هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت
صحيفة "هآرتس" العبرية، أن سياسة "الضغط بالحد الأعلى"، باتت عديمة الجدوى، كونها أثبتت فشلها في قطاع
غزة، وبالتالي فهي لن تنفع مع إيران.
وأوضحت الصحيفة في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل، أنه
"في حملة الإعلام وتجنيد المناصرين التي تقوم بها إسرائيل بشكل كثيف ضد
المفاوضات مع إيران، تطرح ضرورة استمرار سياسة العقوبات الشديدة وعدم الخضوع
لابتزاز إيران؛ كوسيلة ناجعة وأساسية لدفع طهران للتراجع عن مشروعها النووي".
استراتيجية
قديمة
ونبهت
الصحيفة العبرية إلى أن هذه "استراتيجية إسرائيلية ثابتة، وأوتوماتيكية
قديمة عفا عليها الزمن، والجانب المهم فيها؛ يتمثل في التناقض الذي يكمن بداخلها،
والمطالبة بفرض العقوبات، لا يمكنها الاعتراف بأن إيران دولة عقلانية، وسياستها
يوجهها مبدأ التكلفة والفائدة".
ولفتت "هآرتس"، أنه "حسب هذه النظرية؛
فإن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها إيران وعزلتها غير الكاملة، والغضب الداخلي
الذي يهدد استقرار النظام، هي الأدوات التي يمكن أن تعيدها إلى الاتفاق النووي
الأصلي، وضمان أن لا يتم إنتاج قنبلة نووية، ولكن هذه المطالبة بالعقوبات تناقض
عدم ثقة إسرائيل بالاتفاق الأصلي، وجدواه في منع إنتاج قنبلة نووية، وإذا كان
الأمر هكذا، فبماذا ستفيد العقوبات، وماذا أفادت حتى الآن؟".
وأكدت
الصحيفة العبرية أن "العقوبات بحد ذاتها، التي تتعرض لها منذ 40 عاما، لم تغير سياسة إيران. وحتى "الضغط بالحد
الأعلى" الذي استخدمه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ضد طهران لم يغير
ذلك، علما بأن إيران وقّعت على الاتفاق إبان ولاية باراك أوباما عام 2015، عندما اعتبرته
شريكا مستعدا لتفهم مخاوفها والموافقة على صيغة تلبي احتياجاتها. وظلت إيران، تتمسك
بالاتفاق النووي حتى عندما تم انتخاب ترامب للرئاسة، حيث انتظرت مرور سنة عن إعلان
انسحابه من الاتفاق حتى بدأت بخرقه بشكل علني، مع ذلك، لم تعلن انسحابها من
الاتفاق أبدا".
اقرأ أيضا: باحث إسرائيلي يرصد مراحل تطبيع المغرب من الخفاء للعلن
ورأت
صحيفة هآرتس أن "انتخاب جو بايدن للرئاسة وسياسته المصممة على العودة للاتفاق
النووي، وفرت لإيران فرصة للعودة إلى المفاوضات، فهل هي تريد الآن إطالة الوقت كي
تستطيع تخصيب اليورانيوم وإنتاج قنبلة؟" منوهة إلى أن "الافتراض في
إسرائيل، أن هذا هو هدفها، وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا يجب على إيران العودة
للمفاوضات أصلا؟ وهل تخشى على سمعتها الجيدة، كي لا يفرض عليها المجتمع الدولي
المسؤولية عن خرق الاتفاق وتعطي بذلك شرعية لمهاجمتها عسكريا؟".
حصار غزة
الخانق
وبينت
الصحيفة، أن "هذا التحليل، لا يناقض فقط النظرية التي تقول بأن إيران هي دولة
عقلانية، بل يتجاهل أن مهاجمتها عسكريا يقتضي الأخذ في الحسبان الردود المتوقعة من
حليفتيها روسيا والصين، إضافة إلى ذلك، جهود إسرائيل لإقناع الولايات المتحدة
بمواصلة سياسة العقوبات تستند إلى الاعتراف بأن بايدن لن يكون شريكا في أي هجوم
عسكري".
وتابعت: "من هنا، ادعاء إسرائيل، الذي بحسبه إيران
أصبحت دولة حافة نووية، ولذلك يجب العمل ضدها عسكريا على الفور وعدم الانتظار حتى
يتم عرض قنبلة نووية في استعراض عسكري، هو ادعاء لا يتساوق مع المطالبة بفرض
عقوبات ولا يتساوق مع الواقع".
وشددت
"هآرتس"، على وجوب أن "تستوعب تل أبيب هذا الدرس، لأنها هي
نفسها تدير منذ 14 عاما سياسة "الضغط بالحد الأعلى" غير المجدي ضد
غزة، كنموذج مصغر، والمنطق في فرض الحصار الخانق على غزة تغير في الحقيقة مع مرور
السنين، لكن الحصار بالأساس استهدف وقف تسلح حماس ومنع تهديدها عسكريا لإسرائيل،
وإحداث انقلاب على حكمها في غزة".
وقالت
الصحيفة الإسرائيلية إنه "خلافا لإيران، إسرائيل استخدمت في عدد كبير من
المرات "الخيار العسكري" بصورة قاسية، وماذا كانت النتيجة؟ ... فإسرائيل
مع شريكات عربية، تحاول التوصل إلى اتفاق تسوية بعيد المدى، يتضمن تنازلا من جانبها
عن العقوبات والمساعدة في الإعمار الاقتصادي وبناء بنى تحتية، تحفز حماس لوقف
إطلاق النار".
وقدرت الصحيفة، أن "هذا
الاتفاق، لن يمنح إسرائيل الاعتراف من قبل حماس، ولن يغير أيديولوجيتها، ولن يؤدي
لنزع سلاحها"، مشيرة إلى أن "هذا هو نوع الاتفاق الذي تريد الدول
الغربية العظمى التوصل إليه مع إيران فقط، مع زيادة؛ تجميد المشروع النووي".