هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا أعده مراسلها في الشرق الأوسط، مارتن شولوف، قال فيه إن وفاة أكراد بعد غرق قارب المهاجرين في بحر المانش لن يبطئ عملية الخروج المستمرة من كردستان العراق.
وأضاف في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن الكثيرين من أبناء المنطقة مستعدون للقيام بالرحلة المحفوفة بالمخاطر.
ويتساءل عن دوافع المهاجرين من العراق قائلا: هل دفعهم اليأس نحو الشواطئ الأوروبية المتجمدة أم إن آلاف الأكراد يقومون بالرحلة الخطيرة بحثا عن فرصة؟
وأجاب بأن المسؤولين في كردستان العراق يحاولون فهم الدوافع للأزمة التي أدت إلى مقتل أعداد من المواطنين في القنال الإنكليزي يوم الأربعاء، فهناك آلاف يحضرون أنفسهم للقيام بالمغامرة باتجاه أوروبا.
وقال شاب تخرج حديثا من جامعة السليمانية: "سأفعل ما يمكنني فعله" و"لو بقيت هنا فسأغرق بالدين على أي حال".
وأضاف شولوف أن الأخبار عن الغرق في البحر وعلى مسافة قصيرة من بريطانيا تلقاها المواطنون بصمت مكتوم بالعاصمة أربيل، فهذه المياه حاول عشرات الآلاف من الأكراد عبر العقود الماضية الوصول إليها.
ويعتقد أن معظم الوفيات في حادث الغرق جاءت من منطقة رانيا، شمال أربيل، حيث انتظرت العائلات بقلق الأخبار عن أبنائها وبناتها.
وقال رزين سليم (26 عاما): "آخر مرة اتصلت فيها مع أخي كانت يوم أمس، في الصباح، وقال: ’سنعبر الآن من فرنسا إلى بريطانيا‘، لكننا لم نسمع أية أخبار منه أو من مجموعته منذ ذلك الوقت... وشاهدنا بعض الصور على الإنترنت تشير إلى أنهم وصلوا إلى الجانب الآخر. لكننا لم نتعرف عليهم جيدا، ونأمل أنهم في حالة جيدة، وربما ألقت الشرطة البريطانية القبض عليهم، ولهذا السبب لم يرسلوا رسائل عبر الإنترنت".
وشكل المهاجرون من رانيا عددا غير متناسب ممن سافروا إلى بيلاروسيا في الأسابيع الماضية، على أمل اجتياز الحدود منها إلى بولندا التي ستكون منفذهم إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال الطالب المتخرج حديثا "هذه الكأس المقدسة لنا، ولو وصلنا إلى هناك فسنحصل على الاحترام وسنعيش حياتنا. ولو بقينا فلن نحصل على احترام أو حياة".
اقرأ أيضا: إيكونوميست: مأساة "المانش" كشفت حسابات حكومة جونسون
وأكد رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، أن البحث عن فرصة هو سبب الهجرة وليس اليأس الاقتصادي.
وقال في مؤتمر الشرق الاوسط للسلام والأمن الذي عقد بمدينة داهوك الأسبوع الماضي: "للأسف، فيبدو أن هؤلاء الناس تعرضوا لاستغلال عدد من الأشخاص، لنقل وكالات السفر، مهربي البشر ولو سمح لي بالقول، بعض تجار السياسة وبالطبع بعض الأشخاص من داخل بيلاروسيا أيضا".
وأضاف: "لم يترك هؤلاء الأشخاص المنطقة نتيجة لأي ضغط ولم يكونوا ملاحقين قانونيا أو فرضت عليهم قيود السفر. ومعظمهم سافر بحرية عبر الطيران والطرق الرسمية".
وأضاف: "يريد الكثيرون منهم الذهاب إلى أوروبا بحثا عن فرصة مختلفة" و"هذه ليست رحلة يأس، وآمل أن يعرف العالم أن هؤلاء الناس ذهبوا إلى هناك مثل أي مهاجر في أي منطقة من العالم، يريد السفر بحثا عن فرص مختلفة. ولو أرادوا العودة، فإنه يمكنهم عمل هذا".
ونظمت حكومة إقليم كردستان رحلات لإعادة المهاجرين على الخطوط الجوية العراقية وعاد على متنها 400 كردي من بيلاروسيا في الأسبوع الماضي.
وعبر 700 آخرون عن رغبة بالعودة، في وقت أعلنت فيه السلطات عن اعتقال 10 أصحاب وكالات سفر سهلوا عملية خروجهم.
وحاول أمن المطار منع المسافرين إلى مينسك، عاصمة بيلاروسيا، ودققوا في الأوراق ونقاط التوقف في إسطنبول ودمشق.
ولكن المصممين على الخروج يقولون إن الفرص التي يتحدث عنها المسؤولون ليست موجودة، أو إنها منحصرة في قطاعات صغيرة من الاقتصاد وتعاني من مشاكل.
وقال الطالب: "يريدون أن يحدث هذا، لكن حديثهم بهذه الطريقة لا يعني أنه كذلك" و "ما دامت الأمور سيئة فسيرغب الناس في الهجرة".