هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا حاكم ولاية هلمند الأفغانية طالب مولوي، الغرب والناتو إلى الاعتراف بحكومة طالبان في أفغانستان، ثم العودة إلى هذا البلد ولكن بالمال وليس بالبنادق، في إشارة إلى طلب المساعدات.
وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية، قال طالب: "لقد واجهنا بعضنا البعض في المعركة، ولم نتعرف على بعضنا البعض في أوقات عادية"، وأضاف: "الآن يمكنكم أن تكسبوا قلوبنا وتجعلونا سعداء إذا اعترفتم بهذه الحكومة (حكومة طالبان)".
وتحت عنوان "رسالة حاكم هلمند من طالبان إلى الغرب: عودوا بالمال وليس بالسلاح"، كتبت مراسلة الصحيفة إيما غراهام-هاريسون: "يرحب حاكم طالبان الجديد في هلمند، الذي قضى سنوات كقائد يقاتل البريطانيين في سانجين، بالزائرين ببندقية هجومية موضوعة على مكتبه. وهو مع ذلك يصر على أن وقت القتال قد انتهى".
وتلخص المراسلة رسالة مولوي "للبريطانيين وبقية دول الناتو"، في "الاعتراف بطالبان كقادة شرعيين لأفغانستان، ثم العودة، ولكن بالمال وليس بالبنادق".
وتشير المراسلة إلى أن غالبية الجنود البريطانيين الذين قتلوا في أفغانستان، والذين يبلغ عددهم 457 جنديا، قتلوا في هذه الولاية في مواجهة طالبان.
وتشير الصحيفة إلى أن هلمند، مثل باقي أجزاء أفغانستان، على شفا انهيار اقتصادي. ومثل مسؤولي طالبان في جميع أنحاء أفغانستان، يدعو حاكم الولاية الحكومات الأجنبية للمساعدة.
وتنقل الصحيفة عن مولوي قوله: "كل تلك الدول الأجنبية غزت وقتلت نساءنا وأطفالنا وشيوخنا، ودمرت كل شيء".
وأضاف: "الآن يجب على المجتمع الدولي تقديم المساعدات الإنسانية إلينا، والتركيز على تطوير التعليم والأعمال والتجارة"، مشيرا إلى أن "المجتمع الدولي يساعد البلدان التي تحظى بدعم مدنييها. لقد جلبنا الأمن، ونحظى بالدعم من شعبنا، لذلك فإن عليهم أن يساعدونا ويعترفوا بحكومتنا"، وفق قوله.
وبحسب الصحيفة، فإن "النداء غير العادي من رجل كان في السابق العدو اللدود للقوات البريطانية في الولاية" يشير "إلى مدى التحول في المشهد منذ انسحاب الجنود الأجانب، والآن تواجه المجموعة مهمة قيادة الدولة التي مزقتها الحرب".
وتقول الصحيفة: "لم يتم دفع رواتب موظفي الحكومة منذ عدة أسابيع.. كثير من الأشخاص الذين عملوا في المنظمات غير الحكومية الأجنبية هربوا أو توقفت مشاريعهم، والمطاعم نصف فارغة، والعمل في المتاجر بطيء"، بحسب وصف المراسلة.
ويرى مولوي أنه يمكن للناس الآن إعادة البناء بسلام، وسيتمكنون من كسب لقمة العيش، مضيفا أنه "كان هناك 20 عاما من القتال، لذا سوف يستغرق الأمر بعض الوقت للعودة إلى الوضع الطبيعي".
و"أحد الأسئلة الكبيرة المعلقة على آفاق المساعدات الخارجية هو ما إذا كانت المرأة ستتمكن من العمل والدراسة"، كما تقول الصحيفة.
وقد "صدرت أوامر للمدارس الابتدائية في جميع أنحاء البلاد بإعادة فتح أبوابها. ويبدو أن لشكرغاه (عاصمة ولاية هلمند) ليست استثناء. كانت الفتيات على مقاعدهن في إحدى المدارس خلال زيارة غير معلنة للغارديان"، وفق المراسلة.
كما أن المدارس الثانوية ستعيد افتتاح أبوابها أمام النساء، "مع الفصل بين الجنسين ومع قواعد مشددة للباس، حيث إن عليهن ارتداء البرقع"، لكن ليس معروفا ما إذا كانت الفتيات سيتمكنّ من العودة إلى الدراسة في الثانوية، أو أنه سيسمح للنساء بالعودة للعمل في غير قطاعي التعليم والصحة. وهي مسألة يقول مولوي إنها ما زالت قيد البحث من قبل الحكومة المركزية في كابول.