صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: لقاء غانتس-عباس تغير جذري بالعلاقة مع السلطة

عباس التقى غانتس الأربعاء حيث أقر الأخير تسهيلات للسلطة- جيتي
عباس التقى غانتس الأربعاء حيث أقر الأخير تسهيلات للسلطة- جيتي

ما زال اللقاء "الحميمي" الذي جمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، في منزل الأخير المقام على أنقاض بلدة رأس العين الفلسطينية المحتلة، يثير المزيد من ردود الفعل الإسرائيلية، بين مرحب ومعارض.


وفي حين يرى البعض أنها محاولة "للتطبيع" مع السلطة الفلسطينية بعد سنوات من الجمود السياسي، يعتبرها آخرون جهدا ذاتيا لغانتس، بهدف تحسين فرصه الحزبية الداخلية.


وقاد غانتس في الأشهر الستة الماضية تغييرًا جذريًا في العلاقات مع السلطة الفلسطينية، بعد سنوات طويلة من القطيعة معها، وفي الوقت ذاته، فقد لقي لقاء غانتس-عباس ترحيبا أمريكيا رسميا صادرا عن وزارة الخارجية، ما يؤكد التوجه الأمريكي بترويج كفته على حساب خصومه، لأنه سيكون من الأسهل بالنسبة له كرئيس للوزراء تحقيق "صفقة القرن" التي يريدها الأمريكيون، حتى وإن تغيرات الإدارة الحاكمة في واشنطن.


باراك رافيد المحلل السياسي بموقع ويللا، ذكر في تقرير ترجمته "عربي21" أن "لقاء غانتس-عباس يشكل تغييرا جذريا في علاقة إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ولعله من أجل فهم مدى أهمية هذا الاجتماع الثاني، فإنه يكفي النظر للغة الأرقام، إذ إن آخر مرة زار فيها عباس إسرائيل للقاء رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في القدس المحتلة في 2016، ثم حضر جنازة الرئيس الأسبق شمعون بيريز، والتقى الاثنان، وتبادلا بضع كلمات لمدة تقل عن دقيقة".

 

اقرأ أيضا: واشنطن تشيد بلقاء عباس وغانتس وتدعو إلى "بناء الثقة"

وأضاف أن "لقاءات عباس-غانتس الأخيرة، تطوي صفحة قطيعة سادت العلاقة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية خلال 12 عامًا من حكم نتنياهو، حيث ظهر الخلاف بين القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية بصورة شبه مكتملة، وباتت أزمة الثقة بينهما عميقة ومدمرة، فقد قام نتنياهو بسلسلة من الإجراءات المتعمدة لإضعاف السلطة، وشكلت خطة الضم التي حاول الترويج لها العام الماضي الخطوة الأبرز، فيما لعب غانتس دورًا رئيسيًا في إحباط هذه الخطوة الخطيرة".


ويأتي لقاء عباس-غانتس عشية آخر اجتماع لمجلس الوزراء السياسي والأمني قبل بضعة أسابيع، وشهد تحذيرا لرئيس جهاز الأمن العام- الشاباك رونين بار، للوزراء من أن السلطة الفلسطينية على وشك الانهيار الاقتصادي والسياسي، لذلك فإنه يجب على إسرائيل أن تتخذ عملا استباقيا لمساعدتها، ورغم أن أبا مازن وسلطته مدوا أيديهم إلى نتنياهو، مرارا وتكرارا، فإن سياسته كان لها تأثير سلبي للغاية على مستقبل السلطة، ما أدى إلى تفاقم أوضاعها السلبية.


وبعد هذا اللقاء الثنائي بين عباس وغانتس، فإنه بات واضحا أن الأخير سيتسلم الحقيبة الفلسطينية في الحكومة بشكل شبه حصري، حتى وإن لم يعجب رئيس الحكومة ظهور هذا اللقاء على أنه دعاية مجانية لخصمه وشريكه في الوقت ذاته بيني غانتس، لكن نفتالي بينيت يدرك تمامًا أهمية هذه اللقاءات لمنع تصعيد عمليات المقاومة، والحفاظ على الاستقرار الأمني في الضفة الغربية، ما يؤكد أنه بدون مفاوضات سلام، فإن الحكومة الإسرائيلية تتحرك ببطء باتجاه التطبيع مع السلطة الفلسطينية.

 

تفاصيل جديدة


كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن عباس كشف لـ غانتس خلال اللقاءن "تعليماته بكل ما يتعلق بالتنسيق الأمني مع إسرائيل ومكافحة التوتر والسلاح في الضفة، مستقرة وقوية وهو لا يعتزم تغييرها، مشددا بالقول إنه "حتى لو صُوّب مسدس إلى رأسي، فسأمنع التصعيد".


وأعرب رئيس السلطة أمام وزير الحرب عن "سلسلة من المخاوف بالنسبة للوضع على الأرض، وبالأساس أعرب عن قلقه من أحداث في المستقبل في سياقات دينية من شأنها أن تقع في القدس، وتجعل من الصعب عليه أن يقف جانبا".

 

اقرأ أيضا: غانتس يقر أموالا وتصاريح "VIP" للسلطة.. وهذا ما تعهّد به عباس

ونوهت الصحيفة إلى أن رئيس السلطة أبدى "تخوفه من الارتفاع في اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الفترة الأخيرة، وأوضح أنه قلق من أن هناك انطباعا بأن الجريمة اليهودية القومية ستصبح منظمة أكثر".


وذكر عباس، أن "التوقع الإسرائيلي من أن تسحب السلطة الفلسطينية الطلب إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، هو غير واقعي، طالما أن إسرائيل لا تنفذ بادرات سياسية ذات مغزى".


وبحسب "يديعوت"، فإن عباس أوضح أنه "بسبب الوضع السياسي المعقد في إسرائيل، فإنه لا يرى خطوة سياسية تتحقق في المدى الزمني القريب"، طالبا من تل أبيب أن "تواصل تنفيذ خطوات بناء الثقة، مع التشديد على خطوات اقتصادية ومدنية".


وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الحرب أطلع أبا مازن على "سلسلة من الخطوات الاقتصادية على جدول الأعمال، منها  إضافة مئات ملايين الشواكل لميزانية السلطة كل سنة، وقد تحدث غانتس وأبو مازن عن الحاجة لإقرار مخططات هيكلية فلسطينية إضافية".


وأكدت أن "هذه المبادرات، هي استمرار للتعاون الذي ينشأ، ففي الفترة الأخيرة تعقد لقاءات عديدة بين لجان مشتركة للإسرائيليين والفلسطينيين في مواضيع الطاقة، المياه وما شابه، وتخلق هذه اللقاءات أجواء جديدة بين المستويات المهنية، وعليه فقد اتفق عباس وغانتس على مواصلتها وتعميقها".

التعليقات (1)
ابوعمر
الخميس، 30-12-2021 01:59 م
....هذه المرة سيحبل عباس وسيرزق طفله الأول بعد اعلان واشهار وتسجيل عقد الزواج مع الفحل الصهيوني غانتس ....