هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تقدر أوساط إسرائيلية سعي حركة حماس لتهدئة في قطاع غزة مقابل تصعيد للعمليات المسلحة بالضفة الغربية، وذلك في ضوء المباحثات التي يجريها وفد الحركة مع المخابرات المصرية بالقاهرة.
وتأتي متابعة مختلف الأوساط المعنية لدى الاحتلال الإسرائيلي بالتزامن مع وصول وفد كبير من قيادة حماس إلى القاهرة بدعوة من المخابرات المصرية لإجراء محادثات حول قضايا رئيسية مثل تثبيت التهدئة، وإعادة إعمار قطاع غزة، وصفقة تبادل الأسرى.
يوني بن مناحيم الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكري لدى الاحتلال "أمان"، قال إنه "بعد عملية "حارس الأسوار"، المتمثلة بحرب غزة في أيار/ مايو، وضعت الإدارة الأمريكية شرطا مسبقا لإعادة إعمار القطاع، وتحسين الاقتصاد، والأوضاع المعيشية لسكان غزة، من خلال تثبيت الهدوء الأمني، وهو ما تم بطلب شخصي من الرئيس جو بايدن".
وأضاف في مقال على موقع "نيوز ون"، ترجمته "عربي21" أنه "بالتزامن مع زيارة وفد حماس إلى القاهرة، فقد وصلها وفد من رجال الأعمال الفلسطينيين من قطاع غزة في إطار زيارة مخططة مسبقا، ويضم 15 شخصية من مختلف القطاعات الاقتصادية، وسيلتقون مع المسؤولين عن حقيبة إعادة الإعمار وممثلين عن الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية، وسيناقش الوفد القضايا المتعلقة بالسلع المسموح بدخولها إلى غزة، وزيادة التجارة، بما في ذلك الصادرات من قطاع غزة إلى مصر، فضلاً عن القضايا الاقتصادية الهادفة لتحسين حياة سكان غزة".
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن وصول قيادة المكتب السياسي لـ"حماس" بالكامل إلى القاهرة ربما يعني أن المخابرات المصرية ستقدم مقترحات مهمة لقيادة "حماس"، وتطالب بإجابات فورية، حتى يمكن المضي قدمًا في المحادثات مع إسرائيل.
اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: شبكة حماس بالضفة خططت لأسر جنود
في الوقت ذاته، تلفت أوساط إسرائيلية إلى أنه بالتزامن مع المساعي الجارية في القاهرة لتحقيق تهدئة أمنية في القطاع، فإن البنية التحتية الكبيرة لـ"حماس" مستمرة في الضفة الغربية، زاعمة أن "حماس" تلعب لعبة مزدوجة أمام لاعبين إقليميين ودوليين، بادعاء أنها تحاول إشعال الضفة الغربية من خلال إنشاء بنية تحتية مسلحة لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل.
ونقل ذات الضابط عن محافل عسكرية إسرائيلية زعمها أن "حماس" تعمل على تحويل الضفة الغربية إلى ساحة معركة لمنع أي دخول للجيش الإسرائيلي إلى المدن وقرى المنطقة (أ)، من خلال إيجاد وضع يواجه فيه أي اقتحام للجيش من هذا القبيل مقاومة فلسطينية بالذخيرة الحية، لذلك تقوم الحركة بضخ الأموال لنشطائها لشراء المزيد من الأسلحة، وتجنيد نشطاء جدد في جميع أنحاء الضفة الغربية.
وتتعزز هذه التقديرات الإسرائيلية عند الحديث عن وجود توجه عام في الضفة الغربية نحو مواجهة شاملة، ولدى "حماس" ما يكفي من المقاتلين، رغم التنسيق الأمني، واضطهاد الاحتلال، من خلال تنفيذ عمليات مسلحة واختطاف إسرائيليين في وسط إسرائيل والقدس ومدن أخرى.
وتستدل المحافل الأمنية الإسرائيلية على هذه الهواجس بما كشفه جهاز الأمن العام- الشاباك، عن كمية كبيرة من المتفجرات مخبأة في بئر مياه بقرية شمالي القدس، حيث خطط عناصر البنية التحتية لحركة حماس لاستخدامها بتنفيذ عدة عمليات مسلحة.
وتؤكد الأوساط الإسرائيلية أن موقع "حماس" تعزز في الشارع الفلسطيني، وتمكنت من خلق صورة انتصار خاصة بها حين خاضت معركة سيف القدس الأخيرة من أجل المسجد الأقصى، وتسعى الحركة من جديد لأن تثبت نفسها مرة أخرى في الشارع الفلسطيني كقائدة للمشروع الوطني الفلسطيني، من خلال تزعمها لمسيرة المقاومة ضد إسرائيل، من خلال استراتيجيتها القائمة في الضفة الغربية، عبر مواصلة إنشاء بنيتها التحتية العسكرية.