دعا
السفير دينيس روس، المساعد الخاص السابق للرئيس أوباما، إدارة بايدن لانتهاج سياسة
أكثر حزما تجاه
إيران لثنيها عن التقدم في برنامجها
النووي.
وأكد
روس في مقال له على موقع "معهد واشنطن" أن التهديد بالحرب هو السبيل الوحيد
لتحقيق السلام مع إيران.
وقال
روس: "إذا أرادت الولايات المتحدة تقليل مخاطر نشوب صراع ومنح الدبلوماسية فرصة
للنجاح، فسيتعين على إدارة بايدن أن تعيد بث الخوف في نفوس الإيرانيين من ردّ فعل أمريكي
وممارسة الضغط بشكل أكثر فاعلية.
ويعتقد
روس أن عدم خوف الإيرانيين من تبعات طموحاتهم النووية أمر خطير. ويضيف: "قد
يسفر عن سوء تقدير في الحسابات من الجانب الإيراني حول إمكانية إقدام الولايات المتحدة
على أي ردّ عسكري، ويقلّص بالتأكيد احتمال تحقيق أي نتيجة دبلوماسية".
وتساءل روس: هل يمضي الإيرانيون الآن قدماً بالتخصيب القريب من صنع سلاح
نووي، وإنتاج معدن اليورانيوم، وسلاسل من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة للضغط على واشنطن
لتحسين شروط الاتفاق النووي، حيث يحصلون على تخفيف العقوبات بأكثر مما يحق لهم مقابل
قيود أقل على بنيتهم التحتية النووية؟ أم هل يقومون بذلك لأنهم يرغبون في امتلاك قدرات
عتبة نووية - كتلك التي تتمتع بها اليابان - تمكّنهم من الانتقال بسرعة كبيرة نحو صنع
سلاح نووي إذا اختاروا القيام بذلك؟ أو بالاثنين معاً، بما أنهما ليسا خيارين متعارضين؟
ويعتقد
روس أن
الإسرائيليين "انطلاقاً من اعتقادهم بأن التهديد النووي الإيراني هو تهديد
وجودي"، فهم أكثر ميلاً إلى الذهاب أبعد من التخريب وشنّ هجوم عسكري على البنية
التحتية النووية الإيرانية بالكامل، ولا سيما في الوقت الذي يرون فيه أن إيران تقترب
من نقطة التحول للوصول إلى قدرات عتبة سلاح نووي على غرار اليابان.
لذلك فإنها "إذا أرادت الولايات المتحدة تقليل مخاطر نشوب صراع ومنح الدبلوماسية
فرصة للنجاح، فسيتعين على إدارة بايدن أن تعيد بث الخوف في نفوس الإيرانيين من ردّ
فعل أمريكي وممارسة الضغط بشكل أكثر فاعلية (وهذا بالطبع سيؤثر أيضاً على الإسرائيليين
ويقلل من حاجتهم المتصورة للعمل بشكل مستقل)، كما يقول روس.
ويقترح الدبلوماسي الأمريكي أن تلجأ الولايات المتحدة إلى "القيادة
المركزية الأمريكية" لإجراء تدريبات مشتركة مع إسرائيل وبعض الدول العربية، من
بينها دمج الدفاعات ضد الهجمات بالصواريخ الباليستية والصواريخ الجوالة، واستخدام الوسائل
الإلكترونية والأسلحة السيبرانية لوقف عمليات إطلاق الصواريخ، فضلاً عن محاكاة أعمال
ثأرية على الهجمات بالقوارب الصغيرة. كما أن على القوات الجوية الأمريكية أن تُظهر
أيضاً نفوذها العسكري على أساس منتظم وليس رمزياً من خلال الرحلات الروتينية لطائرات
"بي-52 إتش" إلى المنطقة.
ولإرسال رسائل واضحة طالب روس واشنطن بسهيل حصول تل أبيب على القنبلة
المسماة "مخترِق الذخائر الهائلة" الذي يخترق الجبال، وهي قنبلة تزن 30 ألف
رطل (15 طناً) وتخترق عميقاً تحت الأرض قبل اشتعال فتيلها، كما أنه طالبها بإعارة تل
أبيب قاذفات "بي 2" لتتمكن من استخدام هذه القنبلة.
ويرى روس أن هذه ستكون واضحة للإيرانيين: الولايات المتحدة تزوّد الإسرائيليين
بالوسائل لضرب منشأة التخصيب "فوردو"، المبنية داخل جبل، وهي مستعدة لدعم
استخدامها إذا كان ذلك السبيل الوحيد لتقويض البرنامج النووي الإيراني.
وإذا أرادت واشنطن تقليل احتمالية اللجوء إلى القوة ضد البرنامج النووي
الإيراني، فمن الضروري، يقول روس، أن تعيد إحياء قوة الردع. ولتحقيق ذلك، فإنه يجب أن يعتقد
قادة إيران أن الولايات المتحدة أو إسرائيل ستتخذ خطوات عسكرية لتدمير استثماراتهم
الضخمة في برنامجهم النووي إذا استمروا على المسار الحالي ورفضوا أي نتيجة يتمّ التفاوض
حولها. وهذه ليست المرة الأولى التي يكون فيها التهديد الصادق باستخدام القوة ضرورياً
لتجنب اللجوء إليها.