هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلنت حركة
طالبان الثلاثاء "عفوا عاما" عن كل موظفي الدولة داعية إياهم إلى معاودة
العمل بعد يومين من دخولها العاصمة الأفغانية كابول، وسيطرتها على كافة المرافق
والمؤسسات.
وأوضحت الحركة
في بيان: "صدر عفو عام عن الجميع، لذا فإنه يمكنكم معاودة حياتكم الطبيعية بثقة
تامة".
المحلل والباحث في
شؤون الجماعات الإسلامية، مروان شحادة، قال إن حركة طالبان استفادت من التجارب
السابقة، خاصة بعد خسارتها الحكم عام 2002، والتطمينات التي تطلقها للمجتمع
الافغاني بكل مكوناته العرقية والمذهبية والجندرية ومؤسسات المجتمع المدني
والبعثات الدبلوماسية، تحاول ايصال رسالة أنها تتصرف كدولة تتعامل معهم على اساس
المواطنة وستكون عادلة معهم.
وأوضح شحادة
لـ"عربي21" أن طالبان انتقلت في 2001 من الدولة للثورة، والان تعود إلى
الدولة مرة أخرى وتأسيس العمل الشوري وفق الاسس العادلة وما تقوم به من اجراءات،
ورسائل تطمين حتى يسير الحكم بسلاسلة، والجيش الافغاني الذي لم يطلق طلقة بالمجمل
مؤخرا واضح أنه لا يريد القتال داخليا، ورأوا أن الكفة لصالح طالبان وخطوة إصدار
العفو وتكراره اليوم حتى تؤكد على مصداقية التعامل مع المجتمع الافغاني بمجمله ويعزز
من الهدوء الداخلي.
ولفت إلى الكثير من الجهود المتواصلة قبل
السيطرة على البلاد وكان هناك لقاءات مع شيوخ العشائر الافغانية والعرقيات
والمذاهب المختلفة وهي تتصرف من الانتقال من التنظيم والجماعة إلى جهة مسؤولة عن
البلاد ومن اهم التحديات الان توفير الرواتب والمتطلبات المعيشية وكان هناك حملة
على اللصوص والعصابات الذين ينهبون المحال التجارية
وشدد شحاده على أنه لا وجود لقوى سياسية
فاعلة في الوقت الراهن، قادرة على مواجهتهم، وكانت طالبان طلبت من الجميع تسليم
السلاح لضبط الامور، ومعظم الفصائل التي كانت مسلحة ضعفت خلال العشرين عاما، وكثير
منها تلاشى، لذلك كان من المهم إصدار عفو لتهدئة الجميع.
وأكد أنه في حال لم تتدخل اطراف ودول جوار،
وفي حال استمرت طالبان في تطمين الافغان، فخلال أشهر سيكون الوضع الداخلي أفضل.
استئناف الإجلاء بمطار كابول
إلى ذلك أعلن
البنتاغون أنّ حركة الملاحة استؤنفت في مطار كابول فجر الثلاثاء بالتوقيت المحلّي
بعدما اضطرت القوات الأمريكية لوقفها منذ عصر الاثنين، بسبب حالة الفوضى التي نجمت
عن اكتظاظ مدرّجاته بآلاف الأفغان الذين يحاولون الفرار من بلدهم بعد سقوطه في
أيدي حركة طالبان.
وقال الميجور
جنرال هانك تايلور المسؤول في هيئة الأركان المشتركة في البنتاغون إنّ المطار أعيد
فتحه.
وأضاف أن حركة
الملاحة استؤنفت بهبوط طائرة نقل عسكرية من طراز سي-17 وعلى متنها عناصر من مشاة البحرية
الأمريكية، مشيراً إلى أن طائرة ثانية مماثلة على متنها وحدة من الجيش الأمريكي
ستليها، في تعزيزات هدفها ضمان أمن المطار.
وأوضح الجنرال الأمريكي
أن الولايات المتحدة "مسؤولة عن مراقبة الحركة الجوية" في مطار حامد
كرزاي الدولي، مشيراً إلى أنّها تتولّى تنظيم حركة الملاحة للرحلات العسكرية
والتجارية على حدّ سواء.
وأضاف أنّ هناك
حالياً حوالي 2500 جندي أمريكي في كابول يساعدون في تنظيم إجلاء آلاف الأمريكيين
والأفغان الذين عملوا معهم مترجمين وفي وظائف أخرى.
وقال:
"تركيزنا الآن هو الحفاظ على الأمن في مطار حامد كرزاي الدولي وتنظيم حركة
الملاحة وفي الوقت نفسه حماية الأمريكيين والمدنيين الأفغان".
بدوره قال مسؤول
أمني غربي في مطار كابول، إن الرحلات الجوية العسكرية لإجلاء الدبلوماسيين
والمدنيين من أفغانستان بدأت في الإقلاع صباح اليوم الثلاثاء.
وأضاف المسؤول
أن مدرج المطار، الذي كان يعج بالآلاف من المستميتين على الهرب من العاصمة، بات
خاليا من الحشود.
وأوقفت القوات
الأمريكية، التي تتولى المسؤولية عن المطار، رحلات الإجلاء بسبب الفوضى العارمة
التي أصابت المكان.
من جانبها، قالت وزارة
الخارجية الأمريكية في بيان إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن تحدث مع نظيره
الباكستاني شاه محمود قرشي اليوم الاثنين حول الوضع في أفغانستان.
وأضافت الوزارة أن بلينكن أجرى اتصالا هاتفيا اليوم مع وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام
جايشانكار أيضا بشأن أفغانستان.
بدوره قال متحدث
باسم وزارة الخارجية الهندية في نيودلهي اليوم الثلاثاء، إن مسؤولين في السفارة
الهندية بالعاصمة الأفغانية كابول، بينهم السفير يتم إجلاؤهم من المدينة.
وقال المتحدث
أريندام باجتشي على "تويتر": "في ضوء الظروف السائدة، اتُخذ قرار بنقل سفيرنا في
كابول وموظفيه الهنود إلى الهند على الفور".
بوش حزين
وعلى صعيد ردود
الفعل الداخلية الأمريكية، قال الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، إنه والسيدة
الأولى السابقة لورا بوش يشعران "بحزن عميق" بشأن تطور الأحداث في
أفغانستان.
وقال بوش الابن
في بيان: "نشاهد أنا ولورا تطور الأحداث المأساوية في أفغانستان بحزن عميق.
قلوبنا مع الشعب الأفغاني الذي عانى الكثير ومع الأمريكيين والشركاء من حلف شمال
الأطلسي الذين ضحوا بالكثير".