سياسة تركية

دعاوى ضد زعيم حزب تركي بسبب موقف مع مواطن من أصل سوري

أوميت أوزداغ متهم بالعنصرية مع اللاجئين السوريين في تركيا- تويتر
أوميت أوزداغ متهم بالعنصرية مع اللاجئين السوريين في تركيا- تويتر

واصل زعيم حزب "النصر"، أوميت أوزداغ، حراكه ضد اللاجئين في تركيا، وكان بارزا مقطع الفيديو الذي نشر له على مواقع التواصل الاجتماعي مع مواطن تركي من أصل سوري.

وكشفت صحفية تركية، أن دعوى جنائية رفعت ضد أوزداغ الأربعاء، بعد نشره مقطع الفيديو على صفحته في "تويتر"، ما أثار جدلا واسعا في البلاد.

 

وأوضحت أن شرطة إزمير تقدمت بطلب إلى الادعاء العام في الولاية ضد أوزداغ، بتهمة ارتكاب ثلاث جرائم، وهي: "إثارة الكراهية والعداوة بين المواطنين، وإساءة استخدام النفوذ، والمساس بخصوصية الآخرين".

ويتهم أوزداغ -الذي طرد من حزب "الجيد" وأسس حزبا جديدا مؤخرا- بالعنصرية ضد اللاجئين، الذين يصفهم بأنهم "خطر على مستقبل تركيا".

والثلاثاء الماضي، نشر أوزداغ مقطع فيديو يظهر دخوله إلى محل لبيع المجوهرات، يعود لمواطن تركي من أصل سوري، وطلب منه إبراز وثائقه الرسمية بما فيها هويته التركية وترخيص المحل واللوحة الضريبية ورخصة حمل السلاح.

 

اقرأ أيضا: كليتشدار أوغلو يعود لإهانة أردوغان بعد تنازله عن دعاو ضده

وكتب أوزداغ: "جاء إلى تركيا منذ سبع سنوات، لغته التركية ضعيفة، لكنه حصل على الجنسية، ويحمل رخصة سلاح، وحصل على ترخيص العمل بالمجوهرات من شانلي أورفا، وفتح محلا في إزمير، يوجد مثله أكثر من 900 ألف، هل تدرك تركيا الخطر الذي تواجهه؟".

 

 

 

 

 

 

وأثار مقطع الفيديو الذي نشره أوزداغ في صفحته على "تويتر"، جدلا واسعا بين المغردين الأتراك.

وتحجج أوزداغ في تغريدة أخرى على "تويتر" بعد مهاجمته بالقول: "لم أتفاجأ من مهاجمة الأغبياء استراتيجيا لي بسبب زيارة الصائغ السوري، كيف اجتاز شخص لا يتكلم اللغة التركية الاختبار النفسي وحصل على رخصة سلاح؟.. تم منح أكثر من 900 ألف سوري الجنسية التركية.. ألا يعد ذلك تهديدا للديمقراطية؟ الهدف هو إبعاد السوريين إلى تركيا، وإنشاء دولة لمنظمة العمال الكردستاني في سوريا".

ورد مواطن تركي يقيم في ألمانيا منذ 46 عاما يدعى عرفان يازجي، بمقطع فيديو، أظهر فيه أماكن العمل المملوكة لأتراك في ألمانيا، قائلا: "تخيلوا أن من يصور هذه المحلات شخص ألماني ويستهدفها، تخيلوا.. لقد عشنا هنا في وضع مضطرب، وأحرقوا منازلنا".

وقال: "سيدي النائب، قبل سنوات أحرق منزل في مدينة زولينغن لشابة تركية تسمى مولودة، وماتت حرقا مع أطفالها الخمسة، كل ذلك بسبب العنصرية".

وأضاف: "أقول ذلك لأوضح لكم كيف أن العنصرية أمر قبيح".

