الاتفاقيات وبعض الأعمال التجارية. بعد مرور سنة، صمت المراقبون الدوليون عندما أسقط جنرالات الجيش المصري الرئيس محمد مرسي.
اقرأ أيضا: مؤتمر دولي يرصد التحديات التي تواجه الثورة المصرية
في الواقع، لقد غذّى حسني مبارك في مؤسسة الجيش الجشع وحب امتلاك السلطة. أيضا لا يروق للعسكريين أن يفلتوا من أيديهم هيكل السلطة والسيطرة الاقتصادية التي نشأت خلال عقود من الديكتاتوريات العسكرية، التي لا ينبغي أن تخرج عن السيطرة.
وجاء عبد الفتاح السيسي، "الديكتاتور المفضل" لدى دونالد ترامب إلى السلطة وانتُخب مرتين أمام خصوم صوريين، بينما كانت المعارضة الحقيقية تُسجن وتتعرّض للمضايقة.
وتعرّض الشباب الذين التقوا بهؤلاء الدبلوماسيين الأوروبيين والأمريكيين إلى حملات تشويه في الإعلام المصري الذي يقبع تحت السيطرة المطلقة للنظام الجديد.
في الواقع، يقع تشويه سمعة هؤلاء الشباب على الأقل ويتعرضون إلى التعذيب والسجن في أقصى الحالات. بالإضافة إلى ذلك، خضع بعض هؤلاء الشباب للإيذاء الجنسي، كما حدث مع العديد من النشطاء حيث ما زال يحدث ذلك من خلال ما يسمى "باختبارات العذرية" على سبيل المثال.
أتى جو بايدن إلى البيت الأبيض حاملا الإرث التاريخي المتمثل في إبقاء مصر أحد الحلفاء الرئيسيين في المنطقة، كحلف ضروري للاستقرار مع إسرائيل. كما تعتبر مصر حليفا أساسيا لما يسمّى بمحاربة الإرهاب، ولعلّ ثمن ذلك يتمثّل في عمليات القتل خارج نطاق القضاء التي أبلغت عنها منظمات حقوق الإنسان وحالات الاختفاء القسري والنفي، من بين تجاوزات أخرى.
في الحقيقة، قلة هم الذين يتوقعون تغييرا كبيرا في السياسات التي تنتهجها واشنطن، والتي تعمل على إشعال فتيلة الفوضى في عش الدبابير في الشرق الأوسط، حيث تكون مصر هي كبش الفداء. خلال تلك الأيام من الاحتجاجات، أعلن نائب الرئيس آنذاك، جو بايدن، في مقابلة على قناة "بي بي إس" أن مبارك "حليف"، وأنه لن يسميه بـ"الديكتاتور"، مشددا على ضرورة إقامة حوار بين الحكومة والمتظاهرين.
خلال 18 يوما من الاحتجاجات، قُتل ما لا يقل عن 1000 متظاهر. ووقعت تبرئة مبارك وتوفي دون محاكمة وتم استرداد حقوق ضحاياه في شباط/ فبراير الماضي. بعد 10 سنوات، هناك إجماع على أن حسني مبارك أفلت من العقاب، وأن مصر لم تشهد أسوأ الأوقات من قبل، والأعين تركز على الغرب كشريك ضروري.
في هذا الصدد، يتحدث المدون والمحلل المصري وائل اسكندر عن الدبلوماسيين الغربيين بأنهم "مرتزقة يرتدون بدلات".
ويوقع الغرب عقودا بملايين الدولارات في مجال الأسلحة ومواد التجسس دون احترام متطلبات اللوائح الأوروبية التي تطالب بوجود دليل على أنها لن تستخدم ضد المدنيين أو لانتهاك حقوق الإنسان. لذلك، يعتبر المجتمع المدني المصري هذه المسألة بمثابة تفويض مطلق لتجاوزات النظام.
علاوة على ذلك، برأ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الشكوك التي تحوم حول مصر عند زيارة عبد الفتاح السيسي باريس. وأكد ماكرون أن بيع السلاح لمصر "لن يكون مشروطًا بالخلافات حول حقوق الإنسان"، كما أضاف أن الحفاظ على "سياسة الحوار" أكثر فعالية من المقاطعة مع العلم أنه يوجد أكثر من 60 ألف سجين سياسي.
اقرأ أيضا: أوباما يتحدث عن محاولاته إقناع مبارك بالتنحي عن منصبه
ومنذ صعود السيسي إلى السلطة، تعد فرنسا المورد الرئيس للأسلحة لمصر، حيث تعد طائرات رافال والسفن الحربية وحتى المركبات المدرعة متمركزة في كل زاوية وتحيط بميدان التحرير هذه الأيام.
وأنفقت مصر قيمة 290 مليون يورو على الأسلحة، حيث تعد المشتري الرئيس للأسلحة من ألمانيا وواحدة من أكبر ثلاثة مستوردين للأسلحة في العالم.
في الأثناء، صُنفت مصر في السنوات العشر الماضية على منصة أكبر الدول التي تحتوي على سجناء صحفيين.
وفقا للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية ومركز عدالة للحقوق والحريات، أصدرت المحاكم المصرية، المدنية والعسكرية، سنة 2017 ما مجموعه 375 حكما بالإعدام. في الوقت الراهن، حُكم على ما لا يقل عن 2340 شخصا بالإعدام، وذلك وفقا للمصادر نفسها.
تقدم الولايات المتحدة 1.3 تريليون دولار سنويا لمصر، على الرغم من حجب ترامب لحوالي 195 مليون دولار عنها.
في المقابل، وقع رفع الحظر في النهاية على الرغم من عدم استيفاء أي من شروط حقوق الإنسان. وفي تموز/يوليو سنة 2020، غرد جو بايدن الذي كان لا يزال وقتها مرشحا، عن فرحته بالإفراج عن محمد عماشة، قائلا إن "اعتقال وتعذيب ونفي النشطاء أو تهديد عائلاتهم، يُعد أمرا غير مقبول".