هدد فلسطيني بحرق
نفسه وأولاده وتفجير أسطوانات غاز في منزله بعد أن حاصرت قوات
الاحتلال، الاثنين،
منزله في حي
الشيخ جراح بالقدس المحتلة لإجباره على إخلائه.
وبالفعل
فقد باشرت آليات الاحتلال صباح الاثنين، بهدم مشتل "فخار السلام" الذي تملكه
عائلة صالحية في الشيخ جراح في
القدس المحتلة، بعد أن أجبرت العائلة على
إخلاء محتوياته،
تزامناً مع الاعتصام في منزلها المهدد بالهدم.
وتواصل
قوات الاحتلال وآلياتها منذ ساعات الصباح حصارها لبيت صالحية في الشيخ جراح، لإجبار
العائلة على إخلائه، تمهيدا لهدمه، والسيطرة على الأرض المحيطة به.
فيما قال موقع
"عرب48" إن
بلدية الاحتلال أرجأت إخلاء المنزل إلى "الأسابيع القريبة" وذلك بعدما هدد
أفراد العائلة بإضرام النار بأنفسهم والمنزل، فيما ستقوم البلدية تحت حماية قوات الشرطة
بإخلاء الأرض المحاذية للمنزل.
وقالت
وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن المقدسي محمود صالحية يعتصم مع أولاده
داخل المنزل، مهددًا بإشعال النيران به في حال أقدم الاحتلال على إخلائه، فيما فرضت
قوات الاحتلال طوقًا أمنيًّا حول البيت ومنعت طواقم الصحفيين من الاقتراب منه.
واعتدت
قوات الاحتلال على عدد من المتواجدين والمتضامنين مع عائلة صالحية، واعتقلت شابين من
المكان، عقب الاعتداء عليهما بالضرب.
وبالتزامن
مع الاعتداء، استدعت قوات الاحتلال آليات الهدم في حي الشيخ جراح، ما تسبب بحالة من
التوتر، وسط استمرار رفض عائلة صالحية إخلاء منزلها.
وانطلقت
دعوات مقدسية لمساندة العائلة والوقوف معها عقب محاولات الاحتلال إخلاءها من منزلها.
واحتجاجًا
على ما تقوم به قوات الاحتلال، شرع أفراد العائلة بسكب البنزين على سطح منزلهم مهددين
بإشعال النيران بأنفسهم وتفجير أسطوانة الغاز التي وضعوها أيضًا على السطح.
من
جهته قال ممثل الاتحاد الأوروبي، إن عمليات الإخلاء والهدم غير قانونية بموجب القانون
الدولي.
وأضاف
ممثل الاتحاد الأوروبي خلال تواجده وعدد من ممثلي الدول الأوروبية في حي الشيخ جراح
أثناء إخلاء سلطات الاحتلال عائلة الصالحية من منزلهم، أن هذه العمليات تعيق بشكل كبير
آفاق السلام وتؤجج التوترات على الأرض.
وكانت
سلطات الاحتلال أصدرت منتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي، قرارا يقضي بإخلاء العائلة
من الأرض بمساحة 6 دونمات تضم منزلا ومشتلا، وسلمت صالحية مهلة لتنفيذ قرار إخلاء أرضه
المبني عليها منزله، حتى الـ25 من شهر كانون ثاني/ يناير.
يقول
صالحية إنه يواجه بلدية الاحتلال وما يسمى "حارس أملاك الغائبين" بمحاكم
الاحتلال منذ 23 عاما، لم تستطع خلال هذه السنوات مصادرة الأرض بأي شكل كان.
وأضاف،
وفق موقع "عرب48" أنه في السنة الأخيرة أصدرت قوات الاحتلال قرارا بمصادرة
الأرض تحت بند "المنفعة العامة" لبناء مدارس، مؤكدا أن هذ القرار جائر وبمثابة
جريمة حرب وتطهير عرقي.
ولفت
إلى أن فريقا قانونيا قد رفع دعوى باسم أفراد عائلة صالحية من سكان المنزل والبالغ
عددهم أكثر من 40 فردا، رفضا لقرار المصادرة، إلا أن محاكم الاحتلال رفضتها.
وقال
إن ثلاث عائلات تسكن في منزله المبني على هذه الأرض، فيما يستفيد من الأرض ثماني عائلات،
وسيؤثر قرار الإخلاء على دخل أكثر من 22 عائلة، وأضاف: "17 شخصا نسكن المنزل، أنا
وأطفالي الخمسة، وشقيقتي وأطفالها الأربعة، ووالدتي".
وتواصل
سلطات الاحتلال سياسة الهدم، حيث أجبرت، الاثنين، مقدسيًّا على استكمال هدم محله التجاري،
الذي كان قد بدأ هدمه مطلع الشهر الجاري في حي الشيخ جراح شرق القدس المحتلة.
وأفادت
"وفا" أن طواقم بلدية الاحتلال أجبرت المقدسي جمال أبو نجمة على استكمال
هدم متجره في الشيخ جراح، بحجة البناء دون ترخيص، وإلا ستفرض عليه غرامة باهظة.
وقال
أبو نجمة، إنه عانى من قرارات الاحتلال منذ نحو 30 عاماً، وحاول مراراً وتكراراً وقف
قرار الهدم بحق محله، إلا أن بلدية الاحتلال وضعت أمامه خيارين، إمّا الهدم القسري،
أو الهدم بواسطة آلياتها مقابل دفع كافة التكاليف المترتبة على ذلك.
وتابع أنه عقب هدم محله قسرا، واصلت شرطة الاحتلال مُلاحقته على مدار الأيام الثلاثة الماضية،
من أجل استكمال الهدم.