سياسة دولية

BBC: تصدر نظرية "مختبر ووهان" يخدم حظوظ ترامب السياسية

يبدو أن الفرضية المتعلقة بتسرب الفيروس من المختبر الصيني مسألة تحكمها الأهواء والعواطف في الولايات المتحدة وخارجها- جيتي
يبدو أن الفرضية المتعلقة بتسرب الفيروس من المختبر الصيني مسألة تحكمها الأهواء والعواطف في الولايات المتحدة وخارجها- جيتي

سلط تقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية الضوء على تصاعد الإيمان، في الولايات المتحدة، بنظرية أن فيروس كورونا المستجد نشأ في مختبر "ووهان" الصيني، ودور ذلك في إعادة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى الواجهة السياسية مجددا.

 

ولفت التقرير إلى أن الرئيس جو بايدن أمر، في أيار/ مايو الماضي، بإعادة إجراء تحقيق استخباراتي في منشأ الفيروس، وسط عودة الحديث في الأوساط السياسية والعلمية عن "مختبر ووهان"، الواقع في المدينة التي شكلت البؤرة الأولى للفيروس.

 

وتتهم الولايات المتحدة الصين بالتستر على بيانات بشأن الفيروس، ما تسبب بخروجه عن السيطرة، والتحول إلى جائحة عالمية، لكن الحديث عن كونه "منتجا مخبريا" كان مستبعدا ومثارا للسخرية بترامب وأنصاره، الذين اتهموا بتبني نظرية المؤامرة.

 

واليوم، يعود ذلك الحديث إلى الواجهة مجددا، ما يطرح العديد من علامات الاستفهام.

 

ولفت تقرير "بي بي سي" إلى أن ترامب يسعى الآن إلى استخدام هذا التحول في تفكير الجهات العلمية لتحفيز مؤيديه؛ إذ ظهر مبتهجا في تجمع حاشد لأنصاره في أوهايو مساء السبت، وقال إن ما يدور الحديث عنه الآن "أثبت أنه كان على حق".


وتحدث عن اعتقاده بأن فيروس كورونا تمت هندسته بشكل علمي في مختبر بمدينة ووهان الصينية.

 

وقال لمؤيديه الذين اجتمعوا في جنوب غربي كليفلاند، وهم يرتدون قبعات حمراء: "اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى... كنت قد قلت إن الفيروس من صنع المختبرات".

 

وتابع قائلا: "عندما قلت ذلك، جُنّ جنون الناس، لكن ليس بعد الآن. الآن يقولون إنه من المرجح أن يكون الفيروس قد خرج من مختبر في ووهان".

 

وهتف الحشد تأكيدا على موافقتهم له.

 

وحتى قبل أشهر قليلة، كان بعض العلماء الأمريكيين وبعض وسائل الإعلام يتعاملون مع نظرية تسرب الفيروس من المختبر بالكثير من الرفض والتحفظ.

 

اضافة اعلان كورونا
لا يزال أصل الفيروس غير معروف، ولا تزال نظرية تسربه من المختبر مجرد فكرة وفرضية لم يتم إثباتها بعد.

 

ومع ذلك، أصبحت هذه النظرية بالنسبة لكثيرين أقرب للواقع، ويرجع ذلك جزئيا إلى عدم ظهور أي دليل يدعم النظريات البديلة الأخرى.

 

وقد بدأ تداول نظرية تسرب الفيروس من المختبر في وسائل الإعلام الأمريكية في أيار/ مايو، عندما ورد في تقرير استخباراتي أمريكي سري، أن ثلاثة باحثين في مختبر ووهان تلقوا العلاج في المستشفى في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، قبل أن يبدأ الفيروس في التفشي في المدينة.


وسافر أعضاء فريق منظمة الصحة العالمية إلى ووهان في وقت سابق من هذا العام، وبعد ذلك بدأ العلماء في الحديث عن احتمال أن يكون الفيروس قد خرج من المختبر.

 

لكن ترامب يبالغ عندما يقول إنه ثبت أنه على صواب، بحسب "بي بي سي".

 

وقال كبير مستشاري الرئيس الطبيين في حملة مواجهة فيروس كورونا، أنتوني فاوتشي، ل "بي بي سي"، إنه يعتقد أنه "من المرجح أن يكون هذا حدثا طبيعيا دون تدخل المختبرات، لكننا سنظل منفتحين على ذلك إلى حين فصل علاقة ذلك تماما بالأمر".


لكن معظم العلماء يعتقدون أن هذا كان حدثا طبيعيا.

 

اقرأ أيضا: مختبر "ووهان" الصيني للفيروسات بدائرة الاتهام الأمريكي مجددا


ونفى أولئك الذين يعملون في مختبر ووهان في الصين حدوث أي تسرب من المنشآت، كما أعرب المسؤولون الصينيون عن غضبهم من الاتهامات الموجهة إليهم، وقالوا: "لا أحد يعرف من أين جاء الفيروس".


ويبدو أن الفرضية المتعلقة بتسرب الفيروس من المختبر الصيني مسألة تحكمها الأهواء والعواطف في الولايات المتحدة وخارجها، بحسب التقرير.


وتم بث القصص حول نظرية تسرب الفيروس من المختبر بانتظام في وسائل الإعلام المحافظة. ونتيجة لذلك، كان الجمهوريون على الأرجح أكثر دراية بالنظرية من الديمقراطيين.

 

ووفقا لاستطلاع "مورنينغ كونسولت"، قال حوالي 46 بالمئة من الجمهوريين إنهم سمعوا كثيرا عن النظرية مقارنة بالديمقراطيين الذين كانت نسبتهم أقل من الربع.


واستفاد ترامب من تقييمه المبكر للفيروس من الناحية السياسية، كما أوضح ديفيد كوهين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة أكرون: "إنه يريد أن يقول: انظروا، لقد كنت محقا بشأن تسرب الفيروس من المختبر، ولم يستمع الناس إليّ، لكنه اتضح أن ما قلته كان صحيحا".

 

ومن غير المرجح، وفق التقرير، أن يقنع ترامب العديد من منتقديه بأنه مصدر موثوق به، في الوقت الذي أخطأ كثيرا بشأن الفيروس، حيث قدم عددا كبيرا من الادعاءات الكاذبة التي وُثقت جميعها من قبل الصحفيين.


ولا يزال ترامب لا يحظى بشعبية كبيرة في أجزاء كثيرة من الولايات المتحدة، ومع ذلك، يستخدم الجدل حول أصل الفيروس، ليُظهر لمؤيديه الذين يحبونه ويتبنون أفكاره أنه انتصر على أولئك الذين هاجموه ذات مرة.

التعليقات (0)