صحافة إسرائيلية

مقارنة إسرائيلية تتوقع مزيدا من الصعوبات أمام بينيت وبايدن

قال كاتب إسرائيلي إن "هناك أوجه شبه بين صعود بايدن وتأسيس حكومة بينيت"- جيتي
قال كاتب إسرائيلي إن "هناك أوجه شبه بين صعود بايدن وتأسيس حكومة بينيت"- جيتي

بعد مرور ستة أشهر على تشكيل حكومة نفتالي بينيت خلفا لبنيامين نتنياهو، ومرور عشرة أشهر على تنصيب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة خلفا لدونالد ترامب، يمكن الحديث أن هناك جملة قواسم مشتركة تخص الاثنين، لعل أهمها أنه تم اختيار كليهما على أساس رفض سلفهما في المنصب، ورغم الكشف عن وعودهما بالتغيير، لكن الأنباء السيئة لهما أن الوضع لديهما سيزداد سوءًا، وفق الرؤية الإسرائيلية.


وتتحدث التقديرات الإسرائيلية أن بايدن لم يكن قصة نجاح كبيرة في السياسة الأمريكية، فقد حاول مرتين الترشح للرئاسة في انتخابات 1988 و2008، لكنه فشل في المراحل الأولى من الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، ولعل من أسباب ذلك افتقاره للكاريزما التلفزيونية، والقدرة الخطابية، والانبعاثات الإشكالية التي قدمته كسياسي غير ناضج، ورغم ذلك فقد شهد عام 2020 أن اتفقت كل النجوم في السماء لصالحه، وأدت لفوزه في الانتخابات.


باروخ لاشيم، الأكاديمي الإسرائيلي، ذكر في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21"، أنه "بعد مرور عام تقريبًا على انتخابه، يشهد بايدن انخفاضًا ثابتًا في استطلاعات الرأي، لأن 36٪ فقط من الأمريكيين راضون عن أدائه كرئيس مقارنة بـ53٪ غير راضين، ويعتقد 31٪ فقط أنه يفي بوعوده الكبيرة في الحملة الانتخابية، وفي حال إجراء انتخابات التجديد النصفي، فإن 51٪ سيدعمون المرشح الجمهوري في دائرتهم، و41٪ فقط سيؤيدون المرشح الديمقراطي".


وأضاف لاشيم، المحاضر بقسم السياسة والاتصال في كلية هداسا، ومؤلف كتاب "نتنياهو مدرسة التسويق السياسي"، أن "هناك أوجه شبه بين صعود بايدن وتأسيس حكومة بينيت في إسرائيل، ففي الولايات المتحدة كان السبب الرئيسي للناخبين هو "ليس ترامب فقط"، وفي إسرائيل "ليس نتنياهو"، وهنا أيضًا، كما هناك، ليس لدى السياسيين الذين يقودون الحكومة قصص نجاح من قبل، على الأقل خصوم نتنياهو على اليمين".

 

اقرأ أيضا: مخاوف إسرائيلية من "هدية" أمريكية لإيران بمفاوضات النووي


وأوضح أن "يائير لابيد لا يستطيع تحريك حزبه "هناك مستقبل"، ما لا يشجعه على الاستمرار، أما بايدن، فإن قادة الحزب في إدارته لديهم صورة رمادية، الأمر الذي لا يسمح بصعوده من الخطب الكاسحة، وسيكون اختباره هو القدرة على إحداث تغييرات في المجالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والصحية. في المقابل، فإن المجال السياسي مسدود؛ بسبب الحظر الذي فرضته الحكومة الإسرائيلية".


في الوقت ذاته، هناك قائمة بالمسائل التي ربما يجدر أن تعالجها الحكومة الإسرائيلية، ومن أهمها: التأثير على الاتفاق النووي بين القوى العظمى والإيرانيين، ومحاربة سلالة كورونا الجديدة، ووقف ارتفاع تكاليف المعيشة، وإنقاذ إسرائيل من الازدحام المروري، والسماح للأزواج الشباب بشراء مساكن، وأكثر.


في المحصلة، هذه مهمة ضخمة، حتى بالنسبة لتحالف متجانس ومستقر لديه إجماع واسع داخله حول الأهداف التي يواجهها، فما بالنا ونحن أمام حكومة بينيت – لابيد، التي لا تتمتع بهذه الصفات، والانطباع أن رؤساء الأحزاب التي يقودونها يفعلون كل شيء للتأكيد على الخلافات بينهم، وطالما أن حياة الرئيس الأمريكي بايدن ستصبح أكثر صعوبة، مع اقتراب الانتخابات القادمة، فهذا هو مصير حكومة بينيت- لابيد أيضاً.

التعليقات (0)