هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال المؤرخ الأمريكي المعروف هال براندز، إن الرئيس المنتخب جو بايدن يدرك أن الطريقة الوحيدة لمواجهة القوة الاقتصادية والعسكرية المتنامية للصين، تتم من خلال استراتيجية متعددة الأطراف، من خلال شبكة حلفاء الولايات المتحدة.
وقال براندز في مقال له على وكالة بلومبيرغ، إن عهد بايدن سيشهد سباقا بين جهود واشنطن لتشكيل تحالف أقوى ضد الصين، وسعي بكين لتفكيك هذا التحالف، وتبرز إحدى حلقاته في إبرامها الاتفاق الاستثماري مع الاتحاد الأوروبي في أواخر كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
واستدرك بأن الاتفاق الاستثماري مع الصين محبط بالنسبة للاتحاد الأوروبي، لا سيما أنه يوفر استثمارا محدودا له في الصين، وهو ما يشكك به بعض الخبراء أيضا، وقد تعرضت لانتقادات باعتبارها خطوة غير منطقية أخلاقيا من الاتحاد الأوروبي، الذي يروج لارتباطه بحقوق الإنسان والقيم الديمقراطية، لكنه لا يرى مشكلة مع ممارسات العمل القسري المقيتة في الصين.
وأوضح أن الصفقة تتضمن بنودا تطلب من الصين تعزيز حماية حقوق العمال، لكن من الصعب تخيل أن تحترم بكين هذه البنود، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق خطوة في جهود بكين لمنع التحالف العالمي الذي يريده ويحتاجه بايدن، والذي لم يخفه.
وكان بايدن قد قال في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، إن " الولايات المتحدة ستكون أقوى وأكثر فاعلية عندما تكون محاطة بالدول التي تشاركها الرؤية بشأن مستقبل العالم، لا سيما في أي قضية تتعلق بالعلاقات الأمريكية الصينية".
ولفت المؤرخ الأمريكية إلى إن بايدن ناقش ومستشاروه التعاون بشكل أوثق مع الدول الديمقراطية الأخرى بشأن القضايا التكنولوجية، والعمل جنبا إلى جنب مع الدول الأوروبية ودول المحيطين الهندي والهادئ المنزعجة من ممارسات التجارة التجارية الصينية الجديدة، والتحول من استراتيجية الرئيس دونالد ترامب للمواجهة الأحادية إلى استراتيجية متعددة الأطراف.
اقرأ أيضا: هل سيلعب بوتين "ورقة الصين" بوجه الولايات المتحدة؟
ونوه إلى أن منطق هذا النهج هو أن المنافسة المحصورة بين الولايات المتحدة والصين تلعب دورا في قوة بكين بدلا من أمريكا، وأنه لا يمكن لبكين أن تفوز بهذه المنافسة إذا استغلت الولايات المتحدة علاقاتها مع الدول التي تشكل أغلبية واضحة من الإنتاج الاقتصادي العالمي والإنفاق العسكري، تماما كما حدث مع الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة.
وأوضح أنه كلما زادت العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة وحلفائها ، فإن ذلك سيكون له نتائج عكسية لبكين، من خلال دفع خصومها للتوحد بدلا من التفرق.
وتابع بأن هذه الاستراتيجية قد تكون معقولة، لكنها ستواجه تحديات كبيرة، فالشكوك التي زرعها ترامب بشأن استقرار دبلوماسية أمريكا وبقائها كقائد للعالم الديمقراطي منذ هزيمته ما زالت قائمة.
وأضاف أن أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ لديهما نوع من الحذر للانضمام إلى واشنطن في مواجهة متعددة الأطراف مع بكين، خشية من تبني بايدن موقف عدائي أحادي متعدد الاتجاهات.
ولفت إلى أن التحدي الأكبر أمام بايدن هو أن الصين تستخدم كافة الوسائل لتعطيل جهود بناء التحالف، وتتحرك بسرعة لتحقيق هذا الهدف.