سياسة دولية

وثائق تكشف 7 وصايا بريطانية للتعامل مع الأنظمة المستبدة

 توصيات الدبلوماسي البريطاني السبعة جاءت خلاصة لتقييم تجربة تعامل بلاده مع "نظام الشاه"
توصيات الدبلوماسي البريطاني السبعة جاءت خلاصة لتقييم تجربة تعامل بلاده مع "نظام الشاه"

كشفت وثائق سرية، عن خطط بريطانية تهدف لإصلاح أنظمة الحكم المستبدة في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن سقوط "نظام الشاه" بإيران بثورة شعبية فاجأ صناع القرار في لندن في ذلك الوقت.

 

وبحسب الوثائق، فإن الدبلوماسي البريطاني نيقولاس براون، خلص إلى عدد من النصائح لحماية الأنظمة من الثورة التشعبية، وأيده في بعضها السفير السابق لدى طهران أنطوني بارسونز، وغيره من الدبلوماسيين، بحسب تقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية.

 

توصيات الدبلوماسي البريطاني السبع، جاءت خلاصة لتقييم تجربة تعامل بلاده مع "نظام الشاه"، مشيرا في توصيته الأولى إلى أن "أفضل طريقة يؤمّن بها الغرب مصالحه مع أي نظام حكم مستبد موال له هي تأسيس علاقة أمينة وصريحة معه".

 

وانتقد براون سياسة مدح الشاه. وقال: "كان الإطراء هو السلاح المستخدم" في التعامل مع الشاه للحفاظ على المكاسب الاقتصادية.

 

وتشير الوثائق إلى الخطأ الذي وقع فيه "نظام الشاه"، وتتمثل في الاعتماد الرئيسي، في تأمين نظام الحكم وبقائه، على القادة الكبار في القوات المسلحة.

 

وأقر سير بارسونز بخطأ ذلك قائلا: "كان لدي اعتقاد بأن بقاء النظام لا يعتمد على الشعبية بل يتوقف على مساندة قيادة القوات المسلحة. ولذا فقد قدرت، خطأ، أن الشاه لن يسقط إلا بانقلاب عسكري وليس بعمل شعبي".

 

وتضمنت الأخطاء تطبيق برنامج تنمية اقتصادية غير منظم وبوتيرة أسرع من قدرة المجتمع على مواكبتها، واختيار الوقت الخطأ لتطبيق برنامج التحرر الاقتصادي والاجتماعي الشامل، وتغريب المثقفين، وتغول أجهزة الاستخبارات التي ضللت "الشاه"، واستشراء الفساد.

 

أما التوصية الثانية لبراون، فهي الاستماع إلى مخاوف المعارضين المشروعة بشأن التغيير، وأما الثالثة، فمراجعة سياسة بيع الأسلحة الغربية، خاصة بيع كميات كبيرة من الأسلحة باهظة الثمن للأنظمة التي لا تتمتع بشعبية قوية.

 

اقرأ أيضا: وثائق سرية تكشف صدمة لندن بالثورة الإيرانية وخسارة الشاه
 

وفي الحالة الإيرانية، قالت المراجعة إن إحدى وسائل حماية النظام من الوقوع في أخطاء تجعل نهايته حتمية هي "بيع كميات أقل من الأسلحة المكلفة" له، فهذا "كان سيوفر مزيدا من الأموال المتاحة لمشروعات التنمية المدنية التي تعود بمنافع سياسية" على النظام.

 

وقالت المراجعة: "تبين وجود ميل لدى الوزارة لانتهاز أي فرصة ترى فيها اهتماما لدى الإيرانيين بشراء أسلحة دون أن تتشاور مع وزارة الخارجية مسبقا".

 

أما التوصية الرابعة، فأنه لا حديث عن استقرار مع مثل هذه الأنظمة. وفي رده على نتائج المراجعة، عبر السفير بارسونز عن اعتقاده بخطأ استخدام تعبيرات مثل "استقرار" و"شعبية" عند الحديث عن نظام الشاه.

 

وأشار إلى أنه "لا يوجد نظام حكم في العالم الثالث مستقر بمفهومنا للكلمة. النظام يحافظ فقط على درجة أكبر أو أقل من الهدوء. كل أنظمة العالم الثالث تقريبا تعتمد على ولاء قواتها المسلحة وليس شعبيتها".

 

وأكدت التوصية الخامسة، على المكاشفة بشأن حقوق الإنسان، فقد ألمح بارسونز إلى التناقض بين التصريحات العلنية والمواقف الفعلية خلف الأبواب المغلقة.

 

وخلصت التوصية السادسة، على الاتفاق على سياسة غربية موحدة، ونصحت مراجعة وزارة الخارجية بأنه لو تعاونت بريطانيا والولايات المتحدة في إسداء النصح للشاه، لربما أنصت وصحح المسار ونجا من السقوط.

 

وطور بارسونز الفكرة، مشيرا إلى أن "الحل الممكن الوحيد هو سعي مشترك من جانب الأمريكيين واليابانيين والدول القائدة في المجموعة الاقتصادية الأوروبية، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا".

 

والتوصية السابعة: أن نتائج المراجعات أشارت إلى أنه رغم أنه كان للعلاقات البريطانية الإيرانية قيمة، فإنها "ولدت شعورا زائفا بأن النظام مستقر"، غير أنه تبين في النهاية أنه لو تحقق الرخاء الاقتصادي، فإنه "يميل إلى أن يُسكت المعارضة السياسية".

 

وقام التحليل البريطاني للحالة الإيرانية على أنه من المهم أن تبحث الدول الغربية، وفي وقت مبكر، عن البدائل التي تلجأ إليها تحسبا لعدم استجابة النظام للنصح، حتى تضمن مصالحها في حال تغير النظام خاصة بثورة.

التعليقات (0)