هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن نجاح منتدى التعاون الصيني الأفريقي المنعقد في العاصمة السنغالية داكار، الذي يعكس مدى تنامي النفوذ الجيوسياسي للصين.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"؛ إن نتائج الشراكة الاقتصادية بين دول أفريقيا والصين مثيرة للدهشة. وحسب الأستاذ في جامعة ساوث كارولينا شيه تيان، فإن هذه الشراكة مرت بمرحلتين.
قامت المرحلة الأولى على استثمار الصين في عهد جيانغ زيمين بشكل كبير في تنمية البنية التحتية في أفريقيا من خلال بناء الموانئ والطرق والقواعد الجوية. أما المرحلة الثانية، بدأت في عهد الرئيس الحالي شي جين بينغ، وتمثلت في رهان الصين في القارة الأفريقية على الرقمنة من خلال إنشاء مراكز معالجة البيانات وتطوير مبادرة المدينة الذكية.
في عهد جيانغ زيمين، ركزت الصين على الاستثمار في كل من نيجيريا وأنغولا وإثيوبيا وكينيا وزامبيا وجنوب أفريقيا والكونغو والكاميرون وموزمبيق. ومقابل تطوير مشاريع البنية التحتية وأخرى متصلة بالموارد الطبيعية، أقرضت السلطات الصينية الدول الأفريقية مبالغ مهمة (غانا 5.5 مليار دولار، نيجيريا 5.4 مليار دولار، غينيا الاستوائية 2.6 مليار دولار، أثيوبيا وجنوب أفريقيا 2.2 مليار دولار). ويستثمر الصينيون حاليا في البلدان الساحل وجنوب الصحراء. وتعتبر شركات التكنولوجيا مثل شركة هواوي محرك الاستثمارات "الرقمية" في الصين.
وذكرت الصحيفة أنه على مدى السنوات العشرين الماضية، زاد حجم التجارة الخارجية بين الصين والدول الأفريقية من حوالي 20 مليار دولار إلى 200 مليار دولار. وتشمل واردات الصين من أفريقيا المعادن والمواد الأولية الأخرى، من بينها النفط والبوتاسيوم والنحاس وخامات الحديد والأخشاب.
بعد وصول شي جين بينغ إلى السلطة ارتفع حجم الصادرات الصينية إلى أفريقيا، مقابل انخفاض حجم الواردات الصينية من هذه الدول. ثم توقفت الصين عن التعامل مع أفريقيا كمصدر للمواد الخام وبدأت في مساعدتها على تطوير إنتاجها، بما في ذلك إنتاج السلع ذات القيمة المضافة العالية.
وأشارت الصحيفة إلى أن تعزيز النفوذ الصيني في أفريقيا أثار غضب الدول الغربية، ولعل ذلك ما دفع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إجراء زيارة غير متوقعة إلى كينيا ونيجيريا والسنغال عشية القمة الصينية الأفريقية، واعدا بإنشاء مشاريع من شأنها تعزيز الشراكة مع الولايات المتحدة.
بروكسل تبدأ "الاستعمار الثاني" لأفريقيا.
من أجل المساعدة في مكافحة الوباء، أرسلت الصين 500 طبيب وخبير في الصحة العامة إلى أفريقيا. ونظرا للانتشار السريع للمتحور الجديد من فيروس كورونا "أوميكرون" في الدول الأفريقية، ستعمل الصين على توفير مليار جرعة من اللقاحات للبلدان الأفريقية، 600 مليون جرعة منها مجانا، وسيتم إنتاج الكمية المتبقية باستخدام التقنيات الصينية في أفريقيا.
قدمت الصين حتى الآن 136 مليون جرعة من اللقاحات إلى أفريقيا. ومن جهتها، تعهدت الولايات المتحدة بتقديم ما يزيد عن 17 مليون جرعة من لقاح جونسون آند جونسون إلى الاتحاد الأفريقي. وبناء على ذلك، زاد الحديث في أفريقيا عن محاولة الغرب اتباع سياسة "الاستعمار الجديد" من خلال استنزاف الموارد. وتبدو مبادرة الاتحاد الأوروبي تحت اسم "البوابة العالمية"، التي يُزعم أنها تهدف إلى تعزيز البنية التحتية في البلدان النامية، أشبه بمخطط استعماري، فضلا عن كونها محاكاة للمشروع الصيني"طريق الحرير الجديد".
وأضافت الصحيفة أن برنامج المنح الدراسية للطلاب الأفارقة للدراسة في الصين مستمر منذ 15 سنة. وقد تضاعف عدد الطلاب المتمتعين بالمنح 40 مرة على مدى العقدين الماضيين. وبعد الدراسة في الصين، يعود الكثير من المتخرجين إلى أوطانهم ليصبحوا أطرافا فاعلة في الاستثمارات الصينية.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)