سياسة دولية

محللون لـ"عربي21": الانتخابات الجارية بإيران تمهد لموقع المرشد

خامنئي شارك في الانتخابات وسط تكهنات بأنه صوّت لرئيسي الذي كان طالبا لديه- جيتي
خامنئي شارك في الانتخابات وسط تكهنات بأنه صوّت لرئيسي الذي كان طالبا لديه- جيتي

تناول محللون في الشأن الإيراني، في حديثهم لـ"عربي21"، الأهمية التي تنفرد فيها الانتخابات الجارية في إيران عن سابقاتها داخليا، موضحين أنها "ستمهد لموقع المرشد" الذي سيخلف علي خامنئي. 

 

وقال المحلل في الشأن الإيراني، نبيل العتوم لـ"عربي21"؛ إن الانتخابات الحالية، تعد "أهم انتخابات تجري في إيران؛ إذ إنها ستمهد لما يسمى لموقع الإرشاد، لوصول مرشد جديد في إيران خلفا لخامنئي".

 

اقرأ أيضا: انتخابات إيران تنطلق.. خامنئي يدلي بصوته ويدعو للمشاركة
 

وأوضح: "نحن نرى أن الأرضية تمهد لإبراهيم رئيسي ليتولى منصب الإرشاد، بعد حصوله على شعبية كبيرة جراء الانتخابات المقبلة".

وشدد على أن "ما هو على المحك أبعد من الرئاسة، وهو موقع الإرشاد، وما يترتب عليه من علاقات إيران الخارجية"، موضحا أن "وصول شخصية متشددة مثل رئيسي، سيقوم على تقويض سياسة الانفتاح، ما يعني مزيدا من التوتر في العلاقات الخارجية".

ووافق المحلل السياسي الإيراني يوسف عزيزي ما ذهب إليه العتوم، بالقول؛ إن الانتخابات القريبة ستحدد مصير الخليفة المرتقب لخامنئي، وهو رئيسي.

 

وقال لـ"عربي21"؛ إن خامنئي يرى في رئيسي خليفة له، ويسعى هو والتيار المتشدد إلى صعود شعبيته، وتمهيد الطريق له للوصول إلى موقعه في الإرشاد.

 

وأكد أنه في السياق ذاته، فإن ما يميز هذه الانتخابات أيضا أنها تمثل "بيعة" وليس انتخابات.

وأكد العزيزي أن "الإصلاحيين والمعتدلين عانوا من استبعاد مرشحين بارزين جدا، من بينهم أحمدي نجاد، ما يمهد الطريق أمام شخصية محافظة مثل رئيسي للفوز".

 

يشار إلى أن "عربي21" حاولت التواصل مع التيار المحافظ في إيران لأخذ تعليقاتها بهذا الشأن، إلا أنه لم يرد أحد منه على اتصالاتها.

 

وشارك خامنئي منذ صباح الجمعة بالانتخابات الإيرانية، وقام بالتصويت والحشد للمشاركة في الانتخابات، موجها كلامه للشعب الإيراني؛ بأنه من واجب المواطنين التصويت في الانتخابات.

 

وأفتى أنه لا يجوز المشاركة بأوراق بيضاء أو ملغاة في الانتخابات، متحدثا عن أهميتها من وجهة نظره، متعللا بتدخلات خارجية فيها.

 

ويخشى كثيرون من امتناع كبير عن الاقتراع، بسبب هيمنة اللون الواحد على المرشحين واستبعاد أسماء أساسية، وغياب مرشح رسمي للتيار الإصلاحي والتيار المعتدل.

 

وبحسب استطلاع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمية، فإن 33 في المئة فقط سيشاركون بالانتخابات المقبلة.

 

عوامل خارجية وداخلية

ولفت المحللان إلى أن هناك عوامل داخلية وخارجية تؤثر على الانتخابات، تتركز في اتفاق النووي والظروف الاقتصادية في البلاد، وهو أمر يريد التيار المحافظ ألا يخرج من يديه لصالح الإصلاحيين والمعتدلين مجددا من خلال فوز مرشح رئاسي محافظ. 

خارجيا، اعتمد روحاني منذ توليه منصبه عام 2013 سياسة خارجية تقوم على الانفتاح على الغرب، وكان أبرز نتائجها إبرام اتفاق مع القوى الكبرى عام 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني.

لكن مفاعيله انعدمت تقريبا منذ قرار واشنطن الانسحاب أحاديا منه عام 2018، وإعادة فرض عقوبات قاسية على طهران، انعكست سلبا على وضعها الاقتصادي وسعر صرف العملة المحلية، إلا أن نية إدارة بايدن العودة للاتفاق رغم بعض العراقيل الحالية قد يكون لها تأثيرها.

وتخوض طهران والقوى الكبرى مباحثات حاليا في فيينا سعيا لإحياء الاتفاق، تشارك فيها واشنطن بشكل غير مباشر ودون الجلوس إلى طاولة واحدة مع الوفد الإيراني، مع تولي الأطراف الآخرين المنضوِين في الاتفاق، التنسيق بين الجانبين.

 

اقرأ أيضا: هؤلاء مرشحو انتخابات الرئاسة في إيران.. والتيارات المتصارعة

ورأى العتوم في حديثه لـ"عربي21"، أنه في حال فوز رئيسي والتيار المحافظ، "سيحصل مزيد من التشدد في مفاوضات فيينا، بتوجيه مباشر من المرشد والحرس الثوري للمماطلة في المفاوضات، حتى لا تعطي فرصة للتيار الإصلاحي بأنه قام بإنجاز كبير ما سيزيد من شعبيته عند الإيرانيين".

وقال: "هناك فرضيتان، الأولى أن الحرس الثوري والتيار المحافظ يريدون أن يكون أي اتفاق مستقبلي سيجري في ظل رئاسة محافظة مثل رئيسي، حتى يتم استثمار ذلك لأهداف متعلقة بشعبية الجناح المحافظ على حساب الإصلاحي، والأخرى أن إيران تسعى دائما إلى المطالبة بالمزيد، بالتالي جعل المفاوضات طويلة الأمد".

وعلى الصعيد الداخلي، شهدت البلاد موجتي احتجاجات لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى، وذلك بين عامي 2017 و2018 وموجة أخرى في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، استخدمت السلطات القمع في التعامل معها.

 

وكذلك ذهب عزيزي إلى القول بأن "المرشد خامنئي يحاول أن يخطط لهندسة الانتخابات، لإطالة أمد المفاوضات وعدم عودة إيران إلى ما كانت عليه قبل انتهاك اتفاق النووي من إدارة دونالد ترامب السابقة".

 

ولكنه قال؛ إن "الطبقة الوسطى في إيران لا تريد هذا النظام بأكمله بجميع تياراته، وهذا ما أثبتته الانتخابات البرلمانية العام الماضي، التي لم يشارك فيها في العاصمة سوى 15 في المئة فقط وفي كامل البلاد 57 في المئة فقط".

وأكد أنه بحسب استطلاع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمية، فإن 33 في المئة فقط سيشاركون بالانتخابات المقبلة، وقال: "أظن أن المشاركة ستكون أقل من هذا أيضا".

 

التعليقات (0)