مقابلات

قيادي في "النهضة" لـ "عربي21": أمريكا تدعم التوافق في تونس

رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي يستقبل السفير الأمريكي في تونس  (فيسبوك)
رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي يستقبل السفير الأمريكي في تونس (فيسبوك)

نوه وزير الخارجية التونسي السابق والقيادي في حركة "النهضة" رفيق عبد السلام بالجهود و"المساعي" و"الوساطات" التي تقوم بها شخصيات تونسية وسفارات واشنطن والعواصم الأوروبية في تونس، لمحاولة إنهاء الأزمة السياسية الحالية، التي استفحلت "بعد أن رفض الرئيس التونسي قيس سعيد احترام قرار حوالي ثلثي البرلمان الذي صادق على تعديل حكومي قرره رئيس الحكومة هشام المشيشي وفق صلاحيات ضمنها له الدستور".

وكشف عبد السلام النقاب في حديث خاص لـ "عربي21"، أن السفير الأمريكي في تونس دونالد بلوم وفريقه أبلغ رئيس البرلمان راشد الغنوشي ورئيس الحكومة هشام المشيشي ورئاسة الجمهورية أن "الإدارة الأمريكية ما تزال تدعم الانتقال الديمقراطي وسياسات التنمية في تونس" وأنها مع "التوافق السياسي" والحوار بين أركان الدولة والأحزاب السياسية.

ونوه رفيق عبد السلام بفريق الرئيس الأمريكي الجديد بايدن وخاصة بوزير الخارجية الجديد الذي سبق له أن زار تونس والتقى قيادة حركة "النهضة" مرارا، واعتبر أن واشنطن في مرحلة ما بعد "الرئيس الشعبوي" دونالد ترامب ستدعم مجددا "التوافق السياسي" في تونس وليبيا ومصر وبقية الدول العربية والأفريقية..  

وتوقع أن يدعم فريق بايدن الديمقراطية والتنمية والعقلانية في تونس وليبيا والدول العربية والإسلامية وفي العالم أجمع بما في ذلك عند تعامله مع الملف النووي الإيراني..

ونوه عبد السلام بالجهود التي تقوم بها سفارات واشنطن ومفوضية الاتحاد الأوروبي والعواصم الغربية من أجل تسوية الأزمة السياسية في تونس، لكنه أكد أن "الأطراف السياسية التونسية مطالبة بالدفع في اتجاه التوافق دون الحاجة إلى تدخلات ووساطات، بدءا من السيد رئيس الجمهورية". 

جماهير "النهضة" انتخبوا قيس سعيد

لكن لماذا تأزمت علاقات رئيس الدولة قيس سعيد بقيادة حركة "النهضة" التي كانت دعت بقوة إلى انتخابه ووقفت ضد منافسه نبيل القروي؟

رفيق عبد السلام عقب قائلا: "فعلا استغربنا تعاقب مؤشرات التوتر والتصعيد بين الرئيس قيس سعيد مع جماهير حركة النهضة التي انتخبته.. ونحن بدورنا تساءلنا لماذا وصلت الأمور هذا الحد من التوتر والجميع يذكر أن آلافا من أنصار حركة النهضة نظموا تظاهرة ضخمة لصالح قيس سعيد يوم الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية في أكتوبر 2019؟".

لكن عبد السلام استطرد قائلا: "يبدو أن الرئيس قيس سعيد أصبح يخضع لضغوطات أطراف سياسية متشنجة وأقلية متطرفة من الاستئصاليين معارضين للديمقراطية وللتوافق السياسي وللتعددية الحزبية وللبرلمان والدستور..".

لكن من تكون هذه الأقلية والأطراف؟

الوزير التونسي السابق والقيادي في حزب "النهضة" لم يستبعد أن يكون بينها بعض "المستشارين" و"قيادات من حزبي الشعب والتيار" اللذين يشكلان أقلية برلمانية لديها 38 نائبا من بين 217.

