صحافة دولية

ماكرون يعرض على بايدن خطة لإخراج المقاتلين الأجانب من ليبيا

الخطة تشمل جدولًا زمنيًا مدته ستة أشهر- جيتي
الخطة تشمل جدولًا زمنيًا مدته ستة أشهر- جيتي

كشفت صحيفة أمريكية تفاصيل خطة فرنسية قدمها الرئيس إيمانويل ماكرون، لنظيريه الأمريكي والتركي، لإخراج المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا.


وقالت صحيفة "بوليتكو" الأمريكية في تقرير ترجمته "عربي21" إن الخطة تشمل جدولًا زمنيًا مدته ستة أشهر تقترح أولاً "سحب المقاتلين السوريين المدعومين من تركيا، يليها المرتزقة المدعومين من روسيا، والقوات التركية النظامية".


ولفتت الصحيفة إلى أن الخطة المكونة من صفحتين تم تداولها لعدة أسابيع بين المسؤولين الدبلوماسيين في الدول المعنية، وفقًا لمسؤولين مطلعين على المحادثات.


وقال مسؤولون للصحيفة، إن الرئيس الفرنسي طرح الفكرة مباشرة في الأيام الأخيرة على نظرائه في الولايات المتحدة وتركيا، حيث ناقش ماكرون الخطة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم السبت في اجتماع مجموعة الدول السبع في إنجلترا، قبل طرحها على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين في قمة الناتو في بروكسل.

 

اقرأ أيضا: تحرك دولي في ليبيا يسبق قمة برلين.. وإجماع على طرد المرتزقة

والهدف النهائي، بحسب الصحيفة، "زيادة الاستقرار في بلد يقع على الحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي، ما أدى إلى ظهور تحديات الهجرة ومخاطر الإرهاب في أوروبا".

 

ثلاث مراحل

 

وبموجب خطة ماكرون، ستسحب تركيا أولاً المقاتلين السوريين الذين أرسلتهم إلى ليبيا في عام 2020، عندما طلبت حكومة طرابلس المساعدة في صد حصار من قوات حفتر، ويمكن أن تتم هذه الخطوة مطلع تموز/ يوليو.


وستشهد المرحلة الثانية سحب روسيا لمليشياتها الخاصة من مجموعة فاغنر، وسحب تركيا قواتها، وقد يتم تنفيذ هذه الخطوة في شهر أيلول/ سبتمبر، لكن هذه الخطوة أكثر صعوبة، إذ إن القوات التركية تمت دعوتها إلى البلاد من قبل حكومة معترف بها دوليًا، أما الميليشيات الخاصة المرتبطة بروسيا فهي هناك بشكل غير قانوني، بحسب الصحيفة.


وتقترح المرحلة الثالثة إعادة توحيد قوات الأمن الليبية المنقسمة بين أولئك الذين دافعوا عن حكومة طرابلس وأولئك الذين يقاتلون من أجل حفتر. 


وتعلق الصحيفة على هذه المرحلة بالقول، إن هذه الخطوة ستجعل الجيش تحت سيطرة حفتر وقواته، وهذه الحقيقة قد تجعل من الصعب بيعها لأولئك الذين يدعمون طرابلس. 

 

مكافأة لحفتر


وشددت على أنه "يمكن اعتبار نتيجة المقترح بمثابة مكافأة لحصار حفتر الفاشل على طرابلس، وتهدد بتعزيز التصور القائل بأن فرنسا قريبة جدًا من حفتر، الذي كان الشريك المفضل للبلاد في قتالها ضد تنظيم الدولة والجماعات الجهادية في المنطقة".

وأضافت الصحيفة أن اللاعبين الرئيسيين يحاولون ترسيخ وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بين الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، وخليفة حفتر، الجنرال الذي يسيطر على أراض في شرق ليبيا.

 

اقرأ أيضا: توافق تركي- فرنسي لأول مرة بخصوص ليبيا.. ما تداعياته؟

وشددت على أن حكومة الوحدة الوطنية التي شكلت في آذار/ مارس الماضي، واعترف بها جميع اللاعبين الرئيسيين في ليبيا، لا تزال محفوفًة بالمخاطر، حيث يحتفظ حفتر بدعم عسكري كبير، ولا يزال المقاتلون المدعومون من تركيا وروسيا موجودين في البلاد.

وأكدت الصحيفة أن الفكرة وراء خطة ماكرون تكمن في الاستفادة من ثقل أمريكا واستخدام ذلك كوسيلة ضغط للضغط على تركيا وروسيا لسحب القوات التابعة لهما. 


ولم ترد إدارة بايدن على الاقتراح الفرنسي الأخير، ولم توضح ما إذا كان بايدن سيناقش الخطة مع أردوغان أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن المسؤولين الأمريكيين أقروا بأنهم يعملون على تأمين انسحاب المقاتلين الأجانب من ليبيا.


ويأتي الاقتراح بعد فشل خطتين سابقتين لإخراج المرتزقة، حيث تضمن وقف إطلاق النار المبرم في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بندًا يوجه جميع المقاتلين والمرتزقة الأجانب إلى مغادرة البلاد في غضون 90 يومًا.


لكن الموعد النهائي انتهى دون تحرك، وفي وقت لاحق تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارًا يدعو جميع الأطراف المعنية إلى سحب قواتها الأجنبية، ولكن تم تجاهل ذلك أيضا.


التعليقات (1)
الرئيس أردوغان هو السبب
الخميس، 17-06-2021 09:33 ص
نعم فإن فرنسا الاستعمارية بمقترحها هذا إنما تريد إخراج القوات التركية والسوريين الموالين للحكومة الشرعية في ليبيا، لأنها تقترح أن يخرج أولاً المرتزقة السوريون ثم بعد ذلك القوات التركية ثم بعد ذلك أو مع ذلك قوات فاغنر الروسية. وهي تريد إخلاء الساحة مرة أخرى أمام حليفها الجرم حفتر. وقد شجعها الرئيس التركي أردوغان على ذلك بتودده الأخير إليها ومبادرته الاجتماع برئيسها العدو اللدود للإسلام وللنبي صلى الله عليه وسلم وللجالية المسلمة في فرنسا. يريد الرئيس أردوغان تصفير مشاكله الخارجية حتى مع الكيان الصهيوني فبادر إلى مهادنة قائد الانقلاب السفاح الخسيسي وفرنسا واليونان وأوقف أنشطة البحث عن البترول والغاز في شرقي المتوسط، وهلم جراً. فكانت النتيجة أن تجرأ هؤلاء الأعداء على المسلمين ومصالحهم: فالخائن السيسي تجرأ بإصدار أحكام الإعدام على خيرة رجال مصر قادة جماعة الإخوان وتمادى حفتر في طقيانه في الجنوب الليبي وفي منع الحكومة الشرعية من ممارسة سيطرتها على شرق ليبيا، وها هو رئيس فرنسا يحيك المؤامرات ضد تركيا،. كما تجرأ الكيان العنصري على شن عدوانه الإجرامي على غزة وإن كان اللوم لا يقع إلا جزئياً في هذه النقطة الأخيرة على تركيا. الصلابة، الصلابة والثبات الثبات يا تركيا.