هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أجرى رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الأحد، زيارة خاطفة إلى دولة الكويت، التقى خلالها الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها، وتعزيز التعاون المشترك، في مجالات الاقتصاد، والاستثمار، والصناعة، والتجارة.
لكن ما أثار التساؤل هو توقيت الزيارة كونها جاءت قبل أسبوع واحد من عقد مؤتمر "جوار العراق" في بغداد، والذي دعيت دولة الكويت لحضوره، فما الذي استدعى الكاظمي إلى إجراء زيارة خاصة إلى الكويت دون غيرها قبل انعقاد المؤتمر؟
محللون أعربوا عن استغرابهم في حديثهم لـ"عربي21" من توقيت الزيارة والملفات التي جرى بحثها، والتي من الممكن أن تناقش على هامش قمة "الجوار العراقي" نهاية شهر آب/ أغسطس الجاري.
رسالة الكاظمي
من جهته، رأى السياسي العراقي المعارض، أحمد الأبيض، في حديث لـ"عربي21" أن "الزيارة تعطي انطباعا بأن المؤتمر المزمع عقده في بغداد قد لا يحصل فيه تمثيل عالي المستوى، فالمؤتمر هو مكسب للحكومة تسعى إلى تحقيقه".
وأضاف الأبيض أن "مؤتمر الجوار العراقي، هو أيضا محاولة فك الخناق عن إيران، حيث يحاول الكاظمي استثمار قدرات العراق لفك الحصار عن النظام الإيراني وتجميل صورة رئيسه الجديد، إبراهيم رئيسي، كونه متهما بارتكاب جرائم قتل بحق الإيرانيين".
وأعرب عن اعتقاده بأن "دوافع الزيارة إلى الكويت تقف وراءها صفقات تجارية تتعلق بميناء مبارك (الكويتي) رتبتها الأطراف القريبة من الكاظمي، بعيدا عن موضوع مؤتمر دول الجوار، فعلى الكويت أن تبتعد عن ذلك، وأن لا تخوض مع الفاسدين في العراق".
وتابع: "وقد يكون الكاظمي أيضا، حمل رسالة باليد إلى الكويت أرادت دول مشاركة في المؤتمر إيصالها، تتعلق بحضور رئيس النظام السوري، لأن الساسة في بغداد لا يتحركون إلا وفق المصالح الشخصية".
وأشار الأبيض إلى أن "الزيارة محاولة لإقناع الكويت بإرسال وفد رفيع لحضور مؤتمر الجوار في بغداد، حتى يأتي غيرهم من قادة دول الخليج، لأن الكاظمي استشعر أن خطوته (المؤتمر) غير جادة وليست في توقيتها الصحيح، كون العراق منشغلا في مشاكله، فهو غير قادر على حل مشاكله الداخلية، ولا يستطيع حاليا لعب دور مركزي".
اقرأ أيضا: اتفاق عراقي كويتي على تشكيل لجنة عليا لحل الملفات العالقة
زيارة مجاملة
وعلى الصعيد ذاته، قال السياسي والبرلماني العراقي السابق، وائل عبد اللطيف، في حديث لـ"عربي21" إن "الزيارة سببها دخول رئيس النظام السوري بشار الأسد على خط مؤتمر الجوار، فقد قدم له دعوة رئيس الحشد الشعبي فالح الفياض، وبعدها أغلب الدول المدعوة قالت إنها لن تأتي إذا حضر الأسد".
وأوضح عبد اللطيف أن "الكاظمي أراد من خلال الزيارة الخاطفة إعطاء رسالة إلى دول الجوار الإقليمي، تطمئنهم بخصوص موضوع حضور رئيس النظام السوري، فربما هي زيارة مجاملة حتى يحضر أمير دولة الكويت".
ورأى السياسي العراقي أن "أغلب المؤتمرات السريعة، لا تحضرها الرؤوس، وتبعث مكانها ممثلا عنها سواء وزير الخارجية أو من يمثل رأس الدولة، لذلك فأنا أعتقد أن الزيارة بحثت حضور أمير الكويت شخصيا إلى بغداد".
أما موضوع الاستثمار والاقتصاد، فقد بيّن عبد اللطيف أنه "لا يكتمل بزيارة ليوم واحد، فضلا عن أنه إذا أراد البحث بمثل هذه الملفات فسيأخذ معه وفدا متكاملا يضم وزيري المالية والتخطيط وهيئة مستشارين ورئيس هيئة الاستثمار، وهؤلاء مشاوراتهم تأخذ وقتا، لذلك فإن الزيارة كانت لأهداف سياسية تتعلق بمؤتمر الجوار العراقي".
خارطة طريق
بدوره، أكد رئيس الحكومة العراقية في تصريحات لصحيفة "الرأي" الكويتية، الأحد، أن التباحث مع القيادة السياسية في الكويت في هذه الظروف ضروري جدا لرسم خريطة طريق إقليمية تحدد بوضوح المتغيرات في المنطقة وسبل التعامل معها.
وفي بيان لمكتبه، قال الكاظمي إن الحكومة العراقية تعمل من أجل تحوّل العراق، إلى نقطة التقاء وحوار وتبادل لوجهات النظر بين الأطراف المختلفة، وتكثف الجهود من أجل تعزيز التعاون الدولي لدعم العراق، وتعزيز العلاقات مع دول الجوار.
وبيّن الكاظمي أن بغداد تستضيف نهاية الشهر الجاري، قادة دول الجوار العراقي والإقليمي، معربا عن رغبة العراق بمشاركة دولة الكويت على أعلى المستويات.
من جهته، رحّب أمير دولة الكويت، نواف الأحمد الجابر الصباح، بالكاظمي والوفد المرافق له في الكويت، معربا عن تمنياته بتعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين.
وأكد الصباح أن الكويت ستظل مساندة للعراق وحكومته في مواجهة الكثير من التحديات، والمشاركة في تذليل العقبات؛ من أجل تعزيز أفضل العلاقات، وبما يضمن مصالح شعبي البلدين.
وترأّس رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ونظيره الكويتي صباح خالد الحمد الصباح، الأحد، المباحثات الموسعة بين الوفدين العراقي والكويتي.
وبحث الاجتماع مجمل الملفات لتعزيز التعاون بين البلدين، في قطاعات الاقتصاد، والصحة، والتجارة، والاستثمار، والطاقة، والنقل، وغيرها، حسبما أفاد به بيان صادر عن مكتب الكاظمي.