ملفات وتقارير

ماذا وراء شعار "الموت للعرب" على أسوار الأقصى؟

فكرة "الموت للعرب" هي نتاج لثقافة وسلوك مستمر، "وعلينا أن نتذكر المذابح الكثيرة التي نفذتها العصابات الصهيونية"- جيتي
فكرة "الموت للعرب" هي نتاج لثقافة وسلوك مستمر، "وعلينا أن نتذكر المذابح الكثيرة التي نفذتها العصابات الصهيونية"- جيتي

يتصاعد في الأراضي الفلسطينية المحتلة إطلاق شعار "الموت للعرب" من قبل المستوطنين، وهو ما برز في "مسيرة الأعلام" الأخيرة بالقدس المحتلة.

 

ومقابل قمع أي شعار فلسطيني، بما في ذلك كتابة "لن نرحل" على الجدران أو رفع العلم الفلسطيني؛ تسمح سلطات الاحتلال للمستوطنين بإطلاق شعارات نازية، تتوعد بجرائم إبادة.


وسلط تقرير لموقع "تايمز أوف إسرائيل"، ترجمته "عربي21"، الضوء على مشاركة "إيتمار بن غفير" عضو الكنيست اليميني المتطرف الذي يترأس حزب "القوة اليهودية"، و"بتسلئيل سموتريتش" رئيس حزب "الصهيونية الدينية"، في مسيرة الأعلام، وفي "الرقص بالأعلام الإسرائيلية عند باب العمود". 

وذكّرت الصحيفة بأن "مسيرة الأعلام"، تعرف بأنها احتفال بإعلان الاحتلال مدينة القدس المحتلة "عاصمة موحدة له"، بعد احتلالها عام 1967، ويشارك فيها عادة عشرات الآلاف وتصل إلى الشق الشرقي من القدس، وتمر بمحاذاة وداخل أسوار المدينة القديمة وفي السوق الرئيسي وفي الحي الإسلامي ويتخللها استفزاز للسكان المقدسيين.

دلالات خطيرة 

وفي قراءته لخطورة ودلالات وعمق تأثير مثل هذه الشعارات العدائية الإسرائيلية، أكد المحامي الفلسطيني المقيم في الداخل المحتل عام 1948، خالد زبارقة، أن "لمثل هذه الشعارات دلالات خطيرة جدا، واليوم في ظل حالة التوتر التي نعيشها وفي ظل النزوح نحو اليمين في المجتمع الإسرائيلي، هذه الشعارات تحرك الكثير من الخلايا النائمة (اليهودية) في المجتمع الإسرائيلي للفعل". 

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "عندما يقولون "الموت العرب" هم يقصدون ذلك، وعندما يحرقون القرى، هم يقصدون ذلك، وفي الأحداث الأخيرة في الداخل، حاولوا حرق عدة بيوت للعرب في مدينة اللد وسيارات وممتلكات بالعشرات للعرب، ولذلك فإن هذا الشعار في هذا الوقت بالذات، هو تحريضي على القتل والموت".

 

اقرأ أيضا: شبان ينظفون باب العمود بعد "مسيرة الأعلام" (شاهد)


وتابع زبارقة: "في بداية الأحداث الشهر الماضي، تم استهداف شاب فلسطيني وقتله في اللد بسبب هذه الشعارات والمعتقدات الإرهابية التي يحملها هؤلاء المتطرفون اليهود"، مشيرا إلى أن "هذه الشعارات لها دلالات خطيرة جدا تتجاوز مسألة الشعار، وتنتقل إلى الفعل الحقيقي على أرض الواقع". 

وعن مدى تبني مثل هذه الشعارات في المجتمع الإسرائيلي اليهودي، قال: "نحن رأينا حجم هذه التبني لمثل هذه الشعارات، والأحداث الأخيرة التي وقعت خاصة في المدن الساحلية والمختلطة التي يعيش فيها عرب ويهود، كان هناك تعد على الناس (الفلسطينيين) وممتلكاتهم وأرواحهم وأمنهم الشخصي".

ولفت زبارقة إلى أن "موضوع الحرق واستعمال النار، نحن نشاهده اليوم بالبث الحي والمباشر في الضفة الغربية التي تستهدف البيوت والمزروعات، ورأيناه في حادثة حرق عائلة دوابشة في دومة، وحادثة محمد أبو خطير بالقدس، فبعدما قتلوه قاموا بحرقه"، مضيفا أن "مسألة القتل والحرق على ما يبدو هي جزء من عقيدة فاسدة لهذه المجموعات الإرهابية". 

جذور الإرهاب

من جانبه، قال رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية التابع لجامعة القدس، أحمد عوض: "رغم أن هذه الشعارات تبدو هامشية، فإن لديها جذرا حقيقيا في الفكر الصهيوني، القائم على الاستئصال والإحلال، كما أن لديها جذرا في الثقافة الدينية اليهودية، الرامية إلى رفض الآخر، وعدم الاهتمام فيه والنظر له بدونية، خاصة أنهم يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار". 

 

وأشار عوض في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "الحركة الصهيونية كتبت في أدبياتها في أوائل القرن الماضي، كلاما فحواه أن العربي غير موجود وأنه هامشي ويمكن طرده والتخلص منه، إضافة إلى الشعار الشهير ’أرض بلا شعب لشعب بلا أرض‘.. وكأن أرضنا (فلسطين) كانت خالية من أهلها ولم تكن هناك مدن عامرة ومزدهرة بشعب كامل". 

وأوضح عوض، أن فكرة "الموت للعرب" هي نتاج لثقافة وسلوك مستمر، "وعلينا أن نتذكر المذابح الكثيرة التي نفذتها العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني؛ قبل قيام دولة الاحتلال وبعدها، حتى إن ما يسمى بالقضاء الإسرائيلي كان يبرئ من ينفذ تلك المذابح". 

وأكد أن "الموت للعرب"، هو "شعار يلخص مسيرة ومنهجا وفكرا وسلوكا، وهو شعار يختزل الرؤية باتجاه العرب، لذا فهو شعار خطير جدا، فهو باختصار شديد يدعو إلى قتل العرب دون تمييز، وبقدر ما ندين هذا الكلام ونعتبره عنصريا، فهو أيضا نتاج فكر وممارسة لها تاريخ طويل لدى الاحتلال". 

ولفت إلى أن "الإسرائيلي ومنذ عام 1948 أجهض كل مبادرات التسوية، وكل القرارات الدولية التي تدعو أيضا إلى التسوية، كما أن الاحتلال أفرغ أوسلو من معناها، وأصبحت لتأكيد وترسيخ الاحتلال أكثر مما هي لإقامة دولة فلسطينية"، مضيفا أنه "حتى معاهدات الاحتلال مع العرب، كانت باتجاه واحد، أي لاستفادة الإسرائيلي وليس العربي". 

وقال عوض: "بعد 74 سنة من الاحتلال، فقد فشلت التسويات مع إسرائيل كليا، والذي نجح هو الاحتلال العنصري الإحلالي الاقتلاعي"، مؤكدا أن "التسوية مع إسرائيل تتطلب هزيمتها". 

التعليقات (0)