هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود أولمرت، فشل رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو في التعامل مع خطر تحول إيران لقوة نووية، معتبرا أن هذا "هو الفشل السياسي والأمني الأكبر" في تاريخ الكيان الإسرائيلي.
وأوضح في مقال نشر بصحيفة "معاريف" العبرية، أنه "في أعقاب انتخابات 2009، قرر بنيامين نتنياهو في مرحلة مبكرة من ولايته الثانية، أن يضع على رأس سلم أولويات حكومته الصراع ضد تحول إيران لقوة نووية عظمى".
وأضاف: "اعتقد نتنياهو أن عليه أن يحدد أهداف الصراع لإسرائيل وللأسرة الدولية كلها، ولكن خطواته أدت لفشل تام"، معتبرا أن هذا هو "الفشل السياسي – الأمني الأكبر والأكثر إيلاما لإسرائيل منذ قيامها".
ونوه أولمرت إلى أنه "منذ سنوات غير قليلة، تعرف محافل الاستخبارات في إسرائيل والعالم، أن لإيران نوايا لتحصيل قدرة نووية وإنتاج قنبلة ذرية، بل بدأت بتطوير صواريخ تسمح لها بالوصول لأماكن بعيدة، بما في ذلك كل الأهداف الاستراتيجية الممكنة في إسرائيل، وكانت السياسة الإسرائيلية واستعدادها للصراع تقوم على أساس هذه الفرضية وبموجبها".
وذكر أنه "في تلك السنين عملت إسرائيل ضد إيران في أرجاء العالم بقيادة الموساد، وبتعاون كل محافل الأمن، ولكن عن حجم هذا النشاط ونتائجه لم يعرف شيء"، مضيفا: "شارون وأنا بعده، اعتقدنا أنه ينبغي العمل في جبهات مختلفة، في ظل أخذ مخاطر عديدة، ولكن دون الكشف عن هذه الأعمال".
وتابع: "اعتقدنا أنه لا يوجد ما يدعونا لأخذ مخاطر زائدة، وأن الاحتمال الوحيد للنجاح في هذا الجهد الدولي المركب، هو الحفاظ على ضبط النفس لأقصى حد، ومواصلة قيادة الولايات المتحدة له"، منوها أنه في 2007، شدد على أن "إسرائيل ستعمل بكل القدرات والقوى التي لديها ضد التحول النووي الإيراني، ولكن الصراع على المستوى الدولي يجب أن تقوده الولايات المتحدة".
وكشف أنه في تلك الفترة، تشكلت "قيادة خاصة في واشنطن عملت بالتعاون مع جسم خاص أقيم في إسرائيل، للمس بحرية العمل الاقتصادي لإيران وتجارتها الدولية، واتخاذ مجلس الأمن قرارين حول العقوبات ضدها، وكانت الساحة الدولية ملتزمة بالعمل على صدها، إلى أن جاء رئيس وزراء إسرائيلي وقرر أن يحطم كل الأواني، بإملاء نموذج جديد للصراع، وكان يفترض بذروته أن تكون تصفية عسكرية لكل القواعد في إيران التي اشتبه بكونها نووية".
اقرأ أيضا : مقترح روسي للتقريب بين طهران وواشنطن.. هل يجد القبول؟
ولفت إلى أن "قرار نتنياهو لم يبقَ سرا ولم يبحث في الغرف المغلقة فقط؛ فإمكانية الهجوم على طهران أصبحت موضوعا علنيا مكشوفا واستفزازيا، ولا يزال الجميع يذكر العرض الساخر من على منصة الجمعية العمومية للأمم المتحدة، حين استعان نتنياهو بالرسومات عن توسع القدرة النووية لطهران، في ظل تحديد الخط الأحمر الذي لا يكون عنده مفر، غير العمل العسكري ضده، وخشي أصدقاء إسرائيل في العالم من إمكانية أن تبادر لخطوة عسكرية مستقلة، لهز الشرق الأوسط كله".
