هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وقع أكثر من 1800 إسباني على عريضة تدعو سلطات بلادهم لتسوية وضع مهاجر سنغالي مسلم، لا يحمل وثائق، بعد أن قام للمرة الثانية بإنقاذ شخص غريب من الغرق.
وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية فقد كان محمد ضيوف بالخارج مع صديق له بعد ظهر الأحد الماضي عندما رأى رجلا بدا وكأنه يشعر بالدوار على أحد جسور المدينة.
وقال ضيوف لصحيفة الغارديان: "كان يحاول الإمساك بالقضبان الحديدية قبل أن يسقط في الماء، كنا بعيدين للغاية، رميت حقيبتي وذهبت راكضا لمساعدته".
وعندما وصل إلى الجسر، رأى الشاب محمد البالغ من العمر 27 عاما أن الرجل (72 عاما) قد سقط على وجهه في الماء. وقال: "لقد كان في وضع خطير حقا، لم أفكر، لقد قفزت بالنهر مباشرة".
— Daniel Mayakovski (@DaniMayakovski) June 20, 2021
وأظهر فيديو الإنقاذ ضيوف يكافح من أجل إبقاء رأس الرجل الفاقد للوعي فوق الماء، وسط التيارات القوية للنهر، وبعدها تلقى الدعم والمساعدة من المارة وفريق إنقاذ.
وقفز شخصان سنغاليان آخران وضابط شرطة في ثياب مدنية للمساعدة، وتمكنت المجموعة من سحب الرجل إلى بر الأمان على متن قارب بعد حوالي 20 دقيقة من وقوعه في الماء.
اقرأ أيضا: إندبندنت: أزمة المغرب وإسبانيا تهدد بأسوأ موجة هجرة لأوروبا
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي ينقذ فيها ضيوف شخصا من نهر نيرفيون في بلباو. وقال إنه قفز في سبتمبر الماضي إلى نفس النهر في الساعات الأولى من الصباح بعد أن رأى امرأة شابة سقطت فيه.
ونظرا لأن مقطع الفيديو الخاص بإنقاذه الأخير أثار عددا من المشاهدات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قارن العديد بين تصرفات المهاجرين والخطاب المناهض للهجرة الذي أطلقه اليمين المتطرف في البلاد، أطلقت مجموعة محلية عريضة عبر الإنترنت تطالب بتسوية وضع ضيوف.
وجاء في العريضة التي أطلقتها مجموعة "ولوف" للنساء المحبات للسنغال: "نريد أن يمنح محمد ضيوف الأوراق التي تسمح له بمواصلة حياته في بلدنا بشكل قانوني ومريح، دون خوف من الاعتقال والترحيل".
ويذكر أن السلطات الإسبانية قدمت العام الماضي، وتحت ضغط شعبي، الإقامة وتصريح عمل لمهاجر سنغالي قام بسحب شخص مقعد على كرسي متحرك من شقة محترقة من الطابق الثاني في مدينة دينيا الساحلية.
وقال ضيوف، الذي وصل إلى إسبانيا منذ أكثر من أربع سنوات بعد رحلة مروعة استغرقت 20 شهرا عبر موريتانيا والمغرب قبل أن يصل إلى الشواطئ الإسبانية في زورق، إنه تأثر بالعريضة.
وكان ضيوف قد تلقى دورات في عدة مهن على أمل العثور على وظيفة تسمح له بالتقدم بطلب للحصول على الإقامة الإسبانية، وقال: "إذا نجحت فهذا رائع، لكن ما فعلته جاء من قلبي، وليس لأي سبب آخر".