هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرحت
التظاهرات الحاشدة التي خرجت في العاصمة طرابلس تأييدا للحكومة الليبية، ورفضا لقرار
البرلمان بسحب الثقة منها، مزيدا من الأسئلة حول استغلال رئيس الحكومة، عبدالحميد الدبيبة، لهذه الشعبية، وترشيح نفسه لرئاسة ليبيا، ومدى نجاحه في تسويق نفسه وحكومته باتخاذ عدة
قرارات تلامس متطلبات المواطن.
وتظاهر
الآلاف في ميدان الشهداء بطرابلس، رافعين شعارات تطالب بإسقاط البرلمان الليبي ورئيسه
عقيلة صالح، وتطالب باستمرار الحكومة ورئيسها في المشهد.
وألقى
الدبيبة خطابا أمام الحشود في الميدان، متعهدا باتخاذ قرارات أخرى لدعم المواطن وحل مشكلاته،
وقال أيضا إنه حريص على إجراء الانتخابات في موعدها المقرر، ما فسره البعض على أنه
رسالة للمجتمع الدولي بأنه "رغم شعبيته، إلا أنه ملتزم بخارطة الطريق".
فهل
تشجع هذه الشعبية الدبيبة على الترشح لرئاسة ليبيا؟
"خطوة
غير مدروسة"
من جهته،
أكد عضو البرلمان الليبي، عبدالغني الفطيسي، أن "قرار سحب الثقة لم يتم بشكل قانوني، حيث لم يتحصل على النصاب المطلوب".
وأوضح
في تصريحاته لـ"عربي21" أن "خطوة سحب الثقة حققت مكاسب لحكومة الدبيبة، ولم تخسر شيئا، فهي لا تزال تمارس اختصاصاتها بشكل اعتيادي، بل وتحررت من رقابة ومتابعة
مجلس النواب".
وأكد
البرلماني الليبي أنه "إذا ترشح الدبيبة للانتخابات القادمة، فسيكون أقوى المرشحين
حظوظا، وأن القرارات الأخيرة التي اتخذها، والتي تلامس المواطن وقطاعات هامة مثل الشباب
والمعلمين، زادت من شعبيته".
"تفويض
شعبي"
في حين
رأى عضو مجلس الدولة الليبي، محمد الهادي، أن "خروج آلاف المتظاهرين في عدة مدن، منها الجنوب، هو تفويض شعبي للدبيبة، ما يجعله أكثر إصرارا على الترشح، خاصة أن البعض
هتف بضرورة استمراره، ولعل القرارات التي اتخذها مؤخرا هي بمثابة برنامج انتخابي قدمه
لإقناع الرأي العام المحلي والدولي بأنه قادر على إخراج الشعب من معاناته، فهو يخاطب
الطبقات الأكثر عددا والأحوج لما يقدمه، وبهذا تميز عن البقية"، حسب رأيه.
وأضاف:
"عقيلة صالح وبرلمانه يهدفان إلى سيناريو معين، معد جيدا، ومدعوم من دول إقليمية
لأجل الإطاحة بحكومة الدبيبة، لكن التوقيت كان خاطئا لتنفيذ هذا السيناريو، وهذا دفع
دولا كبرى للمطالبة بضرورة إجراء الانتخابات في موعدها، وبأي شكل، ودون أي شرط، وضرورة
تبني الجميع داخليا وخارجيا هذا الخيار"، وفق تصريحه لـ"عربي21".
اقرأ أيضا: مظاهرات في طرابلس ومصراتة تدعو لإسقاط البرلمان (شاهد)
"إشكالية
الترشح"
في حين
أكد عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي، إبراهيم صهد، أن "الإجراءات التي اتخذها الدبيبة
في دعم الشباب وغيرها من الخطوات الداخلية وتحسين العلاقات مع دول الجوار رفعت من شعبيته،
وجعلته رقما في المعادلة، وزاد من الأمر قرار البرلمان الأخير بسحب الثقة من الحكومة".
وأكد
في تصريحه لـ"عربي21" أن "ما قام به البرلمان من قرارات، بداية من المساومة
بمنح الثقة، وكذلك الميزانية، ثم سحب الثقة، والقرار الأخير الذي يفتقد إلى الإجراءات الدستورية
والقانونية ويخل بالاتفاق السياسي والإعلان الدستوري المؤقت، زاد من الاستياء الشعبي
ضد البرلمان وهو ما حشد المتظاهرين ضد القرار وتأييدا للحكومة".
وتابع:
"هذه الأمور تعطي للدبيبة فرصة للترشح، بل والفوز بالانتخابات القادمة، لكن ستقابله
إشكاليتان، الأولى: أن خارطة الطريق تنص على منع من يتولى مهام في السلطة التنفيذية
من الترشح، والثانية: أن كل المرشحين للسلطة التنفيذية تعهدوا كتابيا بعدم الترشح في
الانتخابات المقبلة، وهو ما قد يثير جدلا حال ترشح".
"تأجيل
ومطالب فئوية"
وقال
الصحفي الليبي أنس الفيتوري إن "حكومة الدبيبة ركزت على الملفات التي تهم المواطن
مباشرة من كهرباء ومرتبات وسيولة، ما زاد مستوى الثقة في الحكومة عن أي حكومة سابقة،
إضافة إلى شخصية الدبيبة التي حاول فيها أن يكون قريبا من الناس ومتطلباتهم، وزار عددا
من المدن، وكذلك خطابه السياسي".
وأوضح
في تصريح لـ"عربي21" أن "القرارات الأخيرة من قبل الحكومة، والتي فرحت
بها فئات عدة من المجتمع، وخروج تظاهرات الجمعة تأييدا للحكومة ورفضا لسحب الثقة منها، ستقابلها إشكاليات، منها مطالبة بعض فئات أخرى بتحقيق العدالة، وربما ستخرج مظاهرات
فئوية تطالب بإصلاح أوضاعها الاقتصادية، وكذلك مدى تأثير هذه القرارات على الاقتصاد
الوطني".
وبخصوص
ترشح الدبيبة من عدمه، قال الفيتوري: "بخصوص الانتخابات، فهي قد تؤجل الأمر الذي
يعني استمراره كرئيس حكومة، وهذا كان أحد مطالب من خرجوا في المظاهرات الأخيرة، لكن
الدبيبة أكد حتى أمام المتظاهرين أنه ملتزم بإجراء الانتخابات في موعدها تماشيا مع
خارطة الطريق والتوجهات الدولية".