سياسة عربية

"طالبة سعيّد".. ذراعه بالرئاسة إلى الاستقالة (بروفايل)

كانت عكاشة تعتبر الذراع الأيمن لسعيد منذ حملته الرئاسية عام 2019 - صفحتها بفيسبوك
كانت عكاشة تعتبر الذراع الأيمن لسعيد منذ حملته الرئاسية عام 2019 - صفحتها بفيسبوك

أعلنت نادية عكاشة مديرة ديوان الرئيس التونسي قيس سعيّد استقالتها من منصبها بسبب ما اعتبرته "وجود اختلافات جوهرية في وجهات النظر المتعلقة"، بحسب منشور لها بـ"فيسبوك".


ويعتبر العديد من التونسيين عكاشة ظل سعيّد وذراعه الأيمن وأمينة سره، حيث رافقته في مجمل نشاطاته وتحركاته منذ تعيينها مديرة ديوانه في 28 كانون الثاني/ يناير 2020.

 


وعرف سعيّد عكاشة قبل تعيينها بديوانه، حيث كانت طالبته في مادة القانون الدستوري، قبل أن تتخرج وتصبح زميلته في الجامعة.


وتحصلت عكاشة صاحبة الـ41 سنة على دكتوراه في القانون عام 2017، وماجستير في القانون العام والمالي عام 2006، من كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس، وبكالوريوس في العلوم القانونية عام 2004م من الكلية ذاتها التي كان يدرّس بها سعيّد قبل توليه رئاسة الجمهورية، فضلا عن شهادة الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري في تونس عام 2005، ولها العديد من المؤلفات القانونية والمقالات العلمية والسياسية.


وبحسب صفحتها بموقع جامعة تونس، فإن نادية عكاشة هي باحثة في معهد "ماكس بلانك" للقانون العام والقانون الدولي المقارن في هايدلبرغ، وهي مهتمة بالقانون الدستوري والعدالة الدستورية والقانون الدستوري الدولي.


وعقب ثورة 2011 التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي، تابعت عكاشة العملية الانتقالية حيث كانت ضمن بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات في تونس سنة 2011، ومستشارة لبعثة المساعدة الانتخابية للاتحاد الأوروبي سنة 2014.


ودخلت نادية عكاشة غمار النشاط السياسي من خلال الالتحاق بحملة سعيّد الرئاسية في 2019 التي أوصلته إلى السلطة.


وبعد توليه الرئاسة، قام سعيّد بتعيين طالبته السابقة كمستشارة للشؤون القانونية، قبل أن تصبح مديرة للديوان الرئاسي بعد عام، ثاني منصب في مؤسسة رئاسة الجمهورية.


وبرزت نادية عكاشة خلال أشهر روايات قيس سعيّد عما أسماها "محاولات اغتياله"، تلك التي يعرفها التونسيون بحادثة "الظرف المسموم"، التي انخرطت في سرديتها مؤسسة رئاسة الجمهورية بعد تداول أخبار وصول بريد مشبوه إلى قصر قرطاج، في بداية العام الماضي.


ونشرت الرئاسة التونسية بلاغا رسميا بتاريخ 28 يناير/ كانون الثاني 2021 كشفت فيه أن قصر قرطاج تلقى يوم 25 يناير/ كانون الثاني، حوالي الساعة الخامسة مساء بريدا خاصا موجها إلى رئيس الجمهورية يتمثل في ظرف لا يحمل اسم المرسل. 

 


ووفق الرواية الرسمية الصادرة عن رئاسة الجمهورية في تونس، قامت مديرة الديوان الرئاسي نادية عكاشة، وهي الشخصية الأقرب لقيس سعيّد، بفتح الظرف فوجدته خالياً من أي مكتوب، ولكن بمجرد فتحها للظرف تعكر وضعها الصحي وشعرت بحالة من الإغماء وفقدان شبه كلي لحاسة البصر وصداع شديد في الرأس، نقلت على إثرها إلى المستشفى العسكري، فيما تم وضع الظرف في آلة تمزيق الأوراق، قبل أن يتقرر توجيهه إلى وزارة الداخلية لإخضاعه للتحاليل اللازمة.


وصادف أن ظهرت نادية عكاشة في صور لاجتماع قيس سعيّد مساء يوم الحادثة، فيما كانت تظهر بصحة جيدة، قبل صدور بلاغ الرئاسة بعد 3 أيام فقط.

 

اقرأ أيضا: خاص.. صراع مع الجيش التونسي وراء استقالة نادية عكاشة

ولكن، سرعان ما انتهت قصة "الظرف المسموم" بنهاية نفس الشهر، حيث أعلنت النيابة العامة بتونس أن خلاصة الاختبارات الفنية على الظرف المشبوه بينت عدم احتوائه على أية مواد مشبوهة سامة أو مخدرة أو خطرة أو متفجرة، ما أثار شكوكا في صحة رواية رئاسة الجمهورية.


وعرفت نادية عكاشة بانتمائها إلى شق المستشار الأمني لسعيّد خالد اليحياوي الذي ينافس شق وزير الداخلية توفيق شرف الدين وزوجة الرئيس وشقيقه في صراع نفوذ داخل قصر قرطاج.


كما ظهر اسم عكاشة في ما بات يُعرف بوثيقة الانقلاب التي نشرها موقع "ميدل إيست آي" شهر آيار/ مايو الماضي، الذي كشف عن تنسيق تونسي مصري بتمويل إماراتي من أجل الإطاحة بالتجربة الديمقراطية بتونس.


التعليقات (0)