صحافة دولية

لماذا غابت أزمات الشرق الأوسط عن أجندة الاجتماع الأممي؟

في أول خطاب له أمام الجمعية العامة لم يذكر بايدن العالم العربي- جيتي
في أول خطاب له أمام الجمعية العامة لم يذكر بايدن العالم العربي- جيتي

نشرت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" تقريرا قالت فيه إن الشرق الأوسط في حالة يرثى لها ولكن العالم تجاوزه في الوقت الحالي. ولم يمض وقت طويل عندما كانت النزاعات والحروب والانتفاضات فيه على رأس اهتمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. 


ولأن النزاعات في حالة جمود فقد طغت على خطابات الجمعية العامة بنيويورك هذا العام موضوعات أخرى أصبحت محلا للتركيز، من وباء كورونا المستمر إلى التغيرات المناخية والنزاع في منطقة تيغراي بإثيوبيا وسيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان.


ولكن النزاعات في المنطقة تدهورت بشكل كبير خلال العامين الماضيين وأصبحت دول مثل العراق وليبيا وسوريا ولبنان واليمن على حافة الإنفجار بأوضاع اقتصادية ومعدلات عالية من الفقر تهدد بكارثة إنسانية تهدد بإدخال منطقة الشرق الأوسط إلى اضطرابات أكبر. 


ويقول جوليان بارنز ديسي، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن "أزمات عالمية على المنطقة تغلبت بالإضافة لوجود حس من العجز لدى الغرب بعد سنوات طويلة من النزاع". 


فبعد عقد من سفك الدم والإنتفاضات والحروب التي وصلت حالة من الإنسداد أو النزاعات المجمدة ترافقت مع تدهور في الأوضاع الاقتصادية وزيادة معدلات الفقر ومزيد من القمع. ففي اليمن، ترك نزاع ست سنوات البلاد تواجه ما أطلقت عليها الأمم المتحدة أسوأ كارثة إنسانية في العالم وحالة من المجاعة، حيث حذر مدير برنامج الغذاء العالمي، الأربعاء الماضي، من الوضع الإنساني في البلاد وحاجة 16 مليون يمني للطعام وأنهم "يسيرون نحو المجاعة".  


أما ليبيا فقد مزقتها الحرب والإقتتال بين الجماعات المسلحة التي دعمتها القوى الخارجية، ويحاول الأشخاص اليائسون الهروب من شواطئها عبر البحر المتوسط باتجاه أوروبا.

 

اقرأ أيضا: افتتاح الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك

وفي سوريا والعراق، البلدان اللذان كانا مركز الحياة الثقافية في العالم العربي باتا في وضع سيء بسبب الحروب والأزمات الاقتصادية الناجمة عن الفساد ومحاولة القادة الحفاظ على مناصبهم السياسية دون أي التفات لتوفير المتطلبات اليومية والأساسية لشعوبهم.


وكانت المفاجأة في كل هذا لبنان البلد الصغير المتعدد الطوائف والذي كان في حالة هبوط مستمر منذ عام 2019 وأدى إلى أزمة اقتصادية وتجفيف العقول لم يشهد مثلها منذ الحرب الأهلية في الفترة ما بين 1975-1990. يضاف إلى هذا اللاجئون بسبب الحروب بالمنطقة وجعل لبنان الأكثر استقبالا للاجئين في العالم مقارنة لعدد السكان.

 

وأدت الأزمة الاقتصادية لمعاناة ثلثي السكان من الفقر واختفاء الطبقة المتوسطة. ولا ننسى الانفجار الهائل في ميناء بيروت الذي خلف 200 قتيل ودمر مناطق واسعة في العاصمة. وطالما اعتد لبنان بمواهب سكانه التجارية لكنهم اليوم يقفون في الطوابير الطويلة للحصول على الوقود ويبحثون عن الماء الصحي، ومعظم العائلات تبحث عن وجبة طعام وهي لا تعرف من أين ستوفر الوجبة التالية.


وتقول جويس كرم، الصحفية والباحثة في جامعة جورج واشنطن: "لو كنت لبنانيا فمن المتوقع وفاتك من نقص الأدوية، عام 2021 أكثر من رصاصة في السبعينات والثمانينات". وأضافت أن الدمار الاقتصادي "ينخر في كل أعمدة الدولة بطريقة لا رجعة فيها". وانهيار كامل للبنان يعني موجات جديدة من اللاجئين إلى الغرب. 


أما العراق فيعاني من الجوع والفقر وسوء البنية التحتية ومشاكل قائمة تتعلق بالمشردين والنازحين بشكل قد يؤدي إلى تجدد العنف من جديد.

 

ويضاف إلى قائمة الأزمات الحرب الأخيرة في غزة التي أدت لمقتل 260 شخصا معظمهم من المدنيين وتدمير أكثر من 4 آلاف منزل.


وفي الوقت الذي تتميز فيه اجتماعات الجمعية العامة بلقاءات متعددة لحل أزمات الشرق الأوسط إلا أن أيا منها لن تناقش مشاكله. ويقول بارنز إن "اللاعبين الغربيين لم يعد لديهم الأفكار لوضع المنطقة على المسار الصحيح وخاصة في ضوء التحديات العالمية الجديدة".


وفي أول خطاب له أمام الجمعية العامة لم يذكر بايدن العالم العربي وفضل التركيز على التغيرات المناخية وكوفيد-١٩ والتوتر مع الصين والانسحاب من أفغانستان. 


وتقول كرم، الصحفية اللبنانية إن أجندة بايدن وفريقه مزدحمة بين التركيز على فيروس كورونا والخروج من أفغانستان والتركيز على آسيا والصين. وحذرت من أن الإدارة تترك هذه النزاعات تتفاقم بشكل تضطر فيه للتدخل عندما تخرج عن السيطرة أو تصبح تهديدا للمصالح الأمريكية. لكن الغرب لا يمكنه تجاهل الانفجار الاقتصادي في الشرق الأوسط.

 

ويقول هايكو ويمن، مدير سوريا ولبنان والعراق في مجموعة الأزمات الدولية إن تحول شرق وجنوب أوروبا إلى قوس أزمة كبير هو أولا فرصة ضائعة على قاعدة مذهلة. وقال إن عدم الاستقرار سيؤثر على أوروبا وبالضرورة أمريكا رغم بعدها من خلال اليأس والهجرة ويمنح جماعات اليمين المتطرف زخما كبيرا.

 

وأشار إلى أن أمريكا تريد مغادرة المنطقة لكن أوروبا لا تملك هذا الخيار، و"لن تكون آمنا لو كان بيت جارك يحترق" حسب وصفه.

التعليقات (1)
عبدالله
الجمعة، 24-09-2021 08:22 ص
اذا كانت الشعوب هامدة خامدة فلماذا يهتم بها الآخرون