هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وضع المتحدث باسم "الجيش الوطني السوري" الرائد يوسف حمود، ما يجري من عمليات اندماج بين فصائل الشمال السوري في إطار التحضير لمعركة مرتقبة ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، في إشارة إلى المعركة التي يزداد الحديث عنها في أروقة القرار التركي.
وقال حمود في حديث خاص لـ"عربي21"، إن "أي حركة اندماج هي بهدف التنظيم، أي تنظيم القوات لأي معركة قادمة، بمعنى آخر، الاندماج هو في خدمة أي تحرك عسكري مرتقب".
حديث حمود، يأتي تعليقاً على إعلان فصائل كبرى في الشمال السوري عن الاندماج الكامل، تحت مسمى "الفيلق الثالث"، حيث أعلن مجلس قيادة الغرفة الموحدة "عزم" عن اندماج كامل ما بين 6 فصائل، وهي: "الجبهة الشامية" و"جيش الإسلام" و"فيلق المجد" و"لواء السلام" و"فرقة الملك شاه" و"الفرقة 51".
وبحسب حمود، فإنه من بداية تشكيل "عزم" تم الإعلان عن عمليات اندماج لاحقة، بدأت بحركة "ثائرون"، والآن تم الإعلان عن "الفيلق الثالث"، وهذه التحركات تأتي في إطار الانتهاء من حالة الفصائلية.
وأضاف المتحدث باسم "الجيش الوطني"، أن عمليات الاندماج هذه حقيقية، وسينجم عنها الانتهاء نهائياً من مسميات الفصائل، وصولا إلى الانصهار الكامل.
من جانبه، وصف نائب المسؤول السياسي في "لواء السلام" سابقاً (أحد التشكيلات المنضوية في الفيلق الثالث)، هشام سكيف، خطوة الاندماج بـ"الهامة جدا"، وقال لـ"عربي21": "الخطوة قطعت شوطا مهما على طريق إنجاز مؤسسة عسكرية متماسكة للثورة السورية وتقوية لمشروع الجيش الوطني الذي يدخل مرحلة هامة من خلال عمليات الاندماج هذه".
اقرأ أيضأ: فصائل المعارضة تتأهب لعملية عسكرية تركية شمال سوريا
وطبقا لسكيف، فإن أهمية الاندماج الأخير، تنبع من خلال إنهاء حالة الفصائل إلى غير رجعة ويقوي دعائم الجيش الوطني.
وبخصوص وجود صلة للاندماج بالتحضيرات لتحرك عسكري ضد "قسد"، اعتبر سكيف أن "الاندماج سينعكس على الأداء العسكري أثناء المعركة، وحتى في مرحلة الاستقرار".
وعلى المنوال ذاته، قال رئيس "مركز رصد للدراسات"، العميد عبد الله الأسعد، إن المؤكد أنه لما يجري من عمليات اندماج صلة بالعمل العسكري المرتقب في الشمال السوري.
وأوضح لـ"عربي21"، أن المعركة الجديدة تتطلب تحضيرات تنظيمية، أي إعادة تموضع القوات على الجبهات، ونشر قوات جديدة.
وحسب الأسعد، فإن التحركات العسكرية لا تقتصر على جبهات المعارضة، حيث تشهد الجبهات المقابلة تحركات من جانب مليشيا "قسد"، وقوات النظام، ومليشيات إيران، التي دفعت بتعزيزات إلى منطقة تل رفعت.
ويؤشر كل ذلك، إلى جانب التصريحات التركية الأخيرة، من وجهة نظر الأسعد، إلى أن المعركة باتت حتمية، وخصوصا مع تزايد التهديدات من جانب "قسد" ومليشيات النظام.
وفي السياق ذاته، تحدثت وسائل إعلام روسية عن احتمالية قيام روسيا والولايات المتحدة بصد أي هجوم تركي محتمل على تل رفعت، وقال الكاتب الصحافي ألكسندر سيتنيكوف في مقال نشرته صحيفة "سفوبودنايا بريسا" الروسية، إن هناك استعدادا من روسيا وأمريكا معاً لصد هجوم تركي عنيف مرتقب على تل رفعت في سوريا.
لكن مصادر مختصة بالشأن الروسي، اعتبرت أن ما جاء على لسان الكاتب الروسي، لا يخرج عن إطار الدعاية الروسية، وخصوصا أن منطقة تل رفعت لا تسجل تواجدا أمريكيا.
وكان مسؤولان تركيان، قد كشفا قبل أيام عن أن أنقرة تستعد لشن عمل عسكري جديد ضد "الوحدات الكردية/قسد" في حال فشلت محادثات متعلقة بالأمر مع الولايات المتحدة وروسيا.
وقال المسؤولان لوكالة "رويترز"، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيناقش الأمر مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في روما خلال قمة مجموعة العشرين التي تضم الاقتصادات الكبرى في العالم نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الحالي.
وفي منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن "كفاح بلاده في سوريا سيستمر بشكل مختلف في الفترة المقبلة"، وأضاف أن "منظمة العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب الكردية، وحزب الاتحاد الديمقراطي، تتعزز ليس فقط في شمال سوريا.. وقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضمن الجهات الداعمة لهم".