أخبار ثقافية

فرهادي الفائز بجائزة مهرجان "كان" بثير الجدل بين الإيرانيين

فرهادي سبق أن حصل على الأوسكار- جيتي
فرهادي سبق أن حصل على الأوسكار- جيتي

أثارت التعليقات التي أدلى بها المخرج الإيراني أصغر فرهادي، في مقابلة مع مجلة فارايتي (Variety) وفي المؤتمر الصحفي الرسمي لفيلمه لمهرجان "كان" السينمائي، ردود فعل وجدل بين الإيرانيين على وسائل التواصل الاجتماعي.

ففي مقابلته التي نُشرت في 13 تموز/ يوليو في مجلة "فارايتي"، سُئل فرهادي عن مشهد "في فيلم (البائع المتجول- The Salesman) حيث نشر أحد الممثلين مقطع فيديو على تويتر "لشرطة الأخلاق في ثياب مدنية في إيران تهين وتهاجم امرأة في الشارع لعدم لبسها الحجاب".

ووفقا لفارايتي، فقد أجاب فرهادي بأن "هذا له علاقة بحقيقة أن إيران بلد قمعي، لا تتمتع فيه بحرية التحدث والتحدث عما تعتقد".

وأثار نشر المقابلة في وسائل الإعلام المحلية جدلاً. وقد نقلت وكالة مهر للأنباء عن فرهادي قوله: "إيران دولة قمعية لا تتمتع فيها بحرية الكلام والتعبير عن أفكارك". ومع ذلك، فقد ذكر أصغر فرهادي أن هذا الجزء من خطابه قد تمت ترجمته بشكل خاطئ إلى اللغة الإنجليزية من مجلة فارايتي.

 

اقرأ أيضا: بعد غياب.. عودة أصغر فرهادي لمهرجان "كان"

في المؤتمر الصحفي أوضح فرهادي أنه في مقابلة مجلة فارايتي، استخدم الكلمات الفارسية "fazay-e basteh"، والتي تعني "المكان الضيق"، والتي تمت ترجمتها بشكل خاطئ على أنها "قمعية".

وقال فرهادي: "مع كل الاحترام لفارايتي، فيجب أن أشير إلى أن هذا انطباع المراسل الذي ترجم تعليقي. كنا نتحدث عن قضية قد لا تكون موجودة في أوروبا، لكنها موجودة في إيران. يعتقد بعض الناس في البلدان الأخرى أن وسائل التواصل الاجتماعي غير موجودة في إيران. لهذا السبب فقد فوجئ المحاور بمعرفة أن الناس لديهم إمكانية الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي في إيران".

وأضاف فرهادي: "قلت: بالطبع هناك، مع ملاحظة أنه قد يكون أكثر حيوية مما هو عليه في الغرب. سئلت لماذا؟ شرحت أنه بسبب وجود قيود على التعبير عن الآراء، يستخدم الناس وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن أنفسهم. في بلد يمكن للناس فيه التعبير عن أنفسهم بحرية، تقل الحاجة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي".

أما بخصوص طرق تعامله مع قضايا المجتمع الإيراني؛ فقال فرهادي إن "هناك طريقتين للتعامل مع هذه الموضوعات: إما أن يوجه المرء نقدا مباشرا، أو أن يحلل المجتمع وينتقده من خلال قصة".

 

وأضاف: "بالنسبة إلى البعض، انتقاد المجتمع لا يعني انتقاد النظام. لكن كل شيء مترابط".

وعندما سُئل عما إذا كان يشعر بواجبه كفنان في معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية في إيران، قال فرهادي: "أعتقد أن فيلمي "المدينة الجميلة" عام 2004 كان أول فيلم يتناول إعدام أطفال تقل أعمارهم عن 18 عامًا. ما زلنا نشاهد هذا الفيلم ونتساءل، ما الذي جعل شابًا يبلغ من العمر 14 عامًا يرتكب جريمة قتل؟ إذا لم أكن قد صنعت هذا الفيلم وأدليت ببيان في ذلك الوقت، فمن المحتمل ألا يكون بيانًا جيدًا. لأن كتابة البيان وكتابة المقالات ليست طريقتي للتعبير عن نفسي، يمكنني لفت الانتباه إلى القضية ورفع مستوى الوعي من خلال سرد قصة. أعتقد أن هذا نهج أكثر فعالية".

وعن رأيه في مشاركة بعض الممثلين في فيلمه "بطل" في إنتاجات وزارة المخابرات الإيرانية و"فيلق الحرس الثوري الإسلامي"، قال فرهادي: "أرى الممثلين كممثلين. الممثل يبذل قصارى جهده للعب دور في الفيلم. لم أشاهد الأفلام التي ذكرتها. عندما أصنع فيلمًا، أبحث عن ممثل سيكون الأفضل في العالم لأداء هذا الدور".

 

وأضاف: "أنا لا أنظر إلى جواز سفر الشخص أو ما هي نظرته في الحياة. هم أيضًا أحرار في عيش حياتهم والحصول على آرائهم خارج عملهم معي".

وأثارت تغريدة في الرد على فرهادي للمخرج الشهير محمد رسولوف، الذي صادرت الحكومة الإيرانية جواز سفره عام 2017، والممنوع من مغادرة إيران الاستحسان من قبل صفوف المعارضة الإيرانية.

"إذا كانت هويتنا المهنية ستدمر حساسيتنا البشرية الحيوية، فعندئذ نصبح أشياء [غير حية]. عزيزي أصغر فرهادي، وفقًا لمنطقك، كان أدولف أيخمان مجرد جندي كان يحاول فقط أداء وظيفته بشكل جيد".

 

 


مصطلح "تفاهة الشر"، الذي استخدمه رسولوف في تغريدته، صاغته حنه أرندت (1906-1975)، وهي منظِّرة سياسية ألمانية-أمريكية، في سلسلة من المقالات التي كتبتها لمجلة "نيويوركر" في عام 1963 بشأن محاكمة زعيم القوات الخاصة الألمانية النازية أدولف أيخمان في إسرائيل. تم نشر المقالات لاحقا في كتاب بعنوان "أيخمان في القدس: تقرير عن تفاهة الشر".

ويُتهم فرهادي من قبل المعارضة الإيرانية بأنه يحاول أن يمسك العصى من الوسط في طريقة تعامله مع الحكومة الإيرانية التي تمارس رقابة شديدة على المبدعين، مثلما حصل مع المخرج عباس كيارستمي ومحمد رسولوف الذين تم منعهم من العمل والسفر خارج البلاد.

يذكر أن المخرج أصغر فرهادي قد فاز بجائزة التميز الكبرى خلال دورة هذا العام في مهرجان "كان" السينمائي عن فيلمه "البطل" الذي يحكي قصة سجين يواجه مأزقا أخلاقيا.

 

يروي الفيلم قصة "رحيم" التي يجسدها الممثل أمير جديدي المسجون بسبب عجزه عن تسديد ديونه. تعثر حبيبته على حقيبة مملوءة بالعملات الذهبية وتقنعه بسداد دينه منها. تغويه الفكرة في أول الأمر، ثم يستفيق ضميره، وبدلا من أن يستخدمها في سداد دينه، يقرر البحث عن صاحب العملات وإعادة الحقيبة له.

 

وتنوعت ردود الفعل بين مؤيد لكلامه ومعارض له.

 

 

 

 

 

 

التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم