هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا أشارت فيه إلى أنه ومع اقتراب الذكرى العاشرة للحرب السورية، فإن التهديد الأكبر الذي يواجه بشار الأسد لم يعد الجماعات المسلحة بل الأزمة الاقتصادية التي عرقلت عمليات إعمار المدن وأفقرت السكان وتركت عددا كبيرا من السوريين يكافحون للحصول على ما يكفي من الطعام.
وأضافت في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن الأسد ليس لديه أي حل للأزمة الاقتصادية كما زعم في لقاء خاص مع الصحفيين الموالين لنظامه.
وكان الأسد بحسب الصحيفة الأمريكية، أجاب في تساؤل بشأن زيادة الأسعار وتدهور الاقتصاد والنقص الحاد في الوقود والخبز: "أنا أعرف"، وكررها مرة ثانية "أعرف".
واستهزأت الصحيفة بطلبه من الصحفيين "إلغاء برامج الطبخ، حتى لا تدفع السوريين إلى السخرية من صور طعام بعيد المنال"، مشيرة إلى أنه لم يقد خطوات عملية لتخفيف الأزمة.
وأشارت إلى أن اللقاء الخاص مع الصحفيين عقد الشهر الماضي، ولم يتم الكشف عنه، مضيفة أن الأسد كان متمسكا بـ"التفاهمات التي تميز خطاباته العامة".
اقرأ أيضا: أدلة توثق تعذيب سوريين حتى الموت في معتقلات الأسد
وتابعت بأن الأسد الذي كان يرتدي بدلة سوداء، كان يتحدث للصحفيين كشخص مهني عارف بالأمور، وألقى مسؤولية المشاكل التي تعاني منها بلاده لمجموعة من القوى، من بينها "وحشية" الرأسمالية العالمية، و"غسيل المخ" من قبل وسائل التواصل الاجتماعي و"النيوليبرالية" الجديدة التي تتسبب بتآكل قيم البلاد.
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن الأسد تحدث للصحفيين أنهم لن يعقدوا مصالحة مع الاحتلال الإسرئيلي أو "تشريع زواج المثليين".
وأضافت أن اللقاء بدا فيه التوتر عندما وجه صحفي تساؤلا للأسد عن الطريقة التي سيعالج بها غضب أنصاره بسبب تدهور الاقتصاد، ليقوم مستشاره "بغضب" محاولا مقاطعته، ليتدخل رئيس النظام السوري ويشير للصحفي بإكمال سؤاله.
وأوضحت أن الأسد أجاب أنه عارف بمعاناة الناس، ولم يقدم إلا تطمينات غامضة عن تحسن الوضع، بدون خطة واضحة منه.
ويعيش الاقتصاد السوري أسوأ حالاته اليوم وأشد من عام 2011، فقد انهارت قيمة العملة السورية أمام الدولار لأدنى مستوياتها في السوق السوداء مما رفع أسعار الاستيراد وقلل من قيمة الرواتب، وتضاعفت أسعار الطعام ضعفين أو أكثر منذ العام الماضي.
وحذر برنامج الغذاء العالمي هذا الشهر من أن 60 بالمئة من سكان سوريا الـ 12.9 مليون نسمة يواجهون مخاطر الجوع، وهي أعلى نسبة تسجل في تاريخ البلد.
ويقضي معظم السوريين وقتهم الآن في البحث عن الوقود من أجل الطبخ وتدفئة منازلهم والانتظار في طوابير الخبز المدعم، وأصبحت حالات انقطاع التيار الكهربائي دائمة، حيث لا تحصل بعض المناطق إلا على عدة ساعات ليست كافية لشحن هواتف السكان الجوالة.
اقرأ أيضا: خسائر فادحة لليرة السورية في 2020.. ما توقعات العام الجديد؟
ولفتت الصحيفة إلى أن النساء اليائسات بعن شعورهن لتوفير الطعام لأطفالهن، وقالت امرأة تعيل ثلاثة أولاد في صالون تجميل في دمشق، إنها باعت شعرها من أجل صناعة الباروكات بـ "55 دولارا"، اشترت بها وقودا للتدفئة وملابس لأطفالها ودجاجا مشويا الذي ذاقته عائلتها لأول مرة منذ 3 أشهر.
وقال رئيس نقابة الأطباء السوريين إن الكثير من الأطباء رحلوا إلى الخارج للعمل في الصومال والسودان من بين عدة دول تسمح للسوريين بالدخول بدون مشاكل.
ويحصل المهنيون في القطاعات الأخرى على رواتب أقل. وقال موسيقي في دمشق: "ما يهم الناس أكثر من أي شيء آخر هو الطعام والوقود" و"كل شيء غال بطريقة غير طبيعية والناس تخشى من الحديث".
وتشير الصحيفة إلى أسباب الأزمة التي تقول إنها متعددة ومتداخلة، منها الضرر الكبير والنزوح بسبب الحرب، العقوبات الغربية الواسعة التي فرضت على حكومة الأسد والمقربين منها وانهيار النظام المصرفي في لبنان، وعمليات الإغلاق لمواجهة فيروس كورونا.
وأضافت أنه ليس للأسد خيار سهل، فمعظم آبار النفط والأرض الزراعية في شمال شرق سوريا، وبيد الجماعات الكردية المسلحة الذين تحميهم الولايات المتحدة.
وتابعت بأن إيران وروسيا استثمرتا للحفاظ على الأسد في الحكم، لكنهما تعانيان من مشاكل اقتصادية ولا تستطيعان مساعدة اقتصاده.