وذكر أن الرئيس الأمريكي الأسبق بوش الذي زار تل أبيب، أكد لوزير الحرب في حينه إيهود باراك وبحضوري أنه "لن يسمح لإسرائيل بأي حال مهاجمة إيران، وواشنطن ستمنع عبور الطائرات الإسرائيلية فوق العراق، وتعهد بوش بأن يعمل بكل قوته ضد التحول النووي الإيراني، ولكنه اعتقد بأن محاولة إسرائيل القفز إلى الأمام لتقوض كل الساحة الدولية، هي محاولة مغلوطة، خطيرة وهدامة".
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما "أدار سياسة مشابهة، وكان ملتزما بمنع أي محاولة إيرانية للتسلح النووي، وتبين في تلك السنين تماما، أنه منذ 2003 أوقفت إيران برنامج السلاح النووي لديها، وإن واصلت تطوير قدرة لإطلاق الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، القادرة على أن تحمل سلاحا نوويا".
وأكد أن "حكومة إسرائيل برئاسة نتنياهو، قررت أن تعمل كل شيء كي تؤدي لعملية عسكرية ضد إيران، تهديدات لا تتوقف وظهور نتنياهو المتواتر من فوق كل منصة في إسرائيل والعالم ساهمت في نهاية المطاف، في بدء المفاوضات السرية بين الولايات المتحدة وأوروبا وكذلك روسيا، مع إيران، وهكذا ولد الاتفاق النووي الذي وقع في 2015 دون أن تكون إسرائيل شريكة في الخطوات والتأثير عليها".
وأفاد رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، أنه "لم يكن الاتفاق النووي لأوباما ليوقع، لو لم يخلق نتنياهو خوفا حقيقيا في أن إسرائيل تستعد لعملية عسكرية شاملة، وإذا كان الاتفاق النووي سيئا مثلما يزعم نتنياهو، فقد كانت له مساهمة حاسمة في توقيعه"، مؤكدا أن "الاتفاق النووي رغم علله، لكنه أفضل من انعدام الاتفاق".
ونبه أن "نتنياهو وبخلاف رأي كثيرين، قرر تفعيل كل قوة إسرائيل السياسية في أمريكا، والتهديد بكل إمكانياتنا العسكرية الكامنة كي يؤدي إلى إلغاء الاتفاق"، منوها أنه "بعد انتخاب دونالد ترامب، وبعد وقت غير بعيد انسحبت واشنطن من الاتفاق، وفي أثناء تلك الفترة نفذت إسرائيل بضع حملات، ودرة التاج فيها كانت اقتحام الأرشيف النووي الإيراني".
وبين أن "الحملات الإسرائيلية، كشفت أن إيران أوفت بالتعهدات التي أخذتها على عاتقها في الاتفاق، وأدى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، إلى تحسن دراماتيكي في النشاط النووي الإيراني، وتقدمها الكبير نحو إمكانية إنتاج القنبلة".
ونقل أولمرت، حديثا لنائب رئيس "الموساد"، الذي "وقف على رأس تخطيط العمليات الإسرائيلية ضد إيران"، أكد فيه "بشكل صريح، أن خطوات نتنياهو أدت لفشل استراتيجي، وكانت إدارة المعركة السياسية فاشلة أيضا بشكل مطلق"، منوها أنه شرح الأمر بكلمات بسيطة "انتصرنا في المعركة وخسرنا الحرب".
وتساءل: "لماذا يزيد كل يوم آخر يتولى فيه نتنياهو رئاسة الوزراء المخاطر على أمننا؟"، مضيفا: "النتيجة هي فشل استراتيجي، وهنا السؤال؛ ما الذي نحتاجه أكثر كي نبعد هذا الرجل الهستيري عن بلفور (مقر إقامة رئيس وزراء الاحتلال في القدس المحتلة)؟".