هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرحت المراسلة من قبل المباحث الجنائية في طرابلس بضرورة إيقاف واستبعاد اللواء الليبي، خليفة حفتر، من الانتخابات، لصدور أوامر ضبط سابقة بحقه؛ مزيدا من التساؤلات حول مصير العملية الانتخابية في شرق البلاد وجنوبها، كونها مناطق نفوذ الجنرال الليبي.
وأشارت المباحث الجنائية الليبية
إلى أن حفتر له سوابق، ومن ثم لا يحق له الترشح، ويجب استبعاده، وكذلك توقيفه، كما طالبت
النيابة العسكرية خضوعه للتحقيق في جرائم منسوبة له.
انتقاد روسي
في سياق آخر، انتقدت روسيا قرار
مفوضية الانتخابات الليبية إقصاء المرشح، سيف القذافي، من السباق الانتخابي، واصفة ما
حدث بأنه "تمييز يدعو للقلق"، مطالبة بضرورة مشاركة الجميع في الانتخابات
بفرص متكافئة، خاصة أتباع النظام السابق.
ورأى مراقبون أن "الموقف
الروسي من استبعاد نجل القذافي يؤكد أنه كان مرشحهم في الانتخابات الليبية، وكانوا سيدعمونه
بقوة، وهو ما يشير إلى ابتعاد موسكو فعليا ورسميا عن حفتر الذي يعتبر منافسا لسيف الإسلام،
رغم وجود مرتزقة روس قاتلوا في صفوف قوات حفتر".
والسؤال: هل يؤدي استبعاد حفتر
إلى تعطيل الانتخابات شرقا وجنوبا؟ وفي حال استكماله الانتخابات، هل تأكد تخلي الروس
عنه بعد موقفهم من القذافي الابن؟
اقرأ أيضا: "عربي21" تحاور نوري أبوسهمين بعد استبعاده من انتخابات ليبيا
من جهته، أكد عضو مجلس الدولة
الليبي، علي السويح، أن "طلب الجنائية بطرابلس لن يقبل ولن يلتفت له أحد؛ لأنه يبدو
أن مفوضية الانتخابات ذاهبة في طريق مرسومة لها مسبقا بعد إقحام نفسها في العملية السياسية، وأصبحت جزءا من المناكفات السياسية، بدليل قبولها قانون انتخابات معيبا، ومن طرف مجلس
النواب منفردا دون الرجوع للاتفاق السياسي".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21"
إلى أن "مستقبل الانتخابات الليبية غامض، خاصة بعد التخبط الواضح في المفوضية، وتبعها مجلس القضاء الآن بإصدار قرارات تم التراجع عنها، وما حدث في محكمة سبها والاعتداء
على مرشح رئاسي في درنة"، وفق كلامه.
وتابع: "يبدو أن بعض الدول
لديها مترشح تريد فرضه بأي طريقة، وهذا واضح في دعم الروس لسيف الإسلام، معتقدين نجاحه، بالرغم من العوائق القانونية التي تنطبق عليه. أما الاتحاد الأوربي، وتهديده بالعقوبات، فهو لم يكن جديا في حل الأزمة في ليبيا، لاختلاف المصالح بين أعضائه، خاصة إيطاليا وفرنسا
وبريطانيا، لذا لم يعد أحد من الأطراف السياسية في ليبيا يعير أي اهتمام لهذه التهديدات"،
كما قال.
دور القضاء
في حين، قال وزير الدفاع الليبي
السابق، محمد البرغثي، إن "المفوضية العليا للانتخابات ملزمة بالنظر في جميع الطعون
التي تقدم ضد المرشحين، وإحالتها للقضاء المتمثل في النائب العام والمحاكم التي حُددت
لقبول الطعون، والنظر فيها من الناحية الإجرائية والقانونية".
وأضاف في تصريح لـ"عربي21":
"ومتى توفرت الأدلة يجب أن ترفض أوراق المترشح إذا كان مدانا، أو أن الجرم المثبت
عليه يستوجب إدانته واستبعاده، وبخصوص رسويا وسيف وغيرهم، يجب ألا تنظر المفوضية إلى
تعاطف وتأييد من أي جهات خارجية، مهما كان تأثيرها على سير الانتخابات"، كما قال.
اقرأ أيضا: الجنائية الليبية تبلغ مفوضية الانتخابات بسوابق حفتر لاستبعاده
من جانبه، قال المحلل السياسي
الليبي المقيم في أمريكا، محمد بويصير: "أنا ضد الاستبعاد، ويجب أن يُترك الأمر
للشعب، لأن لعبة الاستبعاد قد تزيد من التوتر في البلاد، وتؤثر على سير العملية الانتخابية،
كما أني ضد استبعاد سيف القذافي أيضا، وليعطوا الناس فرصة هزيمة من يحاول العودة إلى
زمن القمع والرعب عبر الصناديق".
وفي تعليقه على موقف الروس من
استبعاد سيف وتخليهم عن حفتر، قال: "الروس أنفسهم يقودهم نظام قمعي يضع مواطنيه
في السجون، لذلك لا أستغرب موقفهم من قضية سيف، أما الأوربيون، فنرجو أن يكون موقف الاتحاد
الأوروبي رادعا فعلا لمن يريد التخريب أو العرقلة"، بحسب تصريحه لـ"عربي21".