هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في
ساعة متأخرة من يوم الثلاثاء، وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس، في منزله
بالأراضي المحتلة عام 1948.
وقالت وزارة الحرب الإسرائيلية، في بيان، إن
عباس وغانتس تباحثا في "قضايا أمنية ومدنية على المحك"، وفق تعبيرها.
وبحسب البيان، ركز
الاجتماع على "الاهتمام المشترك في تعزيز التنسيق الأمني، والحفاظ على
الاستقرار الأمني، ومنع الإرهاب والعنف"، وفق وصفها.
وقال بيان الوزارة إن
غانتس أبلغ عباس "أنه يعتزم مواصلة الإجراءات الهادفة إلى تعزيز الثقة في
المجالين الاقتصادي والمدني".
وكشف الصحفي الإسرائيلي المختص بالشؤون الفلسطينية، غال بيرغر، جانبا مما دار في اللقاء، وقال إن مصدرا فلسطينيا أبلغه بأن نجل غانتس دخل فجأة على الاجتماع، فقام وزير حرب الاحتلال بتقديمه لعباس، وأخبره بأنه "صنع جنديا".
وأضاف: "عباس رد حينها.. آمل أن يخرج السلام من هذا البيت".
وأشار بيرغر إلى أن غانتس أهدى عباس زيت زيتون، وقال إنه "إسرائيلي"، في حين عباس قدم له هدية، دون التطرق إلى ماهيتها.
ويأتي هذا اللقاء بعد
نحو أربعة أشهر على اجتماع الرجلين في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة.
وشهدت العلاقات بين
السلطة وحكومة الاحتلال قطيعة منذ صعود رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين
نتنياهو إلى الحكم عام 2009 وحتى 2021.
وبقيت المفاوضات معلقة
بين الطرفين منذ العام 2014، في ظل توسع الاستيطان، وتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية
بحق الفلسطينيين.
من جانبه، قال وزير
الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ، عبر حسابه على تويتر، إن الاجتماع
"تناول العديد من القضايا الأمنية والاقتصادية والإنسانية".
وناقش المسؤولان أيضا
"الأوضاع الميدانية المتوترة بسبب ممارسات المستوطنين".
وبحسب الشيخ، "تناول الاجتماع أهمية خلق أفق سياسي يؤدي إلى حل سياسي وفق قرارات الشرعية
الدولية".
من جانبه، ندد حزب
الليكود اليميني باجتماع عباس وغانتس، وقال في بيان إن "التنازلات الخطيرة
لأمن إسرائيل ليست سوى مسألة وقت".
— حسين الشيخ Hussein Al Sheikh (@HusseinSheikhpl) December 28, 2021
حماس تستنكر
من جانبها، استنكرت حركة حماس، لقاء عباس بغانتس، والذي يأتي بالتزامن مع الذكرى السنوية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2008.
وقالت الحركة في بيان، إنها تعد اللقاء استفزازا للفلسطينيين الذين يتعرضون لحصار ظالم في فطاع غزة وتصعيد عدواني يستهدف أرضهم وحقوقهم الوطنية ومقدساتهم في الضفة الغربية المحتلة والقدس، ويمثّل استهتارا بمعاناة الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال.
وأضافت، أن "هذا اللقاء "الحميمي" وتبادل الهدايا الذي تم بين زمرة التنسيق الأمني وبين جيش العدو، يكشف مجددا الانحدار الكبير الذي وصلت إليه هذه السلطة ورئاستها؛ من التعاون الأمني مع العدو، وملاحقة المقاومين والأحرار من أبناء شعبنا، والذي أدى مؤخرا إلى استشهاد أمير اللداوي وحمزة شاهين، ومن الانزلاق الخطير في مراعاة مصالح العدو واحتياجاته مقابل محافظة الاحتلال على بقاء سلطة التنسيق الأمني، كياناً وظيفياً بلا أيّ مضمون أو مستقبل سياسي".
وأكدت حماس على رفضها وإدانتها لمثل هذه اللقاءات التي لا تخدم إلا الاحتلال، مشددة على أنه "كان على رئيس سلطة أوسلو أن ينحاز إلى شعبه، ويلتقي بالكل الوطني، لاتخاذ الخطوات العملية التي تضمن تعزيز عوامل قوّة شعبنا، والاستناد إليها للخلاص من الاحتلال".