قالت صحيفة التايمز،
إن حكم محكمة أمريكية، بتبرئة اثنين من المدانين بقتل
الناشط المسلم مالكولم إكس، بعد
مضي عقود على الاتهام، ينهي واحدة من أطول وأغرب حالات إجهاض العدالة في الولايات
المتحدة.
وكان سايروس فانس
جونيور، المدعي العام لمنطقة مانهاتن الذي قاد مراجعة القضية، قد اعترف بأنه
"بينما لا يمكن عكس الظلم أبدا، فإن ما يمكننا فعله هو الاعتراف بخطورة
الخطأ"، وتبرئة محمد عزيز وخليل إسلام من القتل.
وأشارت الصحيفة إلى أن
هناك ما يمكن أن يفعله مكتب التحقيقات الفيدرالي لتصحيح هذا الخطأ وهو الإفراج عن
جميع الملفات، من دون إغفال أو تنقيح، في ما يتعلق بجهود المكتب طويلة الأمد
لاستهداف مالكوم إكس، وغيره من القادة السود، في ظل مشروع غامض وغير قانوني معروف،
لمكتب التحقيقات الفيدرالي باسم "كو إنتل برو".
وأوضحت أن هذا
البرنامج مصمم لرصد، التسلل وتقويض المنظمات السياسية السوداء في الستينيات. ويعد "كو
إنتل برو"، اختصارا لبرنامج مكافحة الاستخبارات، وهو كان عملية سرية بدأت في
عام 1956 من قبل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جاي إدغار هوفر، "لفضح أو
تعطيل أو تضليل أو تشويه سمعة أو تحييد أنشطة الشيوعيين والجماعات المناهضة لحرب
فيتنام، ومنظمات الحقوق المدنية، وناشطين طلابيين، ومنتقدي مكتب التحقيقات الفيدرالي،
ونسويات وحركة القوة السوداء".
ولفتت إلى أن تكتيكات
هذا البرنامج تضمنت المضايقات، وزرع وثائق مزورة، والتشهير، والابتزاز، وحجب
الأدلة القانونية، والعنف، وحتى الاغتيال.
وأضافت: "منذ
البداية، وجهت هذه التكتيكات أنظارها إلى مالكوم إكس، الناشط المسلم الناري
والمدافع عن تمكين السود الذين اعتبره مكتب التحقيقات الفيدرالي ديماغوجيا عنصريا
خطيرا".
وقالت الصحيفة:
"كان هدف البرنامج هو منع صعود المسيح الذي يمكنه توحيد الحركة القومية
السوداء المتشددة، ولفترة من الوقت بدا أن هذا السارق السابق ذا الشخصية الجذابة
والمتعلم ذاتيا يهدد ذلك تماما".
وأشارت إلى انضمام
إكس إلى منظمة "أمة الإسلام" عام 1952، حين أصبح أحد المتحدثين باسم
المنظمة القومية السوداء الأكثر إثارة للجدل، وطالب بفصل الأعراق وانتقد قادة
حركة الحقوق المدنية الذين دافعوا عن اللاعنف.
وتزايدت خيبة أمله من
زعيم حركة أمة الإسلام السابق، إيلايجا محمد، وفي عام 1964 تخلى علنا عن الجماعة وأسس
منظمة الوحدة الأفرو-أمريكية المنافسة.
وقالت إنه فيما
"نفى مكتب التحقيقات الفيدرالي رسميا أي تورط مباشر في موت مالكوم إكس، فإن
عملاءه تسللوا بالتأكيد إلى منظمة أمة الإسلام وعملوا على توسيع الخلافات بينه
وبين زعيم المنظمة إيلايجا محمد، وزرع الشائعات، ما أدى إلى تفاقم التوترات بين
الفصائل وإثارة نقاشات حادة في داخل المنظمة، بينما كانت منظمة الوحدة الأفريقية
مخترقة بشدة منذ البداية".
وأشارت إلى أنه
"ألقيت قنابل حارقة على منزل مالكولم إكس أثناء نومه هو وعائلته بالداخل، قبل
أسبوع من مقتله. والتقى جون علي مجاهد حليم، أحد القتلة المتهمين الثلاثة
والوحيد الذي ما زالت إدانته قائمة، في الليلة التي سبقت الاغتيال".
وقالت الصحيفة إنه
"لا شيء من هذا يثبت أن مكتب التحقيقات الفيدرالي خطط أو سمح أو حتى رغب في
اغتيال مالكوم إكس". وتقول إنه "ليس هناك شك في أن المكتب كان متورطا بعمق في الأحداث
التي أدت إلى وفاته، كجزء من حملته السرية للتسلل وتدمير الحركة".