هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد غياب دام سنوات، أثار الظهور المفاجئ لرغد ابنة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في سلسلة حلقات حوارية مع قناة "العربية" السعودية، العديد من ردود الأفعال، ولا سيما بعد حديثها عن إمكانية ممارستها العمل السياسي.
وتحدثت رغد في المقابلة عن العديد من المحطات التي مر بها العراق، وكذلك المحطات التي مرت بها العائلة. وهاجمت تدخل إيران ووصفته بـ"السافر"، مشيرة إلى أن "الإيرانيين استباحوا العراق بعد غياب السلطة الحقيقية".
"مدفوعة خارجيا"
من جهته، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية ببرلمان العراق، مختار الموسوي؛ إن "ما يمر به العراق من مأساة كله بسبب والد رغد، صدام حسين، فلولا ممارساته لما وصل الفاسدون إلى السلطة من بعده".
وأوضح الموسوي في حديث لـ"عربي21"، أنه "لو كان نظام صدام يسير بشكل صحيح لكان الشعب مرتاحا اليوم؛ لأن العراقيين كان لديهم تاريخ وجيش، وأن صدام بعنجهيته هاجم دول الجوار، ومناطق كردستان، ولولا ذلك لكان العراق اليوم موحدا من زاخو شمالا إلى الفاو جنوبا".
وأضاف: "لولا الفاسدين في العراق، لما ظهرت رغد صدام في وسائل الإعلام اليوم، وحديثها عن المشاركة بالانتخابات ليس له أي مسوغ قانوني، وكذلك ليس لها مقبولية شعبية بين العراقيين".
ورأى أن "تصريحاتها عن الانتخابات دليل على استغلال للوضع الديمقراطي في العراق وعدم محاسبتها كما كان يحصل في عهد والدها بحق المعارضين، وكذلك جاء في ظل بيئة مقسمة طائفيا وعرقيا وقوميا مع شديد الأسف".
اقرأ أيضا: رغد صدام حسين على قناة "العربية" ولا تستبعد تبوؤ منصب سياسي
وأشار الموسوي إلى أن "ظهورها ليس إستراتيجيا، وإنما وقتي بدفع من أطراف عربية للتشويش على مرحلة الانتخابات البرلمانية المقبلة، ولا سيما انتقاداتها لإيران، وكأننا نريد الدخول بحرب مع دول الجوار".
ترتيب مخابراتي
وعلى الصعيد ذاته، قال الباحث في الشأن السياسي العراقي، نذير محمد؛ إن "الظهور الإعلامي المفاجئ لابنة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لا يخرج عن دائرة الترتيب المخابراتي العربي، ولا سيما أن العراق يمر بمرحلة حساسة تسبق الانتخابات البرلمانية في 10 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل".
وأضاف نذير لـ"عربي21" أن "ظهور رغد صدام لا يعد من قبيل الصدفة، إذ إن آخر حوار تلفزيوني لها، كان مع القناة السعودية ذاتها (العربية) قبل أكثر من عقد من الزمن، وتحدثت عن والدها بعد إعدامه، لكن اليوم الأمر مختلف، فهي تبدي رغبتها بممارسة العمل السياسي".
وأشار إلى أن "هذه الرغبة تثير الشكوك في توقيت ظهور رغد الإعلامي، لا سيما أن الساحة السياسية في العراق تعيش أسوأ حالاتها، والجميع يعول على نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة، إذا كانت نزيهة".
ورأى نذير أن "ظهور رغد يعزز ارتفاع منسوب الخطاب الطائفي الذي تثيره القوى الشيعية، وتخوّف جماهيرها من عودة حزب البعث للحكم أو تهديد تنظيم الدولة، وذلك بعدما انخفضت شعبية هذه القوى بشكل كبير في الشارع عقب 18 عاما من إدارتهم للسلطة".
وتابع: "خطاب رغد صدام يعمق الشتات السني، إذ كان الشغل الشاغل لمواقع التواصل الاجتماعي الحديث عن رأيهم فيما لو رشحت للانتخابات، فهل ستفوز ومن هذا القبيل".
واستبعد نذير مشاركة رغد صدام حسين في أي انتخابات برلمانية مقبلة، مؤكدا أن "ظهورها الإعلامي الغريب وحديثها عن رغبتها بالمشاركة السياسية، ستكشف الأيام المقبلة عن أهدافه بشكل جلي".
احتجاج برلماني
على ضوء المقابلة التلفزيونية هذه، طالبت لجنة برلمانية عراقية، وزارة خارجية البلاد باستدعاء سفيري السعودية والأردن، وتسليمهما مذكرتي احتجاج على خلفية لقاء تلفزيوني مع رغد صدام حسين.
ووجه رئيس لجنة "الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين" في البرلمان العراقي عبدالاله النائلي، كتابا رسميا لوزارة الخارجية العراقية، لاستدعاء سفيري مملكتي الأردن والسعودية على خلفية استضافة "قناة العربية" السعودية لابنة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، في برنامج تلفزيوني، وكون مقر إقامة رغد، المملكة الهاشمية الأردنية.
اقرأ أيضا: رغد صدام تتحدث عن حال العراق بالذكرى الـ14 لإعدام والدها (شاهد)
واعتبرت اللجنة البرلمانية أن هذه الاستضافة تعد "تجاوزا سافرا" على الشعب العراقي، وتضحياته في مقارعته حزب "البعث".
لكن الحكومة العراقية لم تصدر أي رد على طلب اللجنة البرلمانية، في الوقت الذي تستمر فيه قناة "العربية" السعودية بث سلسلة حلقات الحوار مع رغد صدام حسين.
وكانت وكالة "عمون" الإخبارية الأردنية قد نقلت، الثلاثاء الماضي، عن "مصدر مقرب من رغد صدام حسين، عدم نيتها أو إعلانها الترشح لانتخابات رئاسة الوزراء العراقية".
وأضاف المصدر أن "الخبر محض شائعة وكذب، فابنة الرئيس الأسبق صدام حسين لم تصرح بذلك إطلاقا وتنفيه بشدة، حسب ما نشرت الوكالة. ومن غير الواضح ما تملك رغد من أوراق حقيقية في الداخل العراقي يؤهلها لأداء أي دور سياسي".