سياسة عربية

حقوقيون ونشطاء عن ملاحقة المرزوقي: تفتقد السند القانوني

منصف المرزوقي (فيسبوك)
منصف المرزوقي (فيسبوك)
تفاعل نشطاء وحقوقيون مع إصدار السلطات التونسية، مذكرة اعتقال دولية، بحق الرئيس السابق المنصف المرزوقي، بسبب موقفه من الانقلاب في بلاده.

وكان الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي قد نشر أمس الخميس تدوينة له عبر صفحته على "فيسبوك"، استنكر فيها ما اعتبره اتهاما له بالخيانة من قبل الرئيس الحالي قيس سعيد.

وقد أصدرت السلطات التونسية مذكرة الاعتقال الدولية بحق المرزوقي على خلفية تصريحات له حول "إفشال عقد القمة الفرنكوفونية" في تونس.

وقال المرزوقي -الذي تولى الرئاسة بين 2012 و2014- في تدوينته: "خرجت يوما من قصر قرطاج إلى بيتي معززا مكرما، بعد أن رفعت اسم تونس وثورتها في كل المحافل الدولية، بعد أن حميت الحقوق والحريات وحافظت على المال العام".

وأضاف: "حاولت ما استطعت جمع التونسيين وأعددت لتونس برامج لمواجهة تحولات المناخ التي ستهدد الأجيال القادمة، وسلّحت الجيش، وأمرت الأمن الرئاسي بحماية خصومي، واسترجعت قسما من الأموال المنهوبة، وحاربت الفساد قولا وفعلا فأسقطني الفساد".

وتابع المرزوقي: "كان لي شرف إمهار أول دستور ديمقراطي في تاريخ تونس، وهذا الدكتاتور الثالث الذي ابتليت به تونس يتجاسر على اتهامي بالخيانة".

وأعرب العديد من النشطاء عن استنكارهم لصدور تلك المذكرة، فيما تساءل عدد من الحقوقيين "ما هي القضية الموجهة للمرزوقي والتي تم الحكم والبت فيها، حتى يتم إصدار مذكرة اعتقال ضده على أساسها؟".

البعض الآخر تساءل ماذا سيفعل قيس سعيد ببقية الشعب التونسي، إذا كان نظامه العسكري قد أصدر بهذه البساطة مذكرة اعتقال دون أي أساس قانوني بحق منصف المرزوقي؟

واعتبر البعض الآخر من النشطاء أن قيس سعيد يسير على ذات خطى السيسي في الانتقام من الرئيس الراحل محمد مرسي، مؤكدين أنه يؤسس لنظام عسكري مجنون، رافض للانتقاد والمعارضة، ينتقم من أي مظهر من مظاهر الديموقراطية التي عرفتها تونس عقب الربيع العربي، كما فعل السيسي بكل ما كان ديموقراطيا عقب ثورة يناير/كانون الثاني ٢٠١١.

السياسي المصري أيمن نور استنكر صدور مذكرة الاعتقال، وأكد أن المرزوقي يعد "رمزًا ناصعا للربيع العربي كله، وقيمه إنسانية وأخلاقية، لن نسامح أنفسنا إذًا فرطنا يومًا في حقها، وهو من لم يفرط يوما في حقوقنا".

الباحثة التونسية رجاء بن سلامة أعربت عن تخوفها من تبعات إصدار مذكرة الاعتقال، مؤكدة أنها تعد انتكاسة خطيرة للحريات في تونس، مؤكدة أن هذه هي بداية الاستبداد، ومطالبة القضاء بوقفة حازمة ضد موجات "التخوين والضيق بالرأي المخالف".

وقال الناشط السياسي التونسي جوهر بن مبارك: "كلّ التضامن والمؤازرة لرئيس الجمهورية السابق الدكتور محمد منصف المرزوقي. محاولة محاصرة المرزوقي محاولة فاشلة وهي التي ستحاصر الانقلاب وتعزله أكثر فأكثر، لابد لليل أن ينجلي، يسقط الانقلاب".

ووصف الإذاعي والإعلامي التونسي محمد كريشان مذكرة الاعتقال بأنها "مسخرة بأتم معنى الكلمة"، فيما قال الناشط الحقوقي العراقي علي القيسي، إن قيس سعيد ديكتاتور أجبر القضاء ووظفه لإصدار المذكرة.

وفي 14 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، صرح سعيد أنه "سيتم سحب جواز السفر الدبلوماسي من كل من ذهب إلى الخارج يستجديه لضرب المصالح التونسية"، في إشارة إلى سفر المرزوقي بجواز سفر دبلوماسي إلى فرنسا، والتصريح حول القمة الفرنكوفونية، مضيفا أنه "لا مجال للتآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي".

ومنذ 25 يوليو/ تموز، تعاني تونس أزمة سياسية حادة، حيث بدأ سعيّد سلسلة قرارات استثنائية، منها تجميد اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه، وإلغاء هيئة مراقبة دستورية القوانين، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وترؤسه للنيابة العامة، وإقالة رئيس الحكومة، هشام المشيشي.

 

التعليقات (3)
عبدالله ناصر
السبت، 06-11-2021 07:33 ص
النهضة تتحمل جزء من ما يصيب تونس وشعبها بخذلانها الرئيس الأسبق المرزوقي ولو صبرت عليه حتى تجتاز تونس مرحلة التأسيس للديمقراطية وتكوين الدولة الحديثة بعد زمن من الاستبداد لكان الامر غير ما يحصل الان
عبدالله المصري
الجمعة، 05-11-2021 07:12 م
الذي لم يعد له سند قانوني هو مغتصب سلطات ليست له و الذي يجب محاكمته لتعديه على القانون و الدستور
الذل على حقيقته
الجمعة، 05-11-2021 05:04 م
أين موقف النهضة؟ ألم يأمنكم الشعب يوما و أعطاكم صوته؟ أين باقي الساسة و الحقوقيين ؟ أين الرجال؟ اللهم إني أعوذ بك من الذِلّةِ.