هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعادت الخارجية الأمريكية تصنيف "هيئة تحرير الشام" ضمن الكيانات التي تشكل "قلقا خاصا"، لانتهاكها الحريات الدينية، رغم تقدير خبراء مضي التنظيم بمحاولة "تغيير صورته" أمام المجتمع الدولي.
وفي تصريح خاص لـ"عربي21"، قال المكتب الإعلامي لـ"تحرير الشام": "أوضحنا سابقا وفي أكثر من مناسبة، أن قضيتنا عادلة ضد نظام متوحش ارتكب مجازر فظيعة بالسلاح الكيماوي وغيره، قتل أكثر من مليون سوري وهجّر ثلاثة أرباع الشعب خارج سوريا، على مرأى ومسمع من كل دول العالم".
وأضاف أن "فصائل الثورة السورية اليوم على رأسها هيئة تحرير الشام على جبهات القتال لحماية أكثر من 4 ملايين من المدنيين في منطقة شمال غرب سوريا، وهذا حق مكفول ومسؤولية كبيرة".
واعتبر المكتب، أن نظام الأسد والأطراف الداعمة له، هي الأولى بالتصنيف "كونهم مصدر قلق كبير، لا يهدد سوريا فقط وإنما دول وشعوب الإقليم أيضا".
وبدوره، رأى الباحث في مركز "جسور للدراسات"، عباس شريفة، أن من الواضح عدم "اقتناع" الولايات المتحدة بمساعي "تحرير الشام" النأي بنفسها عن "الإرهاب" والتطرف.
اقرأ أيضا: لماذا تسعى "تحرير الشام" لاحتواء "مجموعات جهادية" في إدلب؟
وفي حديثه لـ"عربي21"، قال المتخصص بشؤون الجماعات الجهادية إن "تحرير الشام" فشلت في تحقيق الشروط لتحسين صورتها، وهي المتعلقة بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وقوانين حرية المعتقدات.
وأضاف شريفة أن "تحرير الشام" لم تستطع حتى الآن أن تعطي نموذجا مقنعا في وضع الحريات الدينية، وخصوصاً في المناطق التي تقع تحت سيطرتها، والتي تقطنها بعض الأقليات (المسيحية، الدرزية).
وبذلك، يبدو للباحث أن كل إجراءات "تحرير الشام" في هذا السياق لم تخرج عن الإطار الإعلامي، بمعنى أنها لم تجد طريقا للتطبيق على الأرض.
ويميل شريفة بذلك إلى أن الاعتراف السياسي الدولي بـ"تحرير الشام"، ورفع التصنيف عنها لا زالت قضية بعيدة المدى، والتصنيف الأخير يؤكد أن الإدارة الأمريكية ليست بوارد هذه الخطوة.
وترى أوساط "جهادية" مقربة من "تحرير الشام" أن الأخيرة لن توقف خطواتها الهادفة إلى تحسين صورتها، حتى لو استمرت الولايات المتحدة بوضعها في تصنيف "الإرهاب".
اقرأ أيضا: MEE: تعرف على أصول الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام
ويقول الباحث في الشأن السياسي والحركات الدينية، عرابي عرابي، إن "تحرير الشام" لا تنطلق بتعاملها مع الغرب عموما بالبناء على قضية التصنيف، وإنما من قدرتها على امتلاك الأوراق الضاغطة.
وأضاف لـ"عربي21" أن "تحرير الشام" تراهن على ضبط الملف الجهادي وتفكيك الفصائل التابعة لـ"القاعدة"، ومنع موجات هجرة جديدة، وتحقيق الذوبان مع الفصائل السورية المصنفة بـ"المعتدلة"، لرفع تشكيلها من التصنيف.
أما المحلل السياسي فواز المفلح، فيرى، في حديثه لـ"عربي21"، أن "تحرير الشام" ستواصل العمل على تغيير صورتها في الأوساط الغربية، مضيفاً: "ستبقى "تحرير الشام" على خط تصوير تنظيمها بأنه تنظيم معتدل ومحلي، ولا يشكل أي تهديدات للغرب".
وأشار المفلح إلى قيام "تحرير الشام" خلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بإنهاء تواجد فصائل "سلفية جهادية"، في شمال غرب سوريا.
وقال المفلح: "تريد تحرير الشام أن تكون من ضمن الأطراف السياسية المقبولة، وذلك بضبط مناطق سيطرتها، ومحاربة التنظيمات المتشددة".