 

 

 


أما الصحفي التركي المعروف جيم كوتشوك، فقال إن أوداغ يواصل "نهج الفاشية"، مضيفا أن "الرجل (قاصدا السوري) حصل على الهوية التركية، وقام بفتح محل، ويواصل حياته بهذا الشكل، والقانون التركي بصفته تركيا يسمح له بالحصول على رخصة حيازة سلاح، وفي فرنسا وألمانيا ما يقارب الخمسة ملايين تركي، وما يقارب الـ500 ألف في الولايات المتحدة، وكذلك الآلاف في كندا، يحصلون على الجنسية ويفتحون محلاتهم، تخيلوا لو جاء ألماني فاشي إلى محل تركي وسأل عن الهوية".

وأضاف، أنه "تم التعامل مع السوري كأنه مجرم، وكأنه لم يهرب من بلده بسبب الحرب وجاء على مزاجه".

ورأى أن "ما فعله أوزداغ ليس سوى جريمة واضحة وتحريضا ولا يمكن تفسير ذلك إلا برهاب الأجانب".

 

 


وتنامت حدة العنصرية في تركيا، في ظل التصريحات التي يطلقها قادة المعارضة لأغراض انتخابية، فيما توعد زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو بإعادة السوريين إلى بلادهم في حال وصوله إلى السلطة بعد انتخابات 2023.

من جهتها، كتبت الصحفية التركية، ناغيهان ألتشي، في تقرير على صحيفة "خبر ترك"، إن ما حدث في متجر المجوهرات لمواطن تركي من أصل سوري في إزمير "محزن ومحرج للغاية"، مضيفة أن "موقفي واضح تجاه العقليات مثل أوميت أوزداغ، ورئيس بلدية بولو تانجو أوزجان".

وأشارت إلى أن "أوميت أوزداغ وضع نفسه في مكان كأنه الدولة، وطلب من المواطن بطاقته الشخصية والتراخيص، وسأله عن اللوحة الضريبية".

 

اقرأ أيضا: أردوغان يؤكد للمعارضة: لا وجود لانتخابات مبكرة

وكشفت أنه تم تقديم شكوى جنائية من السلطات عبر شرطة إزمير إلى مكتب المدعي العام أمس الأربعاء، بشأن ما جرى من أوميت أوزداغ مع المواطن صاحب محل المجوهرات، وهذه هي المرة الأولى التي تتحرك فيها الدولة التركية ضده.

وأضافت أن أوزداغ وضع نفسه مكان "سلطة الدولة" وقام بإجراء تدقيق، ونشر ذلك على العلن.

وشددت الكاتبة التركية، على أن هناك قضايا تهم المجتمع بأسره، ولا يمكن التضحية بها لمعادلات سياسية وحسابات تتعلق بالأصوات.

وكان أوزداغ عضوا بارزا في حزب الحركة القومية الذي يقوده دولت بهتشلي، وتقلد مناصب عدة، وفي عام 2015 حمل منصب مساعد رئيس الحزب قبل أن يستقيل في شباط/ فبراير 2016 بسبب خلافات مع زعيم حزبه وتوجهاته، ورغم محاولات عودته وإعلانه في نيسان/ أبريل 2016 ترشحه لمنصب زعامة حزب الحركة القومية، فقد أعلنت اللجنة التأديبية للحزب فصله بشكل نهائي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2017، انضم إلى حزب "الجيد" الذي أسسته ميرال أكشنار، وتم انتخابه نائبا لولاية إسطنبول في الانتخابات البرلمانية التي عقدت في 24 حزيران/ يونيو 2018، وبسبب مواقفه التي وصفت بـ"المتطرفة" فقد تم طرده من الحزب في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، لكن محكمة أبطلت القرار، ليقوم بعد ذلك بإعلان استقالته من الحزب في 4 آذار/ مارس 2021، ليؤسس بعد ذلك في آب/ أغسطس حزبا أسماه "النصر".

التعليقات (0)