صحافة دولية

ذا هيل: ليست لدى بايدن رؤية للعلاقة مع "إسرائيل" حتى الآن

الكاتبان منحازان للاحتلال واعتبرا أن ضبابية الموقف "تهدد مصالح أمريكا"- جيتي
الكاتبان منحازان للاحتلال واعتبرا أن ضبابية الموقف "تهدد مصالح أمريكا"- جيتي

نشر موقع "ذا هيل" الأمريكي مقالا مشتركا لكل من "جيمس كارافانو" من مؤسسة "التراث" المحافظة و"آدم ميلستين"، المؤسس المشارك ورئيس "المجلس الإسرائيلي الأمريكي"، اعتبرا فيه أن إدارة الرئيس جو بايدن تفتقد حتى الآن لرؤية واضحة إزاء العلاقة مع الاحتلال.

 

ورغم مرور 50 يوما على تولي بايدن الرئاسة، إلا أن إدارته لا تزال تفتقد الرؤية تجاه العديد من القضايا الاستراتيجية الحيوية، بحسبهما، ومن بينها مستقبل العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي.

 

وأوضح الكاتبان في المقال، الذي ترجمته "عربي21"، أن إدارة بايدن تبدو راغبة ببناء إجماع في قضايا السياسة الخارجية، فيما تواصل وضع القضايا الجيو- استراتيجية الشائكة على الرف.

 

وفي الوقت ذاته، يبدو أن جوهر فريق بايدن للسياسة الخارجية جرت إعادة تجميعه من عناصر إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، وهم يعتقدون أن سياسات الأخير خدمت المصالح الأمريكية جيدا ويريدون العودة إليها في أقرب وقت.

 

إلا أن ما وصفه الكاتبان المتحيزان للاحتلال بأنه "اليسار المتطرف" في الحزب الديمقراطي، والذي يرفض تقاليد دعم الحزبين في التحالف مع الاحتلال، يتواجد بقوة في المشهد.

 

وينظر أفراد هذا المعسكر لـ"إسرائيل" على أنها أساس المشاكل في المنطقة، ويقفون مع الفلسطينيين في النزاع، ويرون أن هذه المنطقة ستكون في وضع أفضل لو وصل "الإخوان المسلمون" للحكم بدلا من أنظمة الحكم الحالية في مصر والأردن والسعودية، فضلا عن معارضتهم لمحاولات الرئيس السابق، دونالد ترامب، "ضبط إيران"، وفق وصف الكاتبين.


وقال الكاتبان إن عددا من مرشحي بايدن لمناصب مهمة في إدارته ينتمون إلى تلك "المجموعة الراديكالية المعادية لإسرائيل".

 

وأشارا في هذا السياق إلى "ماهر بيطار"، الفلسطيني الأمريكي الناشط في حركة مقاطعة الاحتلال، والذي تم تعيينه كمدير بارز لبرامج الاستخبارات في مجلس الأمن القومي.

 

كما تم تعيين ازرا زيا، مساعدة لوزير الأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان، وقالا إنها "معروفة بنشر النظريات حول اللوبي الإسرائيلي والأموال السرية ومعاداة السامية".

 

وهناك أيضا "روبرت مالي"، مبعوث بايدن الخاص إلى طهران، الذي "لم يخف تعاطفه مع الملالي في إيران وعبر عن مواقف معادية لإسرائيل".

 

ويكرر الكاتبان تبرير موقفهما المتحيز للاحتلال، والمتخوف على مستقبل علاقة أمريكا معه، على اعتباره "الديمقراطية الوحيدة في المنطقة"، ويتساءلان: "كيف يمكن تسوية كل هذا، أمر غير معروف، فقد جاء بايدن إلى الرئاسة بدون أجندة واضحة للشرق الأوسط أو السياسة الخارجية وقدم وعودا غامضة حول إعادة القيادة الأمريكية".

 

اقرأ أيضا: تقرير: نتنياهو طالب بايدن بإبقاء عقوبات ترامب على "الجنائية"

 

ولكن هناك بعض المفاتيح لسياسة بايدن تجاه الصراع، فقد أكدت إدارته على حل الدولتين وتعهدت بإعادة التمويل لمنظمة الأمم المتحدة "الأونروا" وإعادة الدعم للسلطة الفلسطينية وفتح بعثة منظمة التحرير في واشنطن التي أغلقتها إدارة ترامب.


وفي المقابل، يؤكد الكاتبان أيضا أن بايدن لم يعتذر طوال مسيرته السياسية عن دعمه للاحتلال، وعارض حركة المقاطعة وتبنت إدارته التعريف لمعاداة السامية الذي صاغه ما يعرف بـ"التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست".

 

وفي الفترة الأخيرة أعلنت الإدارة عن رفضها لتحقيق المحكمة الجنائية الدولية في ممارسات الاحتلال، بحجة أنه "يستهدف وبدون إنصاف إسرائيل وأن فلسطين ليست دولة ذات سيادة ولا وضعية لها في لاهاي".


أما في الملف الإيراني، فإن موقف بايدن لا يزال غامضا، وأكد للجميع أنه سيعود للاتفاقية النووية التي وقعها أوباما ولكنه لم يقدم أي خطوة واضحة للانضمام إليها من جديد.

 

وتساءل الكاتبان عن كيفية تعامل بايدن مع المطالب الإيرانية برفع العقوبات كشرط أولي قبل العودة إلى طاولة المفاوضات.

 

وبحسبهما، فقد لاحظ الاحتلال أن أمريكا لم تعد تذكر في مراسلاتها مع إيران أن "كل الخيارات على الطاولة".

 

وعندما أعلن الاحتلال إعادة تجديد خططها لضرب المنشآت النووية الإيرانية، سارعت واشنطن وحذرت "حلفاءها في الشرق الأوسط" من عدم معارضة خططها والبحث عن حلول عسكرية.

 

وجانب آخر متعلق بالعلاقة مع الاحتلال، يتمثل باتفاقيات التطبيع العربية مع الاحتلال، إذ لم تعلن إدارة بايدن عن رؤيتها إزاءها.

 

ويرى الكاتبان أن كل الإجراءات الحذرة تشترك في شيء واحد؛ وهو أن "أيا منها لا يدعم المصالح الأمريكية في المنطقة"، بحسبهما؛ وتشمل الحد من نشاط إيران ومواجهة "التطرف" ونشر المصالح الاقتصادية والأمنية المشتركة وتقليل التدخل الروسي والصيني بالمنطقة.

 

ويترك ذلك علاقات أمريكا والاحتلال "على أرض متحركة"، ذلك أن العلاقات بين البلدين تقوم على الواقع وهو أن الاحتلال "يمثل ضمانا للمصالح الأمريكية"، بحسب زعمهما.

التعليقات (0)