هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اختتم مفاوضون أوروبيون مع نظرائهم من إيران والصين وروسيا في فيينا الجمعة، جلسة سابعة من المفاوضات الرامية إلى إحياء اتفاق النووي مع إيران، وسط حديث عن تقدم طفيف في المحادثات، مع أهمية الاستئناف السريع لها تجنبا لأي فشل.
وقال دبلوماسيون كبار من فرنسا وألمانيا
وبريطانيا إنه "تم إحراز بعض التقدم على المستوى التقني في الساعات الـ24 الأخيرة،
في المحادثات التي عقدوها في فيينا، بهدف إنقاذ اتفاق النووي المبرم عام 2015 بين
إيران والقوى الكبرى"، وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس".
لكنهم حذروا قائلين: "إنّنا نتّجه سريعاً
إلى نهاية الطريق في هذه المفاوضات"، مشيرين إلى أن رئيس الوفد الإيراني
المفاوض علي باقري عبّر عن رغبة في العودة إلى طهران.
استئناف سريع
ورأى الدبلوماسيون أن توقف المحادثات
لسبب لم يحدد "مخيّب للآمال"، مؤكدين أن جميع الشركاء الآخرين
"مستعدون لمواصلة المحادثات (..)، وندعو إلى استئنافها سريعا وتسريع
وتيرتها"، ولم يتم تحديد موعد للجلسة المقبلة.
وأكد منسق الاتحاد الأوروبي أنريكي
مورا في تصريحات صحفية بالعاصمة النمساوية، أنه "ليس لدينا أشهر أمامنا،
وإنما أسابيع (..)، لا يمكنني أن أعلن بعد عن موعد رسمي، لاستئناف
المفاوضات".
من جانبه، علق مستشار الأمن القومي
الأمريكي جيك سوليفان على المحادثات قائلا: "لا تسير بشكل جيد، بمعنى أننا
لم نجد بعد سبيلا للعودة إلى اتفاق النووي"، مضيفا "أننا نسدد فواتير
القرار الكارثي بالخروج من الاتفاق عام 2018".
ولفت سوليفان خلال كلمة أمام مجلس
العلاقات الخارجية في واشنطن، إلى أنّ اتفاق النووي وضع سقفا للبرنامج النووي الإيراني،
مستدركا بأن "المحادثات أحرزت في الجولة الأخيرة بعض التقدم (..)، وننسق مع الدول
الأوروبية الثلاث المشاركة في اتفاق النووي (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، ومع
الصين وروسيا".
اقرأ أيضا: WP: ضغط إسرائيلي على واشنطن بشأن محادثات نووي إيران
بدوره، قال كبير مفاوضي طهران علي باقري:
"تضمنت هذه الجولة من المحادثات نقل آراء ومواقف الحكومة الجديدة"، منوها
إلى وجود مسودتين جديدتين، "الأولى حول إلغاء الحظر المفروض والثانية حول الإجراءات
النووية".
من جهته، ذكر الموفد الروسي
ميخائيل أوليانوف في تغريدة على موقع "تويتر"، أنه "كان من المقرر
استئناف المحادثات من حيث توقفت في حزيران/ يونيو، حين طلبت طهران تعليقها بسبب
الانتخابات الإيرانية".
وتابع: "الجولة الأخيرة كانت ناجحة
بمعنى أنها أرست أساسا صالحا لمفاوضات أكثر عمقا"، وقال: "الآن يفهم
المفاوضون بعضهم البعض بشكل أفضل".
إخافة إيران
وفي سياق متصل، اعتبر مسؤول أمريكي
كبير، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الجولة الأخيرة من مفاوضات فيينا، "كانت
أفضل مما كان يمكن أن تكون، وأسوأ مما كان ينبغي أن تكون"، على حد وصفه.
وشدد على ضرورة تسريع وتيرة
المفاوضات بشكل كبير، مشيرا إلى أن المفاوضين الأمريكيين مستعدون للعودة إلى فيينا
قبل حلول العام الجديد.
وقال: "إذا استغرق الأمر كل هذا
الوقت الطويل للاتفاق على جدول أعمال مشترك، فتخيّلوا كم من الوقت سيستغرق حلّ القضايا
المدرجة على جدول الأعمال".
وفي بيان مشترك، دعا مسؤولون
أمريكيون سابقون بينهم وزير الدفاع في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما،
الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس، إدارة بايدن إلى إطلاق مناورة عسكرية كبرى، أو
إجراء تحركات أخرى، بهدف "إخافة إيران".
وذكر البيان، أنه "من دون
إقناع إيران بأنها ستعاني من عواقب وخيمة إذا ما استمرت بمسارها الحالي، فستكون الآمال
بنجاح الدبلوماسية ضئيلة (..)".