صحافة دولية

NYT: عودة بايدن للمسار التقليدي بقضية فلسطين لن يحل المشكلة

نيويورك تايمز: معلقون وقادة يرون أن الوصول إلى سلام شامل لا يزال بعيدا- جيتي
نيويورك تايمز: معلقون وقادة يرون أن الوصول إلى سلام شامل لا يزال بعيدا- جيتي

علق مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" مايكل كرولي على إعادة الإدارة الأمريكية الجديدة العلاقة مع الفلسطينيين وإلغاء السياسات التي مارستها الإدارة السابقة لدونالد ترامب ضدهم، بأنها خطوة جيدة مشيرا إلى أن فرص تحقيق اتفاق إسرائيلي- فلسطيني تظل بعيدة. 


وقال إن عودة العلاقات مع الفلسطينيين بعد عامين بالضبط من إنهاء ترامب لها تؤشر إلى عودة للنهج التقليدي والمعاملة "المنصفة" للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني بعد سياسة متحيزة لإدارة ترامب مع تل أبيب.


ويشتمل التحول الأمريكي الجديد على استئناف المساعدات للفلسطينيين، كما جاء في خطاب القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز والذي أكد التزام الولايات المتحدة بحل يتفق على الطرفين ودولتين، حيث تعيش إسرائيل بسلام وأمن إلى جانب دولة فلسطينية.

 

ودعا الطرفين إلى تجنب اتخاذ إجراءات من طرف واحد مثل التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الذي يقوم به الاحتلال، و"اللجوء إلى العنف من جانب الفلسطينيين"، بحسب وصفه.

 

إلا أن المعلقين وقادة المنطقة يرون أن فرص تحقيق سلام إسرائيلي- فلسطيني أضعف اليوم مما كان عليه الحال قبل عقود.


 فقد توقف الطرفان عن المحادثات ورفض الفلسطينيون خطة ترامب جملة وتفصيلا، ولم يعد النزاع على قائمة اهتمامات بايدن في السياسة الخارجية. إلا أن الإعلان كما يقول كرولي هو عودة للخطوط العامة والسابقة للسياسة الخارجية الأمريكية والتي تعبر عن موقف إدارة بايدن من النزاع بما في ذلك موقف العدوانية في واشنطن من الفلسطينيين والتي حرضت عليها إدارة ترامب. 


فقد وقف الرئيس السابق في سياسة وجهها مستشاره وصهره جارد كوشنر مع الاحتلال، حيث اتخذ ترامب موقفا عقابيا من الفلسطينيين بهدف دفعهم للتنازلات لصالح تل أبيب بدون أية نتيجة. وعبر الفلسطينيون وداعمو حل الدولتين عن ترحيبهم بالتحول الأمريكي. 


وقال ديفيد بن عامي رئيس مجموعة الضغط اليهودية الأمريكية الليبرالية: "هذا هو التحرك الحازم الذي كانت الإدارة بحاجة إليه وإعادة مصداقية أمريكا كوسيط بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

 

وأضاف أن "التخلص من الضرر الرهيب الذي تسببت به إدارة ترامب يبدأ بإعادة العلاقات مع القيادة والشعب الفلسطيني".

 

اقرأ أيضا: الاحتلال يستدعي شخصيات بالضفة ويحذرها من الترشح

 

وتحدث ميلز عن الخطوات التي ستتخذها إدارة بايدن لإعادة العلاقات مع الفلسطينيين التي أنهتها الإدارة السابقة بدون التطرق للتفاصيل. فبالإضافة لإغلاق بعثة منظمة التحرير في واشنطن عام 2018، أغلقت إدارة ترامب القنصلية الأمريكية في القدس إلا أن إدارة بايدن ستجد معوقات لفتح بعثة فلسطينية في واشنطن، فقد أصدر الكونغرس عام 1987 قرارا بمنع الفلسطينيين من حق فتح مكتب في أمريكا.


وكانت الإدارات المتعاقبة قادرة على تجاوز المنع من خلال الإعفاءات إلا أن القوانين التي صدرت في 2015 و2018 حددت قدرة الرئيس على تجاوز القيود الأولى. ومع ذلك رحب المسؤولون الفلسطينيون بالإعلان حيث يرون نبرة إدارة بايدن راحة من الموقف المتجاهل لهم أثناء ترامب. وقال أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: "لأول مرة، عبرت إدارة بايدن عن موقفها من العملية السلمية وحل الدولتين". و"نعتقد أن هذا القرار سيفتح الباب لإعادة العلاقات الثنائية الأمريكية- الفلسطينية ويعيد العملية السلمية في إطار الرعاية الدولية المتعددة". 


وقال ميلز إن إدارة بايدن ستعيد برامج الدعم التي تدعم التنمية الاقتصادية والمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.

 

ففي عام 2018 أوقفت إدارة ترامب 200 مليون دولار لدعم الفلسطينيين وحوالي 350 مليونا من الدعم السنوي الذي تقدمه الولايات المتحدة لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

 

وقال ميلز: "لا ننظر إلى هذه الخطوات كهدية للقيادة الفلسطينية"، مضيفا: "هذه المساعدات تنفع ملايين الفلسطينيين وتساعد على بناء مناخ مستقر يفيد الفلسطينيين والإسرائيليين".

 

وفي نفس الوقت دعمت إدارة ترامب موقف الاحتلال من التوسع الاستيطاني لكن ترامب لم يدعم خطط الضم التي أعلن عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

 

وحاولت إدارته رعاية عدد من اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية، مقابل ما قيل إنه وقف الضم، مع أن نتنياهو لم يتخل عن الفكرة. ويواجه انتخابات رابعة بعد فشل حكومة الائتلاف.

 

وقال ميلز في كلمته إن إدارة بايدن ترحب باتفاقيات التطبيع بين الاحتلال ودول عربية مثل البحرين والإمارات والسودان والمغرب، لكنه قال إن التطبيع العربي ليس بديلا عن السلام الإسرائيلي- الفلسطيني.

 

وأعرب عن دعم بلاده لإسرائيل، وهي سياسة طويلة للولايات المتحدة ومعارضة للقرارات الأحادية في المنظمات الدولية التي تستهدف الاحتلال بطريقة غير منصفة، بحسب زعمه.

 

ومع زيادة النقد لإسرائيل داخل الحزب الديمقراطي إلا أن بايدن التزم بالموقف الوسط ولم يكن متعجلا لنقد الاحتلال كبقية الديمقراطيين.

 

فيما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن انتخابات عامة وهي الأولى منذ 15 عاما في تحرك نظر إليه على أنه محاولة للتقرب من بايدن. 

 

للاطلاع على النص الأصلي (هنا)

 

التعليقات (0)