نبه أكاديمي
إسرائيلي
بارز، إلى أن الشعب
الفلسطيني لم يسلم بتواصل
الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة،
لذا فإن المواجهة ستستمر وفق قوله، مشيرا إلى أن أوهام السلام، عليها أن تخلي
مكانها لهذه الحقيقة.
وقال الأكاديمي
الإسرائيلي حاييم مسغاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف": "العرب لم
يسلموا أبدا بالاستيطان اليهودي (في أرض فلسطين المحتلة)، قاتلوه منذ بدايته، ومن
ناحيتهم لن ينتهي الصراع أبدا".
ولفت إلى أن موشيه دايان
فهم هذا منذ زمن، بعد مقتل المستوطن "روعي روتنبرغ"، عضو كيبوتس
"ناحل عوز" الذي يقع شرق مدينة غزة، عندما اجتاز الفلسطينيون السلك
وقتلوه عام 1956، وحذر دايان الذي كان في حينه رئيس أركان جيش الاحتلال من ذلك
بقوله: "مجموعة الفتيان (مستوطنين) التي تقيم في مستوطنة ناحل عوز تحمل على
كتفيها بوابات غزة الثقيلة".
ورغم السنوات الطويلة
التي تفصل بين مقتل المستوطن "روتنبرغ" وقتل فلسطيني بالرصاص لقناص
إسرائيلي يدعى "برئيل شموئيلي" قبل فترة قصيرة، كان يتمركز خلف الجدار
الفاصل شرقي مدينة غزة، إلا أن مسغاف رأى أن "الواقع هو ذاته".
ونوه إلى أن أقوال
دايان "واضحة؛ حرب دائمة تنتظر الدولة اليهودية، وسيكون ضحايا في هذه الحرب،
لأن بوابات غزة أثقل من كتفيه (روتنبرغ)
وتغلبت عليه".
وأكد الكاتب
والأكاديمي الإسرائيلي، أن "العرب يريدون القضاء على الاستيطان، في الضفة
الغربية وفي اللد والرملة وكذا في بئر السبع وفي عكا وصفد"، مضيفا أن
"النزاع يشتعل طوال السنين بين الحين والآخر في أماكن مختلفة، ولا يوجد ما
يمكن أن ينهيه"، منوها إلى أن "العرب رفضوا كل مساومة فرضت عليهم".
وذكر أنه "بعد
حرب 1967، ارتفعت مرة أخرى قوة أولئك الذين يعتقدون بأننا فقط إذا ما أعدنا للعرب
ما احتل في أثناء هذه الحرب، فإن كل شيء سيستقر في مكانه بسلام"، مضيفا أن
"هذه الأوهام يجب أن تزال عن الطاولة مرة واحدة وإلى الأبد".
وقدر أن "أبعد
الامتيازات الاقتصادية شوطا، لن تحرك العرب عن مواقفهم الأساسية (رفض ومقاومة
الاستيطان والتطبيع)"، لافتا إلى أن "حق العودة الذي يتحدث عنه العرب، لا
يقصدون به نابلس أو أريحا أو رام الله، بل يقصد به المدن الإسرائيلية مثل تل أبيب
وغيرها (فلسطين المحتلة عام 1948)".
وفي نهاية مقاله قال
مسغاف: "لا أدري إلى أين ستقودنا المواجهة التالية مع العرب، هي ستبدأ على ما
يبدو على مسافة غير بعيدة عن المكان الذي قتل فيه "روتنبرغ"، ولكن
امتدادها لا بد أنه سيتدحرج نحو أماكن أخرى في حدود الخط الأخضر، ومن المهم أن نعرف كيف نستعد، وأوهام السلام يجب أن تخلي مكانها لواقعية واعية".