أخبار ثقافية

قريبا.. كتاب "رسائل متبادلة بين محمود شاكر وناصر الدين الأسد"

يعتبر شاكر والأسد من كبار المتخصصين في اللغة العربية والأدب العربي والدراسات اللغوية- عربي21
يعتبر شاكر والأسد من كبار المتخصصين في اللغة العربية والأدب العربي والدراسات اللغوية- عربي21

يصدر قريبا عن معهد المخطوطات العربية، ضمن السلسلة الثقافية، كتاب بعنوان (ثلاث رسائل متبادلة بين محمود شاكر وناصر الدين الأسد) بتحقيق يوسف السناري.

 

ويأتي نشر هذا الكتاب ضمن عدد خاص ينشر على هامش الاحتفال بناصر الدين الأسد في برنامج مدارات تراثية الذي ينظمه المعهد.


ويعتبر شاكر والأسد من كبار المتخصصين في اللغة العربية والأدب العربي والدراسات اللغوية الأصيلة، وقد جمعتهم صداقة طويلة وحب للعربية والدفاع عنها. وقد خاضا معركة أدبية بالضد من طه حسين والرد عليه في كتابه "في الشعر الجاهلي".

ففي الجامعة استمع شاكر لمحاضرات طه حسين عن الشعر الجاهلي، وكم كانت صدمته حين ادعى طه حسين أن الشعر الجاهلي منتحل وأنه كذب ملفق، ثم وقف يرد على طه حسين في صراحة وبغير مداراة ويفند ما جاء في تلك المحاضرات.

أما ناصر الدين الأسد الطالب حينها في كلية الآداب - جامعة القاهرة فقد تقدم برسالته العلمية للحصول على درجة الدكتوراه بعنوان "مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية". "وكانت هذه الرسالة، بقيمتها وما حملته من رؤية أصيلة ومنهج منضبط ومادة غزيرة، هي فصل الخطاب الذي أنهى الجدل ووضع حدًّا لكل ما أثير من نقاشات حول نسبة الشعر الجاهلي وأصالته طيلة هذه العقود"

وعن العلاقة التي جمعت محمود شاكر مع ناصر الدين الأسد يقول عبد الرحمن هاشم: "تعرف ناصر الدين الأسد على الأستاذ محمود شاكر، وسمعت أنه أعد رسالته للدكتوراه في بيت محمود شاكر، وكانت في صلبها، رداً على كتاب طه حسين "في الشعر الجاهلي"، وعندما سألت الدكتور ناصر الدين الأسد، بعد أن تزاملنا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، عن سر الجفوة التي نشأت بينه وبين أستاذه محمود شاكر، أبهم الجواب، وكنت قد سألت من قبل الأستاذ محمود شاكر نفسه عام 1962 فشتمني، فتوقعت أن ناصر شعر بأنه ما كان ينبغي له أن يقف هذا الموقف من طه حسين، ولاحظت كذلك أنه في كل العروض التي يقدمها لكتابه يذكر أنه لم يكن يقصد الرد على طه حسين."

ويضيف أنه "في الخمسينيات عمل الدكتور ناصر الأسد مديراً للإدارة الثقافية بالجامعة العربية، وهو المكان الذي كان يشغله د. طه حسين، وربما ارتبط بشيء من الود مع طه حسين، وخالف في هذا شيخه، وأستاذه، فغضب عليه."

