هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للمحرر الدبلوماسي باتريك وينتور، قال فيه إن الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي متشدد ومرتبط بقتل حوالي 3.000 معارض سياسي في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي.
وقال: "لو كان جوزيف بايدن يعتقد أن فلاديمير بوتين هو قاتل، فوصفه لإبراهيم رئيسي 60 عاما من المحتمل أن يكون فظا وصادما".
فرئيسي الذي كان أصغر عضو بلجنة الموت في طهران عام 1988 متهم بعملية قتل منظم لـ 3.000 معتقل. وعندما أصبح رئيسا للقضاء ازدهرت الإعدامات والجلد، مع أن الكثير من المراقبين يتعاملون مع هذه الانتخابات كمسرحية تحضير رئيسي لمنصب المرشد الأعلى بعد وفاة المرشد الحالي، علي خامنئي.
وكان رئيسي في سن الـ28 عندما حدثت المجزرة ونائبا لمرتضى إشراقي، مدعي عام طهران، في لجنة الموت. وبناء على أوامر من المرشد المريض روح الله الخميني، وفي وقت كانت فيه الحرب العراقية – الإيرانية في هدنة غير مستقرة، قررت اللجنة قتل السجناء من جماعة مجاهدي خلق، بناء على تهمة أن أفراد الحركة ارتكبوا جرائم خيانة في نهاية الحرب. ومن لم يتخل عن دعمه لمجاهدي خلق كان مصيره الموت.
وقدم محامي حقوق الإنسان البريطاني جيفري روبرتسون صورة عن حجم المجزرة في تقرير من 130 صفحة، قال فيه: "علقوا من الرافعات أربعة في كل واحدة أو ستة مرة واحدة من حبال نصبت على مدخل المجلس"، وأخذ آخرون في الليل، وقتلوا على يد فرق الموت بإطلاق الرصاص عليهم.
وبعد الانتهاء من "مجاهدي خلق" استمرت الثورة بملاحقة أتباع حزب "تودة الشيوعي" و"التروتسكتيين". ولكن دور رئيسي كعضو في اللجنة ظل محلا للجدل، ففي محاضرة بأيار/ مايو 2018 أكد أنه كان موجودا في لقاء يوم 15 آب/ أغسطس 1988، عندما حث آية الله حسين منتظري اللجنة الكف عن الإعدامات، مؤكدا أنه "في تلك الفترة لم أكن رئيسا للمحكمة، وهو من يقوم بإصدار القرارات. أما المدعي العام فهو يمثل المتهمين".
اقرأ أيضا: رحلة تتويج رئيسي بحكم إيران.. ما علاقته بـ"لجنة الموت"؟
وفي ذلك اللقاء، قال منتظري: "أعتقد أنها جريمة عظيمة ارتكبت في الجمهورية الإسلامية منذ الثورة (1979)، وسيلعننا التاريخ.. وسيكتب التاريخ أسماءكم كمجرمين".
وتم نشر تسجيل صوتي للقاء على موقع يعود إلى منتظري تديره عائلته في 9 آب/ أغسطس 2016، لكن وزارة الاستخبارات حذفته منذ ذلك الوقت.
ولم يتم الحديث عن تواطؤ رئيسي في الإعدامات أثناء المناظرات التلفزيونية الثلاث، وربما لأن الأحداث هذه لا تهم الإيرانيين كثيرا؛ لاعتقاهم أن حركة مجاهدي خلق هي "إرهابية"، وهم مهتمون أكثر بأسعار البيوت والوظائف.
ويعود رئيسي إلى مدينة مشهد، مسقط رأس المرشد الحالي، والقريبة نسبيا من الحدود مع تركمنستان، وتوفي والده عندما كان صغيرا، وبحلول الثورة عام 1979 كان طالبا دينيا في مدينة قم. وتم اختياره سريعا، حيث أصبح المدعي العام لمدينة كراج خارج طهران، ثم انتقل في سن العشرين في العاصمة.
وتزوج رئيسي من ابنة علم الهدى، وهو شخصية مؤثرة أخرى من مشهد، وكان الهدى، المحافظ والذراع اليمنى طوال فترة الثمانينيات لعلي خامنئي، وكانت زوجته جميلة علم الهدى أستاذة جامعية ومتخصصة في موضوع المواطنة، وتأثر التعليم من الفقر الروحي.
ولم يصبح رئيسي الابن المفضل لخامنئي إلا في العقد الماضي. ففي آذار/ مارس 2016، عينه رئيسا لوقف "أستان قدس رضائي"، الذي يعد من أقدم وأغنى المؤسسات الدينية.
وفي عام 2017، منح فرصة لهزيمة حسن روحاني، وجعله رئيسا بولاية واحدة. ورغم حصوله على أكثر من 15 مليون صوت، إلا أن روحاني حصل على نسبة 57.1% من أصوات الناخبين. واستطاع رئيسي في تلك الانتخابات الحصول على دعم الطبقة العاملة في سبع محافظات شرق طهران وقريبة من مسقط رأسه.
اقرأ أيضا: كيف ينعكس وصول "رئيسي" لرئاسة إيران على الوضع بالعراق؟
وفي هذه الحملة، حيث حمته المؤسسة المحافظة، لم يقدم وعودا محددة حول كيفية إنشاء اقتصاد قوي، وأكد أهمية مكافحة الفساد، وبخاصة في القضاء، مع أن فترته كرئيس له لم تشهد إصلاحات رغم وعوده. وظل يؤكد طوال الحملة الانتخابية يكرر عبارة "لقد تذوقت الفقر ولم أسمع به فقط".
وظهرت ابنته ريحانة سادات رئيسي على التلفزيون، وأكدت أن والدها رجل طيب. وقابل مدراء صحف إصلاحية مدحت بعضها، ما أدى لاستقالات. وسيكون امتحانه الأول في كيفية التعامل مع الإنترنت شبه الحرة في إيران.