مسيرة شعبية ضخمة؟

وماذا عن المسيرة الشعبية الضخمة التي دعت قيادة حزب النهضة إلى تنظيمها يوم 27 فبراير الجاري؟ هل يمكن أن تتراجع قيادة النهضة عنها في آخر لحظة بعد أن تعاقب زيارات السفراء والديبلوماسيين الأجانب إلى مقراتها وإلى مكتب رئيس البرلمان راشد الغنوشي؟

رفيق عبد السلام نفى وجود أي توجه للتراجع عن تنظيم هذه المسيرة الشعبية، وأورد أن أهم الرسائل التي يراد توجيهها بالمناسبة: دعم الديمقراطية واحترام نتائج الانتخابات ورفض الانقلاب عليها وعلى المؤسسات الدستورية تحت شعارات فوضوية وشعبوية مثل الدعوة إلى حل الأحزاب وحل البرلمان أو استبدال النظام الديمقراطي المنتخب بنظام شعبوي".

كما تهدف هذه المسيرة إلى "دعم الحكومة وقرار الأغلبية البرلمانية التي منحتها الثقة وتأكيد الالتزام بالدستور.. والاعتراض على الدعوات للانقلاب عليه وعلى شرعية صناديق الاقتراع وعلى المسار السياسي المدني".

ونفى القيادي في حزب "النهضة" أن تكون مسيرة 27 فبراير "مسيرة معارضة لأي طرف سياسي بما في ذلك لشخص رئيس الدولة قيس سعيد" وأكد أنها "مسيرة مساندة للدولة بكل أركانها ولمؤسساتها المنتخبة وللنظام الديمقراطي التعددي..".

كما أوضح أنها سوف تكون "مسيرة مفتوحة لكل الشعب وكل الوطنيين.. وأن شعاراتها ستكون وطنية جامعة تدعو للتوافق وليس إلى الصدام والتفرقة"..

أجواء صائفة 2013

وهل تذكر هذه المسيرة والأجواء العامة في البلاد بأجواء صائفة 2013 عندما نظمت مسيرات ضخمة معارضة للانقلاب العسكري في مصر ولسيناريوهات الانقلاب في تونس؟

رفيق عبد السلام اعتبر أن "الأجواء اليوم تختلف عن أجواء صائفة 2013 عندما كانت قوى الثورة المضادة في أوجها في تونس وعربيا ودوليا.. لكن الأهداف والرسائل السياسية نفسها، من حيث الدعوة إلى التمسك بحسم الخلافات سياسيا بعيدا عن الحلول الأمنية والعسكرية وكل سيناريوهات الاستهتار بقرار صناديق الاقتراع"..

واعتبر عبد السلام أن "التوازنات السياسية الوطنية والإقليمية والدولية أصبحت لصالح الانتقال الديمقراطي وليس لصالح قوى الثورة المضادة والشعبويين الذين انتعشوا في العالم أجمع في عهد دونالد ترامب ثم انتعشوا في المنطقة وفي تونس"..

واعتبر عبد السلام أن "انتخاب بايدن أعاد الاعتبار للمشروع الديمقراطي عالميا وانكسار للموجة الشعبوية في أمريكا ترامب وتونس.. لأن النزعات الشعبوية التي لا تؤمن بالديمقراطية هي في تراجع عالميا وفي أمريكا بعد هزيمة دونالد ترامب وحلفائه في الانتخابات السابقة".

رسالة إلى قيس سعيد

وماذا يتوقع وزير الخارجية السابق من الرئيس التونسي بعد لقاءاته مع عدد من السفراء الأجانب؟

عبد السلام توجه بالمناسبة بنداء إلى كبار رجال الدولة في تونس وبينهم الرئيس قيس سعيد إلى أن يحكموا المصلحة الوطنية العليا.. واعتبر أن من بين واجبات رئيس الدولة الذي انتخب وفق دستور ديمقراطي واضح أن يدرك أن هناك مصلحة وطنية.. وأن يصغي إلى النداءات الداخلية والرسائل الخارجية ويفتح حوارا مع كبار أركان الدولة ورموزها ومع قيادات كل الأحزاب.. لأن انحيازه إلى أقلية من الأحزاب وامتناعه عن المصادقة على قرار أغلبية البرلمان ومحاولة شل عمل الحكومة لا يفيد البلاد ويضر بمصالح الشعب والدولة.. في مرحلة استفحلت فيها الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والصحية"..

 

إقرأ أيضا: رسالة من الغنوشي إلى سعيّد تطلب لقاء مشتركا مع المشيشي


التعليقات (0)