هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عبر كاتب إسرائيلي عن خوفه وتشاؤمه من الواقع الذي تمره به "إسرائيل"، مؤكدا أنها تسير نحو نهايتها المحتمة، لأنها "وقعت على شهادة وفاتها، ولم يبق لها سوى انتظار الدمار المحتوم".
وذكر الكاتب الإسرائيلي، روغل ألفر، في مقال بصحيفة "هآرتس" العبرية، أنه "سبق لإسرائيل أن وقعت على شهادة وفاتها، ولم يبق سوى انتظار ما هو محتم"، منوها إلى أن هناك عدة عوامل "تجر إسرائيل إلى الدمار".
احتلال بربري
وقال ألفر عن العامل الأول، "إسرائيل، هي دولة أبرتهايد ثنائية القومية، وهذا أمر غير قابل للتراجع عنه، والأغلبية الثابتة في أوساط اليهود في إسرائيل، يؤيدون استمرار الاحتلال، سواء بشكل نشط، حيث يصوتون لأحزاب تسعى للضم وجنود ينفذون الاحتلال، أو بشكل سلبي، بعدم المبالاة بالاحتلال وعدم القيام بمحاربته".
وأكد أن "أغلبية الإسرائيليين فعليا يتعاونون مع الاحتلال وسيستمرون في ذلك"، منوها إلى أن "العالم لن يؤلم إسرائيل بما فيه الكفاية كي يجعلها تغير توجهها، في ظل غياب معارضة حقيقية، إسرائيل قادرة على مواصلة الاحتلال لفترة طويلة، وبثمن أخلاقي فظيع، وتفسير ذلك، أنها بربرية".
والعامل الثاني هي "البيبية" (نسبة إلى بنيامين نتنياهو الذي يطلق عليه "بيبي")، وهي بحسب الكاتب "الثمرة المرة للاحتلال، وهي حركة عنصرية، فاشية، مناوئة للديمقراطية، مدفوعة بأسس مسيحانية دينية، تسجد كنوع من العبادة الشخصية لزعيم فاشل متهم بمخالفات جنائية لا يكلف نفسه عناء إخفاء غريزته الديكتاتورية، ويواصل السعي لتقويض سلطة القانون والتمتع بدعم الجمهور الواسع، وربما سيعود بسرعة إلى الحكم".
اقرأ أيضا: قناعة إسرائيلية: سنكون وحدنا عندما نهاجم إيران
وقال: "في حال حدث ذلك، فستختفي من إسرائيل أيضا الديمقراطية المحفوظة لليهود، والقليل الذي بقي من اليسار الليبرالي الذي يعارض الاحتلال، سيواصل تحت حذاء ديكتاتورية نتنياهو، وحتى إذا اختفى "بيبي" من المشهد السياسي، فإن "البيبية" ستواصل وجودها وتضخمها حتى من غيره، بصيغة معينة، مثل البيرونية في الأرجنتين".
الهلاك يزدهر
وأما الثالث، "الأصوليون"، ورأى ألفر أن "الحكم الذاتي الأصولي سيواصل النمو، وسيستمر في إخراج إسرائيليين غير ديمقراطيين من أوساطه، وهؤلاء لا يعتبرون أنفسهم خاضعين للقانون، وكثير منهم لا يعملون وهم يشكلون عبئا آخذا في الازدياد على الاقتصاد".
ومن بين تلك العوامل التي تجر الاحتلال نحو الدمار، "جودة البيئة، ففي الوقت الحالي إسرائيل مكتظة جدا، والاكتظاظ يتوقع أن يزداد، وهي تعاني من إهمال إجرامي للمواصلات والخطوات التي يجب اتخاذها بسبب أزمة المناخ".
ونبه الكاتب إلى أن "وضع الاختناقات شديد، ومن غير الواضح إذا كان القطار الخفيف في تل أبيب سينجح في تخفيفها، وهي دولة مكتظة وملوثة وساخنة جدا وعصبية ومتعرقة، وهي تغلف الأبرتهايد بحكم "بيبي"، وهذا لم ينته حتى الآن".
وحول العامل الخامس، والمتعلق بـ"الثقافة"، قال: "يبدو أن الكثير من الإسرائيليين يمكنهم توقع وصمهم بالعار في الشبكات الاجتماعية، التي هي مزبلة بيبية، وحشية ومحرضة، تسعى لإسكات "أعداء الجمهور"، وليس هذا فقط، بل توجد أبواق كثيرة لليسار غير الليبرالي، الذي يسعى أيضا لإسكات أعداء برنامجه".
ولفت إلى أنه "إذا مزجنا ثقافة هذا الحوار بالبيبية مع الخلطة الجديدة غير المتناهية الواقعية، لقنوات التلفاز، فسنحصل على مزيج من الامتثال الذي سيقتل الكثير من التفكير النقدي المستقل والفردي هنا".
وقدر ألفر أن العامل الأخير يتعلق بـ"الحرب"، وقال: "مع صواريخ حزب الله وإيران وحماس في غزة، الكل سيزدهر هنا".