قضايا وآراء

إيمان البحر درويش.. عاشق مصر

هشام عبد الحميد
1300x600
1300x600
لم تجمعني بالفنان البديع إيمان البحر درويش بطول مشواري الفني إلا مناسبة أو مناسبتين على الأكثر. لاحظت في إيمان جدعنته وأدبه، أيضا خفة دمه وحبه الشديد لمصرنا الحبيبة. لهذا لم أتعجب من ڤيديو إيمان؛ بالرغم من مآخذي على الأسلوب. هذا أمر شخصي يعود لقناعتي الخاصة، لكن ما يدهشني حقاً ليس إيمان وانفلاته، إن جاز لنا هذا التعبير أو كما يَعّن للبعض أن يطلق عليه.

ما يدهشني حقاً هو أن البيانات التي أصدرتها النقابات الفنية، وهي بيانات تحمل استنكاراً واعتذاراً عما فعل. ما أدهشني أكثر وأكثر؛ أن تلك البيانات صدرت باسم جموع الفنانين. وإن لم تكن في الواقع كانت قد وقِّعت باسم كل فنان على حدة. حتى يتسنى أن نعرف الأسماء الموقعة بعينها؛ ضد ما فعله إيمان.

لاذت الحكومة بالصمت؛ بالرغم مما أشيع من أن هذه البيانات هي مقدمة منطقية من الإعلام والنقابات الفنية تمهيداً لاعتقاله. لم يحدث شيء من هذا، لكن أُطلقت عليه حملةً شعواء تشكك في قواه العقلية والنفسية، نتاج جلطة الدماغ التي تعرض لها. كما اتُّهم أيضا بأنه يحاول أن يفعل أي تصرف للفت الأنظار إليه؛ بعد أن خبت عنه الأضواء.

كل هذه الضجة فقط لأن فناناً عمل ڤيديو عبر فيه عن رأيه، سواءً تختلف أو تتفق مع أسلوبه.

ألم نر فنانين أمريكيين وهم يسجلون اعتراضهم على سياسة الحكومة الأمريكية؟ أو حتى اعتراضات على الرئيس؟

ألم يظهر الممثل النجم روبرت دي نيرو في أكثر من ڤيديو مهاجماً الرئيس دونالد ترامب؟

الم تظهر ميريل ستريب في أكثر من احتفالية مهاجمة الرئيس دونالد ترامب؟

بل وأكثر من هذا.. ألم يعترض النجم شون بين على تدخل بلاده بالشأن العراقي وندد بالتدخل العسكري الأمريكي في العراق؟

ألم يرفض النجم مارلون براندو استلام جائزة الأوسكار عن دوره الأيقوني في فيلم الأب الروحي اعتراضا وتضامنا مع الهنود الحمر، السكان الأصليين للبلاد؟

ألم يشترك في مظاهرات سلمية دعماً لحقوق للسود، مع مارتن لوثر كينج وحركته ضد عنصرية الحكومة البيضاء الأمريكية في ستينيات القرن الماضي؟

في أي من كل هذه الحالات لم نسمع ولم نقرأ بيانات نقابات فنية تندد لمواقف هؤلاء الفنانين المتجاوزين أو الملتزمين. نحن بحاجة لأن نُعيد النظر بمسلمات كثيرة ما زالت تتحكم في مصير الأفراد والجموع أيضاً. فما معنى الحرية إذاً؟..

محبتي.
التعليقات (0)