1
التعليقات (1)
نسيت إسمي
الإثنين، 03-01-2022 11:54 ص
'' الشعر الجاهلي : بحث مميز عن نشأته ، قيمته ، خصائصه وأغراضه '' تعريف الشعر الجاهلي .. إن الحديث عن تاريخ الشعر الجاهلي يقودنا إلى البحث في أصل الكلمة ‘ الجاهلية ‘ فنجد أن القرآن الكريم أول من أطلق هذه اللفظة تحت مسمى الجاهلية الأولى حيث يقول سبحانه في معرض الآية 33 من سورة الأحزاب : " وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى " والجاهلية الأولى أو العصر الجاهلي تعني تلك الفترة التي سبقت الإسلام ، ومنه أخذ الشعر المسمى نفسه . والجاهلية لا تعني الجهل الذي هو عكس العلم ، بل يقصد بها السفه والغضب كما وضحها لنا الدكتور شوقي ضيف حيث قال : ‘ وينبغي أن نعرف أن كلمة الجاهلية التي أطلقت على هذا العصر ليست مشتقة من الجهل الذي هو ضد العلم ونقيضه ، إنما هي مشتقة من الجهل بمعنى السفه والغضب ‘ . نشأة الشعر الجاهلي .. إن تحديد زمن العصر الجاهلي عامة والشعر الجاهلي خاصة هو أمر غير معلوم ولم يصلنا منه أي تدقيق ، لكن ينسب عموما كما أشرنا إلى الفترة التي سبقت الإسلام وتقريبا 150 إلى 200 سنة هي المدة التي انبرى فيها الموروث الشعري الجاهلي الذي وصل إلينا ، وقبل ذلك كان مجهولا . وفي ذلك يقول الجاحظ : ‘ أما الشعر العربي فحديث الميلاد صغير السن ، أول من نهج سبيله وسهل الطريق إليه امرؤ القيس بن حجر ومهلهل بن ربيعة..فإذا استظهرنا الشعر وجدنا له ـ إلى أن جاء الله بالإسلام ـ خمسين ومائة عام ، وإذا استظهرنا بغاية الاستظهار فمائتي عام ‘ . ومن الأقوال التي أثارت ضجة كبيرة في عالم الأدب ، كتاب ” في الشعر الجاهلي ” للدكتور وعميد الأدب العربي طه حسين ، حيث شك في صحته ، وأنكر وجود بعض الشعراء الجاهليين ، بعد أن أنكر صحة شعرهم في كتابه المثير للجدل . منزلة الشعر الجاهلي .. لقد تحدثنا في إحدى مواضيعنا أن الشعر كان ديوان العرب ومركز أخبارهم ومنبع فخرهم ، فالشاعر كان معظّما في قبيلته وتقدم له الهدايا والعطايا ، فهو لسانها المنافح عنها أمام القبائل ، وأبيات شعره يكون وقعها أشد من السيف على شرف المرء ومروءته . لكن أن تكون شاعرا ليس بالأمر الهين فتلك ملكة تحتاج إلى نبوغ أشبه بقوة سحرية أو حتى شيطانية ، فلطالما اعتقد العرب في القديم أن الجن هي من تلقي على ألسنتهم الشعر وتختار الشخص المميز لذلك . وكانت كل قبيلة تهنئ جارتها التي ينبغ فيها شاعر ، لأنه يمثل لسان التاريخ بأسره ، بل يعتبر نبي قبيلته وفي ذلك يقول المستشرق الألماني ثيودور نولدكه : ‘ كان الشاعر نبي قبيلته وزعيمها في السلم وبطلها في الحرب ، تطلب الرأي عنده في البحث عن مراع جديدة ، وبكلمته وحدها تضرب الخياو وتحلّ ‘ . أغراض الشعر الجاهلي .. نشأ الشعر الجاهلي متأثرا بطبيعة الشاعر الذي يحكي ما يعيشه في بيئته ومحيطه ، وبالتالي كانت أغراض الشعر الجاهلي تندرج ما بين : الوصف : كان الشاعر مرتبطا بأرضه وباديته فشكل ذلك مادة خصبة لأشعاره ، كذلك كان يترك العنان لخياله في وصف رحلاته وراحلته أو الوقوف على أطلال ذكرى له . المدح : كان الشاعر رمز قبيلته ولسانها وبالتالي سخّر هذا اللسان في مدح زعماء قبيلته وساداتها وفرسانها ، وتعدى ذلك لكل من كان يحمل صفات النبل والكرم والإباء . الرثاء : كان مديحا في حد ذاته لكن بطابع بكائي يعدد مثالب الميت ومكارمه ويدعو لأخذ الثأر للمقتول . الهجاء : إذا كانت الحروب تقوم على القوة والسيف فإن لسان الشاعر كان أشد منها وقعا لما له من أثر خالد لا يموت ، فالقبائل المتحاربة كانت تتقاتل لسانيا بشعرائها ، كل شاعر يسقي القبيلة العدو سما من الكلمات المخزية ، والمتمكن صاحب النفس الطويل هو من كان يصمد حتى ينتصر لقبيلته . الفخر : كان الشاعر معتدا بنفسه وقبيلته حيث يرجع إلى أصوله الكريمة فيفخر بأجداده ويعتز بدمائه وشرفه . الغزل : الحب والعشق شعور ضارب في القدم وعليه فإن الشاعر أحب وعشق المرأة ، فنسجت قريحته ديباجة تحوي أرق الأبيات وأجودها ، مع العلم أن الغزل كان عفيفا في بعض جوانبه وماجنا في البعض الآخر . بالاضافة إلى هذه الأغراض المشهورة ، فقد كان الشاعر يفخر بسهراته الماجنة التي تتغنى بشرب الخمر ، وفي المقابل وعلى النقيض كان هنالك شعراء الزهد و الحكمة الذين يدعون إلى التفكر في الحياة وزوالها والتحلي بمكارم الأخلاق . مصادر الشعر الجاهلي .. إذا تحدثنا عن أهم مصادر و دواوين الشعر الجاهلي التي جمعها الرواة ودونوها في مختلف كتب التاريخ والطبقات واللغة ، فسنقف عند : 1 ـ المعلقات : تعتبر المعلقات من أغلى كنوز الشعر العربي وأكثرها أهمية ، وقد سميت بذلك لنفاستها وعظيم قيمتها أخذا من كلمة ( العلق ) بمعنى النفيس ، ويقال إن أول من رواها مجموعة في ديوان خاص بها حماد الراوية ، وأصحابها عنده سبع : امرؤ القيس وزهير بن أبي سلمى ، وطرفة بن العبد ولبيد بن ربيعة ، وعمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة ، وعنترة بن شداد . أما أبو زيد القرشي صاحب ( جمهرة أشعار العرب ) ، أسقط اثنين من رواية حماد هما الحارث بن حلزة وعنترة وأثبت مكانهما النابغة الذبياني و الأعشى ، لتكتمل بعشر معلقات في عصر التبريزي بإضافة عبيد بن الأبرص . 2 ـ المفضليات : نسبة إلى جامعها المفضل الضبي راوي الكوفة الثقة ، وهي 126 قصيدة أضيف إليها أربع قصائد وجدت في بعض النسخ ، وقد مثلت هذه القصائد جوانب الحياة الجاهلية وعلاقات القبائل ، وانطبعت في كثير منها البيئة الجغرافية . وهي موزعة على 67 شاعرا منهم 47 جاهليا وعلى رأسهم المرقشان الأكبر والأصغر والحارث بن حلزة والشنفرى وتأبط شرا . وقد جاء فيها غير قليل من الكلمات المندثرة التي لم ترد في في المعاجم اللغوية على كثرة ما أثبتت من الألفاظ المهجورة ، مما يرفع الثقة بها ويؤكدها . 3 ـ الأصمعيات : نسبة إلى راويها الأصمعي ، وقد نشرها آلورد عن نسخة سقيمة في برلين سنة 1902 وأعاد نشرها عبد السلام هرون وأحمد شاكر ، وقد بلغ عدد قصائدها ومقطوعاتها 92 ، وهي موزعة على 71 شاعرا منهم نحو 40 جاهليا على رأسهم امرؤ القيس والحارث بن عباد ودريد وطرفة وعروة بن الورد . وقد جاء فيها أيضا كثير من الكلمات المهجورة التي لم تثبتها المعاجم ، غير أنها لم تلعب الدور الذي لعبته المفضليات فلم يتعلق بها الشراح ، ولعل ذلك يرجع إلى قلة غريبها بالقياس إلى المفضليات ، وأيضا فإن الأصمعي لم يرو كثيرا من القصائد كاملة ، بل اكتفى بمختارات منها . 4 ـ جمهرة أشعار العرب : لصاحبها أبي زيد القرشي ، وتضم 49 قصيدة طويلة موزعة على سبعة أقسام ، في كل قسم سيع قصائد ، والقسم الأول خاص بالمعلقات ، ويليه المجمهرات وهي لعبيد بن الأبرص وعدي بن زيد وبشر بن أب خازم وأمية بن أبي الصلت وخداش بن زهير والنمر بن تولب و عنترة . ويلي ذلك المنتقيات أي المختارات ، ثم المذهبات وجميعها لشعراء من الأنصار جاهليين أو مخضرمين ، وربما قصد باسمها أنها تستحق أن تكتب بالذهب ، ثم عيون المراثي ، ثم المشوبات ، وهي لمخضرمين ، شابهم الكفر والإسلام ، ثم الملحمات وجميعها لإسلاميين . وهي مجموعة غنية بالقصائد الطويلة ولكنها غير موثقة الرواية . ومن هذه المختارات أيضا ديوان الحماسة لأبي تمام ، وديوان الحماسة للبحتري ، ومختارات ابن الشجري ، وكتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ، وكتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة . خصائص الشعر الجاهلي .. تتخذ القصيدة نمطا تقليديا ثابتا في الأوزان والقوافي ، يحترم الوحدة الموسيقية وينسج ابيات قصيدته على أمواج البحور الشعرية المعروفة ، ونجد أن القصائد الجاهلية كانت تتفق في ما يلي : ـ تفتتح دائما بمقدمة طللية والبكاء على الديار . ـ وصف رحلاتهم وراحلتهم والتغني بجمالية الطبيعة وقسوتها في آن واحد . ـ الانتقال إلى الغرض الحقيقي الذي نظمت من أجله القصيدة كالمدح أو الفخر أو الرثاء ..الخ . قيمة الشعر الجاهلي .. لقد ترك لنا الشعر الجاهلي إرثا عظيما أثرى به الخزينة العربية التاريخية ، فكان راوية لأخبار الأمم والقبائل ، راصدا ومصورا طبيعة حياتهم الاجتماعية والسياسية والفكرية ، فكان صلة وصل بين الماضي الغابر ، والحاضر المتجدد . وهو بحق ـ على رأي الباحثين و النقاد ـ وثيقة من أهم وثائق تاريخ تلك الأيام ، وقد جمع من المعلومات الشيء الكثير حتى سمي بحق ” ديوان العرب ” . فهو يطلعنا على أحوال الجزيرة الطبيعية وجغرافيتها ، وهو يطلعنا على أحوال العرب الاجتماعية والعقلية ، باسطا لنا أخلاقهم وعاداتهم وأنسابهم ومآثرهم وأيامهم .
الأكثر قراءة اليوم

خبر